عايشوا يوم الاتحاد التاريخي في 1971

أبناء الإمارات يستعيدون ذاكرة ميلاد الدولة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استعاد أبناء الإمارات بكل فخر لحظات ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة واستحضروا، اللحظات التاريخية الأولى والمعايشة الوجدانية لوقائعها التي تجمع بين الصورة والمكان والحدث التاريخي. ويتذكر أهلونا ممن عايشوا مرحلة الاتحاد في عام 1971 تلك النقلة الكبيرة التي غيّرت حياتهم وبدلت معيشتهم من التشتت والفقر والخلاف إلى الوحدة والالتئام والعيشة الكريمة.

ألوان العزة والكرامة

ويتذكر محمد عبد الرحمن البشر، يوم الاتحاد الذي عايشه وهو في عز شبابه، قائلاً : »أتذكر يوم الاتحاد، الكل فرحان، وبارتفاع العلم الإماراتي ارتفعت عزة وكرامة إماراتنا المتحدة، وارتفع العلم في كل بيت وكل فريج وكل مكان، وكانت الفرحة بتوحد البيت عظيمة، كان يوماً لا يُنسى بكل المقاييس، تعرفنا فيه على ألوان علمنا، ففي ذلك اليوم لم نر في المسيرة التي قمنا بها بمناسبة الاتحاد، غير اللون الأحمر والأبيض والأسود والأخضر«.

ميلاد جميل

وعبّر سيف علي سيف المنصوري عن الفرحة العارمة التي اعترت كل المواطنين، وأكد: فرحتنا مع شيوخنا كانت لا توصف يوم الاتحاد، وتغيرت حياتنا كلياً وأحسست بصدق أن يوم 2 ديسمبر 1971، هو موعد ميلاد جديد بالنسبة لي ولكثيرين من المواطنين، فأنا عشت منذ صغر سني غواصاً وصياداً وكنا نعاني كثيراً من متاعب هذه المهنة ومخاطرها، وذلك لقلة الإمكانات في ذلك الوقت..

ولكن بعد الاتحاد مباشرة تغير الوضع وتحسنت ظروف العمل تدريجياً وفي وقت بسيط وقياسي أحسسنا بالفرق وبتحسن ظروف العمل ومستوى المعيشة.

نقطة فارقة

ويقول سلطان سالم محمد: سبع إمارات صارت دولة واحدة، ورئيسها واحد، كان يوم عيد تعالت فيه أصوات الأناشيد والشلات المحلية والمؤكولات الشعبية، وتقاربت الأهالي من بعضها البعض في كل الإمارات وتوحدت صفوفهم للخير، واعتبر إنشاء دولة توحد الإمارات نقطة انطلاق فارقة في تاريخ الدولة ومن ذلك اليوم تغيرت حياة الأهالي كلياً وأينما أذهب أرى الناس مبتهجة وفرحة ومتفائلة، كانت أياماً جميلة ولا توصف.

فرحة لا توصف

وأوضح جاسم بن علي بن عدي أنه كان عضواً في السارية الرسمية لرفع العلم، وفي وصفه لمنظر شيوخنا وهم في ساحة رفع العلم تعتري وجوههم ابتسامة عريضة وجميلة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، معاني الانتصار، الفخر، العزيمة التي تحققت بفضل رجالات عقدوا العزم على توحيد الإمارات والحمد لله تحقق الحلم.

وسام شرف

وتحدث رشيد بن مسعود الفلاسي عن معاني هذا اليوم في قلبه، قائلاً :»هذا التاريخ هو عيدنا نحن بالدرجة الأولى وكل من هم من جيلي، لأننا عايشنا ذلك اليوم التاريخي وكتبنا سطوره بعملنا وحبنا وإخلاصنا لدولتنا الناشئة التي كانت لنا بمثابة وسام شرف نحمله أينما ذهبنا، وبعد الاتحاد هانت الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تؤثر على مستوى معيشتنا وكنت أقول بكل فخر وفي كل مكان أسافر إليه أنا إماراتي«.

ولادة عزة وعدالة

وأوضح خميس عبيد خلفان العيالي أن العيشة كانت صعبة خصوصاً في البادية :»ويوم الاتحاد كان يوم ولادة عزة وعدالة، ودخلنا في نور بعد ظلمات بفضل حكام الإمارات المؤسسين الذين وبفضل الاتحاد جمعوا أبناء الوطن وغيروا معيشتهم ورفعوا رواتبهم ورجعوا للوطن، ومن كان مغترباً من أجل لقمة العيش، رجع وحظي بحياة كريمة ووظيفة محترمة تكفيه وتكفي أبناءه عن السؤال وعن متاعب وشقاء الغربة في بلد لآخر مقابل مبالغ زهيدة«.

 حارس المنصة

في تصريح خاص لتغرودة البيان أعرب شامس محمد الشامسي عن سروره واعتزازه، وروى لنا ما عايشه في تلك الفترة قائلاً: »كوني عسكرياً قديماً في الستينات وكنت حارساً لمنصة رفع العلم في سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت، جاءتنا توجيهات صارمة من القيادة العليا بتوفير الأمن والنظام في ذلك اليوم، وأنا كجندي وزملائي رتبنا المسيرات ووفود المهنئين من مواطنين ووافدين«.

 

Email