الدهريز

كنوز الذاكرة الشعبية 3-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن جهود الجهات الرسمية لجمع التاريخ والتراث الشفاهي شكلت وزارةُ الثقافة والشباب وتنمية المجتمع «وزارة الثقافة وتنمية المعرفة حالياً» لجنةً لهذا الغرض منذ منتصف العقد الماضي، ضمت باحثين من مختلف الإمارات وكنت عضواً فيها، وكانت الحصيلة عشرات المقابلات، لكنها لاتزال حبيسةَ الأوعية التي خُزنت فيها، ونأمل أن يأتي اليومُ الذي تجد فيه سبيلَها للنشر لتعميم الاستفادة منها.

وبالتوازي مع جهود الوزارة كانت هناك مؤسسة رسمية كبيرة تقوم بدورها في توثيق التاريخ الشفاهي هي المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة ومقرها العاصمة أبوظبي، والتي أجرت ما لا يقل عن 500 مقابلة مع الرواة ُنشر بعضها في مجلة ليوا.

وبعد إنشاء مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بإمارة دبي في أبريل عام 2013 أخذ المركزُ على عاتقه حفظَ وتوثيقَ التراث الوطني، ورفدَه بالدراسات والأبحاث العلمية، وتوفيرَ المصادر والمراجع التراثية؛ باعتبار ذلك أحدَ ثلاثة أهداف استراتيجية تأسّس المركزُ لتحقيقها، ومنذ ذلك الحين تبنى المركزُ جمع الروايات الشفاهية المتعلقة بتاريخ وتراث دولتنا الحبيبة؛ بواسطة جامعيين مدرّبين، وبمخصصات سخية، سعياً منه لتدارك ما تختزنه ذاكرةُ الرواة المسنين من مواطني الدولة، وهم شهودُ عيان على ما شهده مجتمعُ الإمارات من تغيرٍ اجتماعيٍّ.

أما عن الجهود الفردية في مجال جمع وتوثيق تاريخنا الشفاهي فإننا ندين بالفضل للباحث والصحفي المعروف الأستاذ عبد الله عبد الرحمن رحمة؛ لما قام به في أواسط عقد الثمانينات من إجراء لمقابلات صحفية وتفريغها ونشرها، وقد شملت عشرات المواطنين المسنين، ومن مختلف البيئات الطبيعية البحرية والصحراوية والجبلية والواحات، وتضمنتها ثلاثةُ مجلدات، وتُمثل تلك المقابلاتُ ذخيرةً ثمينة للباحثين.

كما لا يمكن إغفالُ دور المرحوم الباحث عمار السنجري (تـوفي 2015) في توثيق الكثير من مرويات البدو وخصوصاً في المنطقة الغربية، وإلقاء الضوء عليها من ناحية انثروبولوجية.

 

 

Email