40 فناناً عالمياً يبدعون أعمالاً مستوحاة من البحر

«دبي كانفس» يحول «دانة الدنيا» إلى متحف مفتوح

عائشة بن كلي تتوسط فريق عمل المشروع | تصوير : عبدالله المطروشي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد أقل من أسبوع، وتحديداً مطلع مارس المقبل، سيشرّع «دبي كانفس» أبوابه، أمام محبي الفن على اختلاف أبعاده ومدارسه، ليصحبهم في جولة واسعة، ويطوف معهم بين ثنايا الألوان التي تشكل في خطوطها ومجموعها جداريات ضخمة فنية في الهواء الطلق، تؤكد جميعها مضي دبي على خطى المدن الحاضنة للفنون، عبر تحويلها إلى متحف فني مفتوح، تتلاقى فيه رؤى الفنانين من داخل الدولة وخارجها، ليصوغوا معاً، لوحات معظمها مستوحاة من بيئة البحر والطبيعة، وسحر دبي.

مدارس

في هذا العام، ستحتضن دبي في الدورة الرابعة لمهرجان «دبي كانفس» نحو 40 فناناً عالمياً، يتميز كل واحد منهم بمدرسته وطريقته الخاصة في التعبير، لتكون خلاصة المهرجان لوحات فنية دائمة في منطقة «لا مير» التابعة لمراس، في وقت سيسعى أصحاب هذه الفنون إلى تحويل بعض معالم المكان إلى لوحات فنية خالصة، حسب ما أكدته عائشة بن كلي، مدير مشروع «دبي كانفس» في حديثها مع «البيان»، أمس، والتي أشارت إلى أن المهرجان يسهم من خلال دورته السنوية في تحويل دبي إلى متحف فني مفتوح، مشيرة إلى أن دورة هذا العام، لا تمتاز فقط باختلاف المدارس الفنية وحسب، وإنما بارتفاع عدد طلبة الفنون الذين نذروا أنفسهم متطوعين في المهرجان، من أجل التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين.

جهد كبير

الدورة الرابعة من «دبي كانفس» تعد الأكبر من نوعها، مقارنة مع السنوات الماضية، الأمر الذي يكشف عن الجهد الكبير الذي يبذله فريق العمل الواقف خلف المشروع، وفي هذا الصدد، قالت عائشة بن كلي: «بالفعل الدورة الحالية هي الأكبر في تاريخ «دبي كانفس»، فمن جهة تضم نحو 40 فناناً يمثلون دولاً مختلفة من العالم، كما تضم أيضاً عدد لوحات فنية أكثر مقارنة مع السنوات الماضية، والتي تتخطى 45 لوحة أو جدارية».

وقالت عائشة بن كلي: «تعودنا في كل عام، أن نختار ثيمة المهرجان من طبيعة المكان الذي يقام فيه، وهذا العام اخترنا بيئة البحر، حيث ستكون معظم الجداريات واللوحات مستوحاة منها، مدعومة في الوقت نفسه بما تجود به الطبيعة، وكذلك ما تمتلكه دبي من سحر لافت، وأعتقد أن هذه الثيمة ستتيح للفنانين التعبير عن رؤاهم بالطريقة المناسبة».

وقبل الوصول إلى مداخل «لا مير» تطالعك جدران عدة في شارع الثاني من ديسمبر، تخلت عن ألوانها الأصلية، وتحولت بفضل عدد من الفنانين إلى جداريات تراثية ضخمة، لتقودك هذه اللوحات إلى حضن المهرجان الذي يسهم في تحويل دبي إلى متحف فني مفتوح، وفي ذلك قالت عائشة بن كلي: «تحويل دبي إلى متحف مفتوح، مهمة أخذها «براند دبي» على عاتقه، وبلا شك أن «دبي كانفس» يعد واحداً من أبرز الأدوات التي تمكننا من تحقيق هذا الهدف، حيث نسعى دائماً من خلال هذا المشروع إلى ترك بصمة فنية واضحة للعيان في أي مكان يقام فيه، لا سيما وأنه خلال فترة انعقاد المهرجان يكون لدينا العديد من الفعاليات الفنية، والكثير من اللوحات والجداريات التي تزيد من سحر دبي ولمحات إبداعها.

الثراء والتنوع سمة أساسية لأعمال المشروع في دوراته المتعاقبة | أرشيفية

 

تطوع

تميز الدورة الرابعة من «دبي كانفس» لا يكاد يكون قاصراً على ارتفاع عدد الفنانين المشاركين في فعالياته، وإنما يتجلى أيضاً في ارتفاع عدد المتطوعون فيه، ووفقاً لعائشة، فقد تمكن «دبي كانفس» هذا العام من استقطاب عدد كبير من طلبة الفنون.

وقالت: لدينا على الأقل 18 طالباً وطالبة ممن يدرسون الفنون في مختلف جامعات دبي، وبتقديري أن هذه الخطوة مهمة جداً بالنسبة لهم، حيث ستمكنهم من التفاعل مع خبرات مجموعة كبيرة من الفنانين العالميين، كما أنها تتواءم مع تطلعاتنا الرامية إلى أن يكون هؤلاء الطلبة جزءاً من المهرجان. وأشارت في هذا الصدد إلى مشاركة نحو 5 فنانين مواطنين، وهم: مهرة الفلاحي، سارة الخوري، أسماء الخوري، فاطمة آل علي، مروان.

ولفتت مدير مشروع «دبي كانفس» إلى أنه ستكون خلاصة المهرجان نحو 45 جدارية ثلاثية الأبعاد، بعضها لوحات أرضية، وأخرى على الجدران. وقالت: معظم الجداريات التي يتضمنها المشروع، سيتم تركها في المكان، وذلك بخلاف السنوات الماضية.

وأضافت: هذا العام سنعمل على ترك 5 جداريات ثلاثية الأبعاد، على الأقل، في منطقة «لامير» إلى جانب قيام الفنانين بتحويل بعض معالم المكان إلى لوحات فنية ثابتة، بحيث تحمل كل واحدة منها بصمة خاصة لهؤلاء الفنانين.

تصاميم

تصاميم خاصة، تمتاز بها دورة «دبي كانفس» لهذا العام، جلها مستلهم من أصباغ الفنانين وأدواتهم ومدارسهم الفنية المختلفة، وتهيمن عليها ضربات الفرشاة والألوان الزاهية التي ينتمي بعضها إلى درجات الأزرق، وبرغم جماليات هذه التصاميم، إلا أن اللافت أن جميعها تمت على يد فريق «براند دبي»، والذي تولى بنفسه صياغتها وإعدادها بالكامل، وفي هذا الشأن ذكرت آمنة آل صالح، من قسم التصميم «براند دبي» لـ«البيان»، ان بعض التصاميم الخاصة بالمهرجان مستوحاة من المكان نفسه: منطقة «لا مير» .

من جانب آخر، رافقت دورة «دبي كانفس» الحالية، حملة تسويقية واسعة، لم تقتصر على المستوى المحلي، وإنما شملت أيضاً المستوى العالمي. وعن ذلك قالت سارة محمد من قسم التسويق في «براند دبي»: خلال الفترة الماضية، عملنا على إعداد حملة واسعة لـ«دبي كانفس» في كافة وسائل الإعلام على اختلافها.

 

تحضيرات نوعية وتنسيق فاعل بين فرق العمل

لا تخرجسياقات وبرامج خطط تنظيم مشروع «دبي كانفس» في دورته لهذا العام، كما سابق دوراته، عن طبيعة نظام عمل ورؤى عمل دبي في شتى مشروعاتها ومبادراتها..وفي سباقاتها في حلبة التميز. إذ لا شيء من مفاجآتها السارة متروك للصدفة أو العشوائية.

لذا فقد سعى فريق عمل المشروع من خلال طواقم مؤهلة إلى تأمين المكان من كافة جوانبه، خاصة وأنه يمتاز بكونه مفتوحاً في الهواء الطلق. وفي هذا الجانب، أكد جاسم محمد السلطي، مدير الإنتاج في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن إدارة «دبي كانفس» حرصت على تأمين كافة احتياجاته قبل نحو شهرين من موعد انطلاقه، مطلع مارس المقبل.

وقال: أحد مهامنا الرئيسة، تأمين الدعم اللوجستي للمشروع والمنطقة التي يقام فيها، من حيث تأمينها من النواحي اللوجستية، وبالتنسيق مع شرطة دبي والدفاع المدني والإسعاف، وغير ذلك من الجهات. وأضاف: تمتاز منطقة «لا مير» بأنها جاذبة لعدد كبير من الزوار خلال نهاية الأسبوع، ومع احتضانها لفعاليات «دبي كانفس» كان علينا العمل على تأمين هذه المنطقة بالكامل تحسباً لأي طارئ.

وختم: «نتميز في دبي بفاعلية ودقة التعاون فيما بين مختلف الجهات، خاصة الحكومية. ولذلك فقد بدأنا العمل على تأمين المكان من كافة نواحيه، قبل شهرين تقريباً، بالتعاون مع مراس.. وكافة الجهات المعنية، وذلك لضمان خروج الفعاليات بالشكل المخطط له».

« دبي كانفس» تحوّل وجهة لفناني العالم من شتى المدارس | أرشيفية

 

تصاريح

أما حمدان مبارك بن دلموك المهيري، المشرف والمسؤول عن الدعم اللوجيستي، فقال: خلال الفترة الماضية، استطعنا بفضل التعاون مع كافة الجهات الحكومية في دبي، استخراج كافة التصاريح المطلوبة قبل إقامة أي حدث، وسعينا جاهدين إلى إنجاز ذلك خلال فترة زمنية قصيرة، بهدف إتاحة المجال أمام الجمهور لمتابعة مثل هذه الفعاليات في دبي.

 

تنوع

مدارس وتجارب فنية متميزة

لا تقتصر دورة مهرجان «دبي كانفس» الرابعة، على فن الرسم ثلاثي الأبعاد، وإنما تشمل أيضاً هذا العام، مشاركة مدارس فنية مختلفة ومتعددة الرؤى، حيث سيحظى الجمهور بفرصة التعرف إلى عدد من أصحاب التجارب الفنية المتميزة، في فنون الرسم الجداري، وكذلك الرسم المجسم ثلاثي الأبعاد، وأيضاً الرسم باستخدام الأشرطة اللاصقة، إلى جانب الرسم المجسم على الرمال، كما ستشهد الدورة الحالية، إقامة عدد من ورش العمل الفنية، التي ستمكن حضورها الاستفادة من خبرات الفنانين وضيوف المهرجان، الذي يتضمن أيضاً مجموعة كبيرة من الفعاليات التي تهم العائلات والأطفال، وتمنحهم فرصة الحصول على أوقات ممتعة، إلى جانب الاستمتاع في منطقة «لا مير» التي تعد من أبرز وأحدث المناطق السياحية في دبي.

موعد

لقاء تعارف يجمع المشاركين

يعقد براند دبي، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، والمسؤول عن تنظيم «دبي كانفس» صباح اليوم، لقاء تعارف، يجمع كافة الفنانين المشاركين في الدورة الرابعة من المهرجان الذي ينطلق مطلع مارس المقبل، ويستمر حتى السابع منه، وذلك في مطعم «سلاب» الواقع في منطقة «لا مير» في جميرا، حيث يتوقع أن يشهد اللقاء حضور معظم الفنانين المشاركين في المهرجان، إلى جانب عدد من مسؤولي «دبي كانفس» وذلك في خطوة تتيح تبادل الخبرات بين الجميع..وتوفر اطلاع هؤلاء من شتى المدارس والتوجهات الفنية، على تجارب بعضهم البعض، ليعود ذلك على مجموع نتاجات الحدث، بنوعية إبداعات غاية في القيمة والأهمية.

Email