الدهريز

كنوز الذاكرة الشعبية «3-2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت عملية جمع المرويات التاريخية في الإمارات منذ وقت مبكر نسبياً، فلقد ذكر المؤرخ عبدالله بن صالح المطوع أن المرحوم محمد بن حسن المدفع المتوفى ‏1922م كان «أول من فكر في جمع تاريخٍ لساحل عمان ووقائعِه، وسافر من أجل ذلك، واستدعى ذوي الخبرة، وأنفق في ذلك من ماله الخاص»، ويشير المطوع إلى أنه شخصياًّ استفاد من مسودات محمد المدفع في تأليف كتبه التاريخية فيقول «وإليه يرجع الفضلُ فيما جمعته من التاريخ والوقائع».

كما دون الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدرويشي الشامسي «تـ 1942م» روايات تتعلق بتاريخ أسرته التي كانت تحكم بلدتَي الحمرية والحيرة التابعتين للشارقة، وكذلك المرحوم درويش بن أحمد بن درويش الذي كان مديراً لبلدية الشارقة في الستينيات، وقد دون تاريخَ وأنسابَ أسرته، كما لا يمكن إغفالُ جهود الشيخ محمد بن سعيد بن غباش في تتبع الأخبار والأنساب، وله مخطوطة تحت عنوان «ما جمعته في الأربعين عاماً» لم تُنشر، وقام فالح حنظل بتحقيق ونشر مدونةٍ لابن غباش وضع لها عنواناً اجتهادياً: «الفوائد في تاريخ الإمارات والأوابد».

وقد وَجدَت بعضُ تلك المدونات سبيلَها إلى النشر، وبقي بعضُها متداولاً بطريقة النسخ، أو محفوظاً لدى أسر المؤلفين.

وبعد قيام دولة الإمارات تم إنشاء اللجنة العليا للتراث بأمر من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأنيط بها جمعُ كل ما يتعلق بتاريخ الإمارات صوناً له من الضياع، ونشرُ ما هو قابل للنشر منه، وكان من أبرز الشخصيات التي ضمتها اللجنة: الأديب أحمد بن سليّم، والشاعر حمد بن خليفة بوشهاب، وعمران بن سالم العويس، ورجلُ الأعمال راشد بن أحمد لوتاه، ثم الشيخ محمد الخزرجي، وقد تم إجراء مقابلاتٍ لعشرات من الرواة، وبقيت التسجيلات بتلك المقابلات محفوظةً لدى اللجنة حتى تم حلُّها، وأنيطت مهامُها بمركز زايد للتراث والتاريخ، وآلت إليه محفوظاتُها بما فيها تلك الذخيرة الثمينة من المقابلات، لكن مما يؤسف له أن غالبيتَها لم يجد سبيله للتفريغ.

Email