من أبرز المعالم التاريخية في الإمارة وملتقى الناس في المناسبات

الرُّولَة شجرة الأعياد وابتسامة الشارقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطالعك الشارقة بشعارها على مدخل المدينة «ابتسم أنت في الشارقة»، حيث تحتضن على أرضها شجرة الرولة التي سمي الميدان على اسمها بعد ذلك، وأصبح ملتقى للتجمعات في الأعياد والمناسبات حيث الأسرار والحكايات وحلقات التشاور، ويعد من أبرز المعالم التاريخية في الإمارة.

ساحة الرولة

يحتل الميدان مسطحاً مستطيلاً تبلغ مساحته الكلية 240 ألفا و993 متراً مربعا مزيناً بأشجار الرول والمسطحات الخضراء التي تقع بين شارعين رئيسيين من أهم شوارع مدينة الشارقة هما: شارع الزهراء وشارع العروبة، وقد أنشأت البلدية الميدان في منطقة الساحة الشعبية التي كان يطلق عليها في الماضي «ساحة الرولة» نسبة إلى شجرة عتيقة كانت تقف في شارع العروبة تعرف بهذا الاسم، وقد تم زراعة الميدان بالمسطحات الخضراء على جانبيه مع تزيينه بأشجار الرول والنخيل وبعض الشجيرات المزهرة في تنسيق جمالي بديع.

يقول المستشار التراثي للمنطقة الغربية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بدبي، الباحث سعيد بن كراز «إن الشجرة زرعها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الملقب بالسلطان الأول والذي حكم الشارقة من سنة 1803م إلى 1866م وتمت إزالتها عام 1978م، وكانت تقام عندها المناسبات والأعياد، والآن أصبحت تتوسط العمران والنهضة والمباني الكبيرة، وبعد أن تمت إزلتها تم وضع نصب تذكاري على شكل شجرة، واصبحت المنطقة تسمى بميدان الرولة».

وقال الباحث إبراهيم الجروان «ان شجرة الرولة من الأشجار المُعمرة ويعود أصلها إلى الهند، ولايزال جذعها موجودا في ميدان الرولة، ويقدر المسنون في الشارقة عمرها بحدود 200 سنة، وكانت رمزا لمنطقة الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية ومرتبطة بالتراث المحلي ومقابلة للحصن القديم، وكان البدو يبيعون منتجاتهم هناك، وفي الماضي كانت لأهل المنطقة وحديثاً أصبح المواطن غريباً فيها وحتى على مستوى الزوار والكثير لايعرف تاريخها وكانت قريبة من أحياء أهل الشارقة، كما أن الكثير من السكان رحلوا بعيداً عنها ولاتزال الأحياء التراثية التي تسمى بالشارقة القديمة قريبة منها، وشهدت هذه المنطقة على من ساهموا في تأسيس دولة الاتحاد».

استطلاع

في استطلاع لمجلة «العربي» في العدد 156 نوفمبر 1971م، تعليقاً على صورة لشجرة الرولة تضمن مايلي: «عشر سنوات مضت بين التقاطنا لهاتين الصورتين، إنها نفس الشجرة، شجرة الرولة، أشهر شجرة في ساحل عمان، كان الناس يأتون للاستراحة تحت ظلالها مع صقورهم، أما اليوم فأصبحت شجرة الرولة تحتل ناصية شارعي العروبة والذيد المزدحمين بحركة المرور الزائدة، ولم يعد الشعراء يتخذونها مصدر إلهام وإيحاء.. إنها سنة التطور».

Email