قيم البذل راسخة في عادات الأجداد

الإمارات أيادي خير عمّت العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل ما يجمع أبناء الإمارات قيادة وشعباً هو حب فعل الخير، الذي لا يرتبط تقديمه ونشره بين الناس بأي حدود إقليمية أو عرقية أو دينية، فالإمارات صاحبة مبادرات العطاء الممتدة، السباقة في شتى الميادين، حتى إنها اليوم أضحت نموذجاً للعطاء الإنساني في العالم، وعمت أياديها البيضاء مختلف ميادين العطاء في أنحاء العالم.

ولعل جوهر هذه المكانة البارزة اليوم في مجال فعل الخير يرجع بامتداده للجدود الأولين، حيث إن الإمارات كانت ولا تزال تنظر للعطاء والخير والمساعدات الإنسانية على أنها أقل الواجبات نحو بني الإنسان، وفعل الخير لم يكن يقتصر فقط على العائلات الغنية أو على الحكومة وشيوخ الإمارات في ذلك الوقت، بل فعل الخير كان من شيم الفقير قبل الغني والكل كان يجسد هذه الروح المتأصلة في أبناء هذا الوطن ومنظومتهم القيمية.

أيادي زايد البيضاء

إن العمل الخيري نهر أجراه الله تعالى لكي يسهم فيه المحسنون وأصحاب النفوس الطيبة لزرع الخير للعالم كافة وللمسلمين خاصة ومنذ تولي الشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم وعطاء سموه وإسهاماته الخيرية في جميع أنحاء العالم لم تتوقف، فبعد قيام الاتحاد تبرع الشيخ زايد، رحمه الله، بمبلغ 50 ألف دولار أميركي لدعم أنشطة منظمة «اليونيسيف» في برامجها الهادفة لمساعدة الطفولة، وفي 17 يونيو 1971 أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن تبرع الشيخ زايد بمبلغ 20 ألف دينار بحريني لدعم صمود غزة ضد الاحتلال الصهيوني، وقام في 1 مارس 1972 بالتبرع بـ50 ألف دينار بحريني لإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر في السودان، وفي 15 مارس 1972 أعطى المغفور له 3 ملايين دولار أميركي لحل مشكلة العطش في السودان.

سنابل العطاء

أما في 11 مارس 1974 فقدم الشيخ زايد مليوناً وسبعمئة ألف دولار أميركي لمشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن، وفي 16 فبراير 1976 تم تقديم مساعدات بقيمة مئة ألف دولار أميركي لمنكوبي زلزال بغواتيمالا، وفي فبراير 1976 قدمت الإمارات قرضاً بدون فوائد لمنظمة اليونيسكو 2 مليون 400و ألف دولار

26 يونيو 1976 منح صندوق أبوظبي لإنماء الاقتصاد العربي قرضا بقيمة 40 مليون درهم لتمويل مشاريع إنمائية في بنغلاديش، ويشهد العالم على مواقف الشيخ زايد بن سلطان النبيلة والخيرية في دعم دول العالم، ففي 17 فبراير 1982 تبرع بـ500 ألف دولار أميركي لمبنى الغرفة التجارية في كراتشي، و259 مليون درهم قرضاً لمنظمة حوض نهر السنغال، وغيرها من التبرعات لليمن ومصر والبوسنة والهرسك والصين ولمنكوبي إعصار فلوريدا بأميركا والشيشان واليونان والعديد من دول العالم. وفي أصعب الأوقات تقف الإمارات مع العالم وقفة الرجل الباسل المغوار الذي لا يبخل بشيء في سبيل إظهار الحق ورفع راية الإسلام والعزة والكرامة، وسيشهد التاريخ على هذه الوقفة الإنسانية التي أسست منهجا فريدا في تواصل الأجيال وتعزيز مقومات ومبادئ هويتنا الوطنية العربية والإسلامية التي تحرص علي العطاء في كل المجالات ورعاية الشعوب ومتطلباتها الإنسانية بغض النظر عن ألوانها ودياناتها وجنسياتها، فللمرة الألف تنتزع الإمارات الرقم واحد من جديد من العالم، وذلك بعد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية كأول مؤسسة في العالم تعنى بشأن مساعدة العالم وفي مختلف القطاعات وبهذا الحجم.

روح الماضي والمستقبل

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال إطلاقه المؤسسة الجديدة «العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة في الإرهاب، وفي الحروب، وفي الهجرات وغيرها، والحل الحقيقي هو في التنمية، تنمية الإنسان، وتعليمه، وتثقيفه، ومساعدته على بناء مستقبله»، وأضاف سموه «الأمم الحية لا تيأس ولا تهرب من التحديات ونحن أمة حية لم تيأس في الماضي ولن تيأس في المستقبل». يشار إلى أن الإمارات هي الأولى عالمياً في المساعدات وفي العطاء الإنساني، نسبة إلى دخلها القومي، حيث بلغت مساعداتها 21.6 مليار درهم في عام 2013، متجاوزة بذلك أعلى نسبة حققتها أي دولة منذ 50 عاماً. كما أعلنت لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في فترة سابقة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى عالمياً أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في 2014 بقيمة 5 مليارات دولار، للعام الثاني على التوالي، قياساً بدخلها القومي الإجمالي، وأضافت لجنة المساعدات الإنمائية في بيانها أن ما قدمته دولة الإمارات خلال عام 2014 يعتبر أكبر نسبة مساعدات إنمائية رسمية تقدمها أي دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي.

Email