لوحة مصغّرة عن حضارة «أم الدنيا» في مهرجان زايد التراثي

الصناعات اليدوية المصرية تنوع وإتقان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشتهر الصناعات اليدوية المصرية بتنوعها وغناها وتفرّدها من حيث اتقان الصنعة ومراعاة التفاصيل واستخدام المنتجات الطبيعية من القطن والأصواف والخشب والحرير. وقد حمل نخبة من الحرفيين المصريين معروضاتهم الفنية العريقة إلى مهرجان الشيخ زايد التراثي المقام حالياً في منطقة الوثبة في العاصمة أبوظبي، ليتعرف عليها جمهور المهرجان، وليقدموا لوحة مصغرة عن تراث «أم الدنيا» وحضارتها وليثبتوا براعة ومهارة أصحاب المهن القديمة فيها.

المهندسة همّت محمد منصور مدير إدارة المعارض في وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، والمشرفة على القرية المصرية في المهرجان، تحدثت لـ «البيان» عن معروضات الجناح التي غلب عليها الحرف اليدوية القديمة التي تم تطويرها وتحديثها لتتناسب مع العصر وتتماشى مع متطلبات الجيل الجديد.

الأسر المنتجة

وقالت منصور إن جميع المشاركين يندرجون تحت مظلة مشروع الأسر المنتجة، الذي ترعاه وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية ممثلة في الإدارة المركزية للأسر المنتجة منذ عام 1964، والذي يهدف إلى الحد من الفقر والمساهمة فى حل مشكلة البطالة، بالاستفادة من طاقات وقدرات أفراد الأسرة لإقامة مشروعات صغيرة فى مجالات الصناعات اليدوية والبيئية والمنزلية.

وبحسب المهندسة همت، فقد انطلق المشروع بعدد قليل من الأسر وكان يستهدف المرأة بشكل خاص للعمل من منزلها وتحسين مستوى دخل أسرتها، وما لبث أن بدأ المشروع يكبر ويتطور حتى بات يضم مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الشباب الجامعي الذين باتوا يفكرون بإقامة مشاريعهم الخاصة، مستفيدين من الامتيازات التي يقدمها هذا المشروع لجميع الحرفيين ومطوري التراث المصري. وقد وصل عدد المستفيدين من المشروع حتى الآن ما يقارب من 2,5 مليون شخص.

دعم

وأوضحت مشرفة القرية المصرية بأن مشروع الأسر المنتجة يقدم الدعم لمنتسبيه من خلال مجالات عدة منها تمويل المشاريع، وإقامة مراكز التدريب على الصناعات اليدوية، والتسويق والترويج للسلع، والمشاركة في معارض داخلية وخارجية، وإمداد الحرفيين بنماذج جديدة ومبتكرة لتحفيزهم على استلهام أفكار جديدة وتطبيقها في تصميم المنتجات التراثية.

وقالت منصور إن المشاركين في مهرجان الشيخ زايد التراثي يتوزعون بين فئتين، فئة تحافظ على الصناعات التقليدية بشكلها القديم والتراثي، وفئة أخرى مزجت القديم بالمعاصر فأنتجت نماذج إبداعية جديدة، وسخرت منتجات التراث في ابتكار أشكال حرفية متميزة.

السجاد اليدوي

وتشمل قائمة المهن والصناعات التراثية ضمن القرية المصرية، صناعة النسيج اليدوي للقطن والصوف والحرير وصناعة السجاد والصناعات الجلدية كالأحذية والحقائب والجلود المزخرفة وصناعة النجارة وصناعة الفخار والاواني النحاسية إلى جانب الصناعات اليدوية التي تمارسها النساء مثل الحياكة والتطريز وغيرها.

وأكدت المهندسة منصور أن أهم المعروضات المصرية في مهرجان زايد التراثي، هي صناعة السجاد والكليم اليدوي التي تشتهر بها جمهورية مصر العربية، وهي حرفة توارثت من الأجيال القديمة الماهرة والتي اشتهرت بدقة التصنيع ومهارة العقدة، حيث يتميز السجاد اليدوي بالمتانة والدقة والجودة والجمال في الشكل.

صناعات المحافظات

ويضم الجناح منتجات شهيرة في محافظات مصرية محددة، مثل خشب السرسوع، وأدوات المائدة والزينة، والأطباق، والخزف والفخار من محافظة قنا، ومنتجات شجر النخيل متعددة الاستخدامات من محافظة الوادي الجديد، ومنتجات الرخام الطبيعي من صعيد مصر. فضلاً عن منتجات أخميم العالمية وهي عبارة عن منسوجات يدوية على النول مصنوعة من القطن المصري الخالص، ومنتجات الخيامية، والتلي.

أراجيح مصنوعة من الحبال

للأراجيح الموجودة الآن أشكال كثيرة صنعت من خامات مختلفة منها المعدن أو البلاستيك، أما الأراجيح الموجودة في المهرجان فلها شكل يختلف تماماً عما يمكن مشاهدته الآن في الحدائق وأماكن عدة، مع العلم أنها تؤدي ذات العملية الترفيهية. فأراجيح المزرعة في مهرجان الشيخ صنعت من حبال ونصبت على أعمدة خشبية، أي كل ما له علاقة بالبيئة والأرض، والتي ارتبط بها الإنسان الإماراتي على مر العصور. وهذا دليل على أن مثل هذه الألعاب البسيطة ستبقى قادرة على إدخال البهجة على قلوب الصبيان والبنات الذين يتوافدون مع أهاليهم على ساحات المهرجان، مما يزيد القناعة كل يوم بأنه مهرجان عائلي بامتياز.

«الخوص» إبداع فني متجدد

سلال بأشكال مختلفة وأطباق، وبسط، صنعت بشكل فني جميل، تؤكد من جديد أهمية وجود النخيل، وكيف يمكن الاستفادة منه في صنع الكثير من الأدوات التي تستخدم في المنزل، كون كل هذه الأدوات مصنوعة من ورق النخيل الجاف، أو ما يسمى في اللهجة المحلية «صناعة الخوص» وبالنظر إلى كل ما يقدم يمكن للزائر أن يتعرف على تطور هذه الصناعة، والإبداعات التي أدخلت عليها، ما بين قطع سادة لم يدخل فيها أي لون أو زخرفة، وما بين قطع دخلت عليها الزخارف الملونة بعد أن تمت صباغة الخوص بصبغات خاصة، ليتحول بأيدي النساء الماهرات إلى أدوات ربما ما زال الكثير من الناس يستخدمونها، في الوقت الحالي خاصة في الرحلات التي يقومون بها إلى البر، وهو ما يؤكد تلك العلاقة المتجددة مع المكان والتي يكرس لها مهرجان الشيخ زايد بأكثر من طريقة.

Email