تعدت الفنادق كونها مكاناً لاستقبال النزلاء والزوار لتصبح مسرحاً وشاهداً على أفلام السينما

فنادق عالمية تحتضن إبداعات الفن السابع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد الفنادق ذلك المحتوى الفني والتاريخي والسياحي، الذي يعكس عبق المكان، بل يبدو مهمتها تعدت ذلك لأن تصبح موقعاً مثالياً لكواليس أفلام سينمائية يستمتع المشاهدون بأحداثها وصورها. وهذا ما نلاحظه من تهافت المنتجين والمخرجين، على الفنادق الفخمة لتصوير مشاهد من أفلامهم، وهذا يؤكد على أن الفنادق ترغم صناع السينما على تجسيدها ككادر في المشاهد لاحتوائها كافة أبجديات الحياة.

"منتصف الليل في باريس" في فندق لو بريستول
تصوير مشاهد عديدة من فيلم "منتصف الليل في باريس" في فندق لوبريستول، بالعاصمة الفرنسية باريس، يصب في هذا السياق، حيث كان مسرحاً لفيلم يتحدث عن كاتب يدعى غيل (أوين ويلسون) أثناء وجوده في باريس، يأخذ عطلة من خطيبته (وراشيل ماك ادمز ووالديها حيث يخوض مغامرة غامضة في تاريخ مدينة الأنوار الفنية).

يعكس اعتزاز المدير العام للفندق ديدييه لو كالفيز باستضافة طاقم عمل الفيلم، وعلى رأسهم وودي آلان الرغبة المتبادلة، بين صاحب البناء، وصاحب العمل، في عملية انسجام بين الجوهر والمضمون، يقول وودي: "كنا سعداء جداً بمساعدة وودي آلان وفريق المصورين والممثلين، خلال تصوير مشاهد فيلم "منتصف الليل في باريس" في الصيف الماضي، ونتطلع لمشاهدة الفيلم في صالات السينما بنسخته النهائية، كما يفخر البريستول باستضافته لهذه المجموعة المتميزة من الممثلين".

هذه الاستضافة جعلت لو بريستول باريس، المعروف بانتمائه إلى قائمة الفنادق الفاخرة والرائدة، أولَ فندق فرنسي يتسلّم رسمياً تصنيف "بالاس" أو الفئة الأرقى في قطاع الضيافة (5 مايو 2011)، وهو الفندق الأوروبي الوحيد المملوك من قبل عائلة، وقد انتمى بملكيته إلى عائلتين فقط منذ افتتاحه في العام 1925، وهو جزء من مجموعة أوتكر منذ العام 1978 التي تضم إلى جانبه فنادق برينرز بارك في بادن-بادن وكاب ايدن روك في أنتيب، وفندق ومنتجع شاتو سان مارتان في فانس في الجنوب الفرنسي.

"جناح بلازا" في فندق بلازا نيويورك
بعيداً عن فرنسا، نعرِّج على عاصمة الأفلام العالمية هوليوود، حيث شهد فندق بلازا بنيويورك أغلب مشاهد فيلم "جناح بلازا" الذي عرض عام 1971، وهو فيلم كوميدي، من إخراج آرثر هيلر، وبطولة وولتر ماتو ومورين ستابليتون ولين بران.

ودارت أحداثه في الجناح 719 من الفندق، حيث ركز الجزء الأول منه، على حالة الزوجين سام وكارين ناش، اللذين حاولا أن يعيدا أمجاد شهر العسل في ذلك الجناح. أما الجزء الثاني فيسلط الضوء على لقاء بين المنتج الهوليوودي جيسي كيبلينغر، وحبه القديم لموريل تيت. ويتمحور الجزء الثالث حول حكاية زواج روي ونورما هوبلي.

يشار إلى أن فندق بلازا تم افتتاحه سنة 1907م، وهو يطل على منطقة السنترال بارك في نيويورك، ويضم 130 غرفة و 153 وحدة سكنية مزدوجة. وقد اشتراه الأمير الوليد بن طلال مع شريك آخر، ميلينيوم آند كوبثوم، سنة 1994م بمبلغ 325 مليون دولار. وكان الغرض من هذه الصفقة إيصال الاسم التجاري لفيرمونت إلى الولايات المتحدة، من خلال إيجاد فندق متميز لها في نيويورك، لتقوم على إدارته.

وفي عام 2004م، اتفق الأمير الوليد بن طلال على بيع فندق بلازا بمبلغ 675 مليون دولار، وذلك لرغبة شريكه في الانسحاب من الاستثمار. وكان المشتري يعتزم تحويل الفندق ذي الـ 805 غرف، إلى فندق صغير، يضم 180 وحدة سكنية مزدوجة جديدة يتم بيعها، و 153 وحدة مزدوجة للاستخدام الفندقي.

"ضائع في الترجمة" في بارك حياة
لنطوي الصفحة الهوليودية، ونعرج على النمور الآسيوية، التي بدأت في شق طريقها نحو العالمية، ولا سيما ذلك المنعرج الحاسم في مدينة كان الفرنسية، عندما حاز الفيلم التايلاندي "العم بونمي" على سعفة "كان" الذهبية عام 2010.

وبعدها تحول فندق بارك حياة طوكيو، إلى محط اهتمام السينمائيين الأمريكيين، فهو يعد تحفةً معماريةً رائعة، وهو يقع في برج حديقة شنجيكيو، وينتمي لسلسلة فنادق عالمية يقع مقرها في شيكاغو ولاية إيلنويز، في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد أعجوبة معمارية زجاجية تتميز باللمسة الهندسية والمعمارية والديكور المعاصر. وغرف الفندق كبيرة، وتطل على مناظر خلابة لمدينة طوكيو.

لعل موقعه المتميز وفخامته، جعلا المخرجة صوفيا كوبولا، والمنتج روز كايتز، يختارانه لتصوير بعض مشاهد فيلم "ضائع في الترجمة"، حيث تدور أحداثه حول الممثل بوب هاريس (بيل موراي)، الذي يسافر إلى اليابان، لتصوير إعلان تجاري، عن شراب شهير، وشابة تدعى شارلوت (سكارليت جوهانسون)، تخرجت حديثاً في جامعة ييل، وذهبت إلى اليابان برفقة زوجها المشغول عنها دائماً، إذ إنه يعمل مصوراً للمشاهير.

يتناول الفيلم في بداياته مشاعر الزوجة الشابة شارلوت، وهي تجد نفسها وحيدةً في الفندق الفخم، فالزوج مشغول دائماً بملاحقة المشاهير لتصويرهم. وهي تظن أن زوجها يركّز جل اهتمامه على عارضات الأزياء اللواتي يلاحقهن بالكاميرا في كل مكان، وبالأخص ممثلة أميركية شابة تدعى كيلي التي تجسد دورها آنا فاريس.

"أماكورد" في فندق غراند هوتيل ريميني
أما الفيلم الإيطالي أماكورد للمخرج فيديريكو فليني، وبطولة ما غالي نوال وبرونو زانين وبوبيلا ماجيو فقد صور في فندق" غراند هوتيل ريميني"، ويعتبر الفيلم شبه سيرة ذاتية للمخرج. أنتج عام 1973 وعرض في ديسمبر 1973 بإيطاليا، وفي سبتمبر 1974 بالولايات المتحدة، حصل الفيلم على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، من قبل الأكاديمية الأميركية لفنون السينما والعلوم، وترشح لجائزتي أفضل سيناريو غير مقتبس، وأفضل إخراج.

يحافظ الفندق على طابعه العام منذ أن صور فيه الفيلم، وهو يحتوي على 117غرفة ذي 5 نجوم، وهي مصممة بعناية لتشبع احتياجات النزلاء. كما تتضمن الغرف كافة مستلزمات الراحة، مع توفير إقامة أكثر تكاملاً لجميع النزلاء.

Email