تتحفظ على ذكر اسمها المستعار

حمدة المر المهيري: (الشيلة) أفقدت الشعر جمالياته !

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تعتبر الشاعرة الإماراتية حمدة المر المهيري، من الشاعرات النشيطات اللواتي برزن في الآونة الأخيرة، إذ تحرص على المشاركة في الفعاليات الشعرية والثقافية، حيث عرفها الجمهور من خلال مشاركتها في الاحتفالات الوطنية.

وهي تؤكد في حوارها مع «البيان»، أن الشاعر مرآة لمجتمعه يعكس قضاياه وهمومه، مشيرة إلى أنها ترى «الشيلة» في بعض نماذجها، تنتقص من جماليات الشعر الحق.

بداية، نود أن تخبرينا، متى كانت البداية الحقيقية لك في ساحة الشعر الشعبي؟

في الصف السادس الابتدائي، خططت أول قصائدي وكانت باللغة العربية الفصحى تشي بحوار بين الإنسان وضميره..وبين جنبات سكن الطالبات في جامعة الإمارات، بدأت أكتب الشعر النبطي الموزون، وبتشجيع كبير من زميلاتي أرسلته إلى الصحف، فرأيت نتاجي منشوراً في الصحف والمجلات المحلية، وكان باسمي المستعار حينها:«خفايا خفوق».

سببان

غالباً ما تلجأ المرأة الشاعرة للكتابة باسم مستعار، بينما أنت عرفت باسمك الحقيقي، ما السبب في ذلك؟

في الواقع لازلت أنشر عبر المطبوعات باسم مستعار أتحفظ على البوح به، ولكن من يبحث جلياً ربما يجده ويكتشفه، وقد يكون وجودي الرسمي في الأمسيات الشعرية وخاصة الوطنيّة سبب معرفتي كشاعرة باسمي الصريح، من جانب، وهنالك عامل نشر المؤسسات الرسمية والمواقع الشعرية الشهيرة بعض قصائدي على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، من جانب آخر.

جدوى وقيمة

ظهر، في الآونة الأخيرة، كثير من المجموعات التي تعنى بالشعر الشعبي في الإمارات ودول الخليج العربي، خاصة عبر (الواتساب)، ما فائدتها وما دورها؟

هذه المجموعات أشبه بالكنوز الدفينة، فهي تخفي مبدعين حقيقيين، وبعضهم مغيب عن الساحة تشرفنا بالتعرف عليه. أعتقد أن وجود هؤلاء في مثل هذه المجموعات يسهم في نشر قصائدهم، إضافة إلى وجود مساجلات شعرية جميلة بين الأعضاء تحفز وتنمي قريحتهم.

أما أنا شخصياً، فأرى أن المجموعات الجادة والمتميزة تساهم في التسويق لأمسياتنا الشعرية ولنتاجنا الأدبي.

هل حلت هذه المجموعات ووسائل التواصل الاجتماعي مكان مطبوعات الشعر الشعبي؟

هذه الوسائل خدمتنا وخدمت الشعراء الذين افتقدناهم، ولم نعد نقرأ ما يطبع من نتاجاتهم. افـــتقدتهم مجـــالس الشعر الشعبي، فبتنا نعلم عنهم كل شيء أولاً بأول، ونقرأ ما تجود به قرائحهم، من دون الحاجة إلى انتـــــظار برنامج أو إصدار مجلة.

ولكن تبقى للمطبوعات مكانتها، رغم جاذبية هذه الوسائل وكسرها للحدود الجغرافية.

حمدة.. أنتِ من الشاعرات النشيطات في الساحة الشعرية. ألا «تحرق» كثرة الظهور الإعلامي الشاعر وتقلل من إقبال ولهفة الجمهور نحوه؟

بالأمس، تلقيت دعوتي استضافة من محطتين تلفزيونيتين، وافقت على دعوة المحطة الأولى، واعتذرت للمحطة الثانية، ذلك مع أن موعد التصوير ليس في التوقيت نفسه. لكن السبب أن موعد بث كلتا الحلقتين هو اليوم والساعة ذاتهما، ما قد يعرضني فعلاً لـ«الحرق» الإعلامي.

الجمهور يريد الشعر لا الشاعر، القصيدة هي الحَكم. ولا جدوى من التكثيف الإعلامي غير المدروس، ولكن في حال اختلاف الجمهور والتوقيتات والوسيلة نفسها، فلا بأس بالظهور المعتدل ليثبت الشاعر ديمومته ووجوده عبر هذه الوسائل، وبلا مبالغة.

مجالس شعر «الواتساب»

تشهد ساحة الشعر الشعبي الخليجي النسائي، حراكاً ونشاطاً لافتين، كيف تجدينها؟

بالفعل، ففي السابق كان وجود الشاعرات خجولاً لعدة أسباب، منها: محاذير تفرضها العادات والتقاليد، القيود المجتمعية التي تحد من التجمعات النسائية الشعرية على وجه الخصوص. أما الآن، فأصبح «الواتساب» مجلس الشاعرات، وباتت المواقع الإلكترونية منبرهن الدائم. وبالتالي، غدت مواقع وقنوات التواصل الاجتماعي في خدمتهن.

إبداع متنوع

شاعرة وكاتبة ورسامة أيضاً، ما الرابط الذي يجمع بين هذه المواهب التي تملكينها، وفي أي مجال تجدين نفسك أكثر؟

هي خيوط رفيعة تفصل هذه المواهب عن بعضها، ولو دققنا سنجدها متصلة، فالقصيدة يتخيلها الشاعر كلوحة فنية يرسمها ببراعة.

ألا تراودك فكرة جمع قصائدك في ديوان شعري؟

تراودني الفكرة بتشجيع عدد من دور النشر والزملاء، لذلك أنا حالياً بصدد جمع المحتوى وفهرسته وتوثيق قصائدي.

هل أنت مع أو ضد أن تغنى القصيدة.. ولماذا؟

بعض الأغاني والشيلات أفقدت القصائد جمالياتها، وما زلت أرى أن أجمل لحن هو صوت الشاعر وبراعته في الإلقاء، فالقراءة السلسة والمبدعة للشاعر أفضل أحياناً من اللحن المتكرر لهذه الشيلات التي انتشرت كالوباء، مع احترامي لبعض المبدعين فيها.

ما هي الرسالة المجتمعية التي يقدمها الشاعر من خلال قصائده؟

الشاعر مرآة المجتمع يتفاعل معه ويعكس صورته في أبياته، نجده يتناول قضاياه ويتفاعل مع شخوصه...

كلمة أخيرة...

أتوجه بالشكر الجزيل لصحيفتنا الغراء «البيان». وإلى جميع القائمين عليها، وأشيد بحرصهم الدائم على التواصل مع الشعراء، وأقف معها ومع الجهات كافة، في دعم مبادرة «عام القراءة». وأود أن أختم اللقاء بهذه الأبيات الجديدة:

لا يفوتك يوم وانته ما قريت

                        تذبل ايامك قَبِل عمر الشباب

لو تلف الأرض.. لو مهما سعيت

                      بالقراءة تسكن كفوف السحاب

يولد الشاعر متى ما قال بيت

                    لكن المبدع (مواليد الكتاب)

 

 

 

 

(مينا) أو (منية)

في كنف قبطان.. بالك مستريح

                 رغم أن الحتف (مينا) أو (منية)

صاح حذرك تشكي الهم البريح!

               دام كل امرك بكف رب البرية

السفينه ناقة البحر الفسيح

             مثلما في البيد تبحر بك مطيّه

لو يقوم الياس وحظوظك تطيح

            خلّ شعلة عزم وسط الروح حيّه

يا شراع الصبر لو تطويك ريح

          بالشموخ آروّض الريح العصيّه

هوب انا لي تكرم كفوف الشحيح

          وهوب انا من تجزي السيّه بسيّه

شِحْت انا بوجْهي عن الوَجْه القبيح

         وادْري فرْق المرحله.. والجاهليه!

أكتب الفرحة بأحاسيس الجريح

        وانجرح من دمعة اليتْم الأسيّه

أكْتب أحْيانا بأحاسيس الذبيح

      وْفي بعَض الأحيان تكتبني القضيّه

شاعره ما جيت أعبّر واسْتريح

     جيت أريح اللي قراني بحسْن نيّه

شعر: حمدة المر

Email