متحف «متروبوليتان للفنون» بنيويورك يقتني أعمالها

مها مأمون تعكس نبض مصر بالتصوير المفاهيمي

■ مها مأمون بجانب صورتها تحت جسر ستانلي بالإسكندرية | تصوير - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكتسب معرض الفن المفاهيمي الفردي الخاص بالفنانة المصرية مها مأمون في غاليري مؤسسة «الفن جميل» بمجمع السركال في منطقة القوز الصناعية بدبي، الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، أهمية وقيمة ومضاعفة، وذلك لكون أعمال المعرض هي أول مقتنيات متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك بعد شراكته مع المؤسسة العام الجاري، ولعمق وخصوصية مضمون صورها الفوتوغرافية وفيلم الفيديو.


وبهدف معرفة خصوصية أسلوبها والدافع لاقتناء أعمال معرضها، التقت «البيان» بها خلال أيام معرضها، لتستعرض في البداية الفكرة التي تتمحور فكرة أعمالها والأسلوب الفني الذي استخدمته للتعبير عنها.


ثقافة المكان
وتتمثل فكرة أعمالها بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو حول مفهوم السياحة الداخلية أي رؤية المدن والأمكنة السياحية عبر سكانها ومرتاديها. وتحكي مها بهدوء يعكس عمقها الإنساني عن مضمون صورها التي تشكل مجموعتها الأولى من عام 2005 قائلة: «تناولت فيها مفهوم السياحة من منظور محلي يلامس الواقع، لأعكس هوية وثقافة المكان ونبض الحياة فيه. مثل الأهرامات التي اعتدنا رؤيتها في البطاقات البريدية وكتيبات الشركات السياحة، مصورة بعزلة عن حقيقة ما يحيط بها في ميدان الحياة».


وتحكي عن التقنيات التي استخدمتها في تلك الصور التي تعود لمعرضها الأول «سياحة 1» قائلة: «كان عليّ ارتياد المكان الذي اختاره أكثر من 20 مرة، وفي كل منها ألتقط صوراً عدة، كما في موقع السباحين تحت جسر ستانلي بالإسكندرية. لأقوم بعدها بتجميع الشخوص في صورة واحدة تلخص المشهد».


أجواء تغريبية
وتضمن اللقاء مشاهدة الفيديو «2026» الذي قدمته بالأبيض والأسود والذي مدته تسع دقائق وأنتجته عام 2010. وتحكي مها عن قصته قائلة: «يأخذ الفيلم المشاهد إلى أجواء تغريبية يختلط فيها الزمن ليتماهى مع الراوي المستلقي في أرجوحة بمبنى مهجور ليروي وهو مغمض العينين وموصول بأسلاك، ما يشبه أحلامه التي تصور رحلته من خلال كابوس يعيشه.

ويبدأ من البدر الكبير الحجم الذي يكاد يلامس أرض الأهرامات، ليدخل في وصف تفاصيل متخيلة لأحدها بدقة، لتتسارع أنفاسه لدى وصول سيارة زجاجها أسود إلى الفندق والتي يلاحقها أطفال مشردون».


وتضيف: «وما إن تصل السيارة إلى جوار برج مراقبة حتى تُرمى أكياس من أعلى السور، فيتزاحم حولها الأطفال في اقتتال حول ما فيها من طعام، وحينها تدخل السيارة غرفة وينزل منها رجل وامرأة أنيقان ليطالعان من الجدار الزجاجي مشهد الأهرامات مقابل صور طبيعة خلابة على بقية الجدران». ويبقى أثر الفيلم في النفس بعد انتهاء اللقاء، لتبدأ رحلة تأمل جديدة.


مسافر الزمن
وتقول مها حول قصة الفيلم الذي يعتمد على تصوير الرجل في مكانه الثابت: «استلهمت القصة من الفيلم الفرنسي القصير «لا جيتيه» 1962 لكريس مارك الذي يروي قصة مسافر عبر الزمن بين الماضي والمستقبل لإنقاذ الحاضر بعد حرب النووية. أما السرد الصوتي فاقتبسته من رواية الخيال العلمي «ثورة 2053: البداية» للكاتب المصور محمود عثمان والتي تتناول استيلاء النخبة الجديدة على هضبة الجيزة وتراث مصر الثقافي، تاركة البلاد في حالة خراب».


الفنانة في سطور
تعيش مها مأمون في القاهرة، وبدأت رحلتها مع الفن مع الألفية الجديدة، واقتنيت أعمالها من أكبر المتاحف والمؤسسات والمقتنين، مثل مؤسسة الشارقة للفنون ودويتشه بنك ومؤسسة بارجيل ومتحف ويتني للفن الأميركي.

Email