حرفة يدوية قديمة صامدة احترفها الأجداد

«السف».. خيوط ذهب ولمسات إبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

التراث الإماراتي زاخر بالحرف والصناعات القديمة، من ضمن هذه الحرف التي احترفها الناس قديماً «السف» وهي حرفة يدوية احترفها الآباء والأجداد، وصنعوا منها الكثير من أغراض المنزل والأدوات التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، فشكلت إبداعاتهم خيوط ذهب وإبداع.

عن ماضي هذه الحرفة أو المهنة أو الصناعة ومستقبلها، وكيف كانت في الماضي، وكيف أصبحت في الحاضر في ظل الانفتاح العالمي، ومنافسة الصناعات والحرف العالمية والحديثة، كان لنا لقاء مع حرفيات من الإمارات تحدثن عن هذا الموضوع، وفيما يلي التفاصيل:

صناعات حرفية

عتيقة علي المحيربي، قالت «نمارس هذه المهنة بشكل مستمر، وفي القديم كنا نجلس في البيوت لمزاولتها، والآن في الاتحاد النسائي العام والفعاليات والمناسبات الوطنية، ونصنع من الخوص السراريد، والسّمة التي تستخدم للسفر، ونساء ليوا في السابق يتجمعن مع بعضهن البعض، ويصنعن الخصافة للتمر والمغمرة، الذي يتم فيه غسل ووضع التمر فيه، والنخل نعمل منه الخوص والسفرة والمشنة والمجبة والمغمرة والمهفة وكمبار وهي الحبال وتصنع من الليف، وخلب من الخوص يفركونه بشكل الحبل، وعند إقامة مزاينة الرطب في ليوا، تتجمع النساء لعمل «السفة»، وهناك إقبال كبير عليها لدرجة أن المخرافة تباع بـ100 درهم، والسائحون العرب والأجانب يحرصون على اقتناء هذه الحرف ويشترونها ويضعون فيها الحلويات بشكل كبير، ونتمنى أن تقام معاهد خاصة بتعليم هذه المهنة، وأنا مستعدة أن أعلم الجيل الجديد عليها، وبعض الأجانب تعلموا منا صناعة التلي، ويجب أن نحيي هذه المهن، ونتمنى أن تدخل في مناهج التعليم، وفي نهاية الأسبوع هناك فرصة لتعلمها، وهي صحية والكثير من الأمراض الآن انتشرت بسبب الصناعات المغشوشة والأواني المزيفة».

حرفة منتشرة

أم سعيد قالت: «أمارس هذه المهنة منذ أن كنت في سن العاشرة أو 12 سنة، وكنت أدرس عند المطوعة وعند عودتي الى المنزل، وأستخدم خوص النخل الأخضر في عملية السف، التي تعلمتها من والدتي وكنت أستخدم ما كنت أصنعه من خوص النخل في البيت، والوالدة كانت تبيعه مثل الحصير والسراريد والمكبة، وهناك من النساء من تميل الى صناعة البراقع أو متخصصات في التلي، وحتى الآن ما زلنا نصنعها ونبيعها، وبالنسبة للإقبال على هذه الحرف اليدوية هناك إقبال كبير وأكثر من السابق لحفظ الحلويات والبثيث وحق الليلة، وتستخدم في الأعراس والتوزيعات والهدايا ويستخدم فيها الخوص الملون الذي نشتريه من المطحنة وهو خاص بالخوص لإعطائه منظراً جميلاً وجذاباً، وفي السابق كانت هذه المهنة منتشرة لأن النساء لا يعملن في السابق وكنّ يعرفن عنها الكثير، وأتمنى عمل حصص في المدارس ونحن على استعداد لتعليم طلاب المدارس هذه الحرفة».

صناعات حديثة

أم أحمد، قالت «تعلمنا هذه المهنة منذ الصغر من أهلنا، وأنا تعلمتها من الوالدة فهي معلمتنا وكنا نعمل السراريد، والغطاء الخاص بتغطية الطعام ويسمى مكبة، وأيضاً «المشبة»، التي يهفون بها النار، والفرش المسمى «بالحصير»، ويجلسون عليه داخل العريش، والخوص يأتي من سعف النخيل، وتعتبر النخلة مصدر أغلب الحرف ويصنع منها كل شيء مثل الحبال والجرجور الخاص بالسمك، وكنا نجلب الخوص في السابق من النخيل الخاص بنا، والآن نشتريه من الآسيوين ممن يقصون النخل، وهي من بقايا الخوص والنخل ويصنعون منه العريش والدعون والشرباك، الذي يصنعونه على شكل شباك أو دريشة، ففي السابق نصنع كل شي من الخوص، ونستخدمه لأنفسنا وكنا نبيعه لمن يريد.

أما الآن فلا يوجد إقبال عليه لكثرة الصناعات والأثاث والسيراميك، ونكتفي فقط بصناعة الغطاء والسراريد والمشاب وفي المهرجانات والمعارض، ونشرح للجيل الجديد والأجانب عنها، ونصبغه ببعض الألوان، ولكن الصبغ في السابق كان أجود، فيما أصبح رديئاً في الوقت الراهن، وبالنسبة للدورات لا نستطيع عمل دورات لأنه لا فائدة منها، فما الفائدة من تعليمهم وهم ينشغلون بأعمال أخرى، والآن يعتمدون على الأشياء الجاهزة وليس على الصناعات اليدوية».

أنواع «السف»

حلاوة خميس اليماحي، حول «السف»، أكدت «هذه الحرفة أمارسها منذ فترة طويلة، ومنذ الصغر تقريباً، أي منذ أكثر من 40 سنة، وتوقفت فترة بسبب تربية أبنائي، وعدت منذ أكثر من سنتين للحرفة بسبب المدارس التي نعلم الطالبات فيها الغزل والخياطة، والسف يتكون من أربعة أنواع على حسب الأنواع وهي الأبيض والمصبوغ بالألوان: الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر، ونطبخه على النار ونضربه بالحطب كي يتشرب.

وبعد أن نخرجه ونرشه بالماء الى أن ينشف، وفي السابق كان الناس يجلبون كمية قليلة من الصبغ والخوص من الجبل على البوش وكان الصبغ أفضل، حتى الآن أصبحت الظروف جيدة، إذ نجلبه الآن على السيارات، والنخلة موجودة، لكن الخوص الجيد لا نحصل عليه من أية نخلة، وهناك خوص يسمى خوص الخوافي وهو الأجود، كما أنه لا يوجد إقبال على الحرف الخاصة بالخوص مثل الحصير، ويشترون الخوص والسرود والمشبة، التي تستخدم في الهدايا، كما نعطي دورات في هذه الحرفة، تستفيد منها طالبات المدارس، ونحن أيضاً».

Email