حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ

فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني

نسامحُ دهرنا العاصي علينا

ونطلبُ طاعة ََ الحدق الحسانِ

ونرجو الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ

ونحن نخافُ في دار الأمانِ

حبيبك من بني هذي الليالي

هما من طينة متصلصلانِ

وما لوناهما إلا وفاقٌ

وإن برزتْ لعينك صبغتانِ

تقلَّب لي صفاة ُ أخي فما لي

نكرتُ تقلُّبا في غصن بانِ

وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا

فكيف بنصرِ مختضبِ البنانِ

وأفتقد الأحبّة َ ثم أرضى

كراهاً بالوقوف على المغاني

وأقلني يا زمانُ غلاطَ ظنّي

بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني

وإلا فانتقم ما شئتَ منّى

سوى تعريضِ عرضي للهوانِ

أرى صورا وشاراتٍ حساناً

مصايدَ للطَّماعة ِ والأماني

وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو

وآخرَ عنده بعضُ الليانِ

وأشكر نبذهُ بالوصل حينا

وأعذرُ في الجفاءِ إذا جفاني

فأحسبُ عطفه يثنى بمدحي

من قصيدة (إذا ذهب الوفاءُ)

شاعر من العصر العباسي (? - 1037م)

Email