واحد من مؤسسي مجموعة الفن الراديكالي «بي إم بي تي» المعنية بتجريد التجريد

لوحات الفنان العالمي موسيه في معرض بدبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لكل فعل ردة فعل» أول جملة تتبادر إلى ذهن الزائر خلال جولته في معرض «تجريد» للفنان السويسري أوليفييه موسيه في غاليري «مؤسسة جان بول نجار» بمجمع السركال بمنطقة القوز في دبي، والذي كان فرداً من مجموعة حركة الفن الراديكالية «بي إم بي تي BMPT» التي نشأت في الستينيات من القرن الماضي، والتي كان مقرها باريس.

وما يربك الزائر لدى مشاهدته لوحات معرض الفنان أوليفييه الذي يستمر حتى 28 فبراير المقبل، ضخامة مساحتها مقارنة بموضوعها الذي ينحصر في مساحة لون واحد أو لونين، من دون أية مؤثرات سواء بالدرجات اللونية أو ضربات الفرشاة.

ردة فعل

وتدفعه هذه الحيرة إلى البحث عن القيمة الفنية لهذه اللوحات وشهرة فنانها. ويتعرف من خلال ملصق يضم بورتريهات هذه المجموعة التي تضم إلى جانبه الفنانين الثلاثة دانييل بورين وميشيل بارمينتير ونييل توروني. وتمحورت فكرة المجموعة حول «ردة الفعل» في تحدي الأساليب السائدة حينها في صناعة الفن معتمدين نظرية رفض معاني الأصالة والملكية وتجريد الفن من مؤثرات الحياة.

واختزاله إلى الحد الأدنى «مونوكروم» وفي الوقت نفسه تجريد الفنان من هوية أسلوبه الفني. وقدمت المجموعة منتصف الستينيات خمسة معارض تحت اسم «مظاهر» التي كانت ردة فعل على هيمنة الجهات المعنية بالفن مثل «صالونات باريس» على المشهد التشكيلي بالمجمل. وتميز كل منهم بدايةً، بعناصره الخاصة .

حيث رسم موسيه «1944» أكثر من 200 لوحة محورها جميعاً دائرة سوداء ضمن إطار الكانفا المربع الأبيض، والفرنسي دانييل بورين «1938» في رسم ما يشبه الشرائط باللونين الأبيض والأسود، ومثله الفرنسي ميشيل ارمينتييه «1938-2000»، والسويسري نييل تورينو الذي اختص بوحدات المربعات ذات الجهة المفتوحة بضربة الفرشاة.

تجارب لونية

يقف الزائرأمام لوحة جدارية ذات لون أخضر مصمت، لتحمل هذه اللوحة خصوصيتها من تجارب الفنان واختباره لخامات الألوان سواء الخاصة بالسيارات أو الأرضيات وغيرها. كذلك الأمر بالنسبة لخامة اللوحة التي استبدلها في إحدى مجموعاته بما يشبه الشاشة الحريرية الخاصة بالطباعة ليكتسب العمل جماليته من تأثير خامتها على اللون الواحد.

وينتقل من مجموعة ذات اللون الواحد إلى اللونين التي اعتمد فيها التشكيل الهندسي لعنصر كالمستطيل أو شبه المنحرف سواء في مساحة اللون أو تكوين اللوحة. وتعود هذه المجموعة بأسلوبها إلى مرحلة استقراره في منتصف السبعينيات في نيويورك، ليؤسس هناك مجموعة أخرى.

بين زمنين

يجمع معرض الفنان أوليفييه موسيه بين لوحات تختلف بزمن إنجازها، لتتراوح ما بين عام 1981 و2017. كما ينفرد متحف «جان بول نجار» بتقديم لوحات له تعرض للمرة الأولى على مستوى العالم.

Email