20 عاماً من الانتظار حتى نالت الموافقة
سارة بولي تحقق حلم مسلسلها المقتبس عن رواية للكندية أتوود
Ⅶ أتوود وبولي خلال أحد لقاءاتهما | أرشيفية
قبل 20 عاماً، تقدمت فتاة كبرت قبل الأوان، بطلب غريب، إلى الكاتبة الكندية مارغريت أتوود، بعد أن قرأت روايتها «ألياس غريس» فسحرتها القصة الحقيقية لغريس ماركس، المهاجرة والخادمة الإيرلندية من القرن التاسع عشر، التي تحولت إلى قاتلة شهيرة في تورونتو. وقررت الفتاة، والتي تدعى سارة بولي، أن تبعث برسالة لأتوود سعياً للحصول على حق تصوير الرواية وجعلها فيلماً.
وهذه الفتاة المراسلة هي نجمة قناة ديزني الكندية، التي أصبحت بعد سنوات كاتبة سيناريو ومخرجة عدد من الأفلام المستقلة. إلا أن أتوود رفضت الطلب بالطبع، وبررت الامتناع في حينه بالقول: «كانت في السابعة عشرة فقط! لم يخطر لي أن لديها المال الكافي لفعل ما توقعت أنها تنتويه في شأن عملي ذاك».
«حكاية أَمَة»
لكن بولي اليوم، وهي بعمر الـ 38، بدأت ترى حلمها القديم يتحقق، كيف لا وهي الكاتبة والمنتجة لمسلسل قصير مقتبس عن الرواية المرشحة لجائزة البوكر، والتي سيبدأ عرضها على «نيتفلكس» في مطلع نوفمبر.
وقد كانت «ألياس غريس»، وبعد عقود من البدايات المتعثرة، أبصرت النور الذي رافق مرحلة ذروة نجاحات أتوود. وأصبح الفيلم المقتبس عن الرواية، والذي حمل اسم «هاندميدس تايل» أو «حكاية أَمَة»، ذات شهرة ومكانة بارزتين. وكان أول عرض عبر القنوات الإلكترونية يفوز بجائزة إيمي عن أفضل عمل درامي، وقد تحول الرداء الأحمر الذي أجبرت الخادمات على ارتدائه في الفيلم، رمزاً للتمرد.
وقد نجحت أتوود نجمة تويتر السبعينية، في إلقاء نظرة ثاقبة على القيود الاجتماعية والأدبية التي أثقلت النساء عبر التاريخ، وحلّت رواياتها في الزمن السياسي العاصف الحالي والآنف، لتشكل نقداً معاصراً لموضوع معالجتها، سيما أن قضايا القرن التاسع عشر المطروحة في «ألياس غريس» من مشاعر معادية للمهاجرين، وإجهاض وصراع الطبقات تغلي على نار حامية اليوم.
ووصفت بولي من منزلها في تورونتو الصيف الماضي، كيف أن شخصية غريس ظلت تحفر في مخيلتها على امتداد عقدين من الزمن، رافضة الخبو أو الرحيل. ولما جاءتها حقوق التصوير عام 2012 قفزت من مكانها غير مصدقة.
وحاولت في البداية اقتباس الأحداث في إطار فيلم، لكنها لم ترغب في أن تُفقد الكتاب ثقله، فعدلت رأيها باتجاه المسلسل القصير. ولما فرغت من كتابة سيناريو الحلقات الست، عقدت العزم ألا تقوم بالإخراج الذي أسندته لماري هارون.
