زار أجنحة «فرانكفورت للكتاب» والتقى رؤساء التحرير ومديري وسائل الإعلام

سلطان القاسمي: الثقافة السليمة تردع التطرف والظلامية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن التربية والثقافة السليمتين رادع ضد التطرف والظلامية. وأوضح سموه أن إمارة الشارقة واجهت في مشروعها الثقافي الرائد، العديد من العوائق التي شكلت حافزاً مهماً لتحديها، والوصول للمستوى الثقافي المنشود، ودافعاً لتقديم المزيد من العطاء والجهد الثقافي البناء.

وجاء ذلك خلال لقاء سموه رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية، ، أول من أمس، في جناح هيئة الشارقة للكتاب المشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بدورته الـ 69 في ألمانيا.

وقال سموه خلال اللقاء: «هناك الكثير من العوائق والصعوبات التي واجهت إمارة الشارقة في مشروعها الثقافي الرائد منذ بدايته إلى وقتنا الحالي، وحصولها على العديد من الإنجازات والألقاب الثقافية، حيث إن هذه العوائق شكلت حافزاً مهماً لتحديها والوصول للمستوى الثقافي المنشود».

وأضاف سموه أن كل نفس قد تكل أو تمل مع وجود التحديات والصعوبات والصدمات، خصوصاً في ما يتعلق بمشروع ثقافي كبير، كالذي عملت، ولا تزال تعمل عليه الشارقة، ولكن استثمرت هذه العوائق لتكون دافعاً لتقديم المزيد من العطاء والجهد الثقافي البناء.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أن حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، جاء تقديراً لاهتمام الشارقة بالكتاب، واعتباره أساساً للعملية المعرفية والعلمية والثقافية «فالرجاء أن يكون هذا الكتاب رسولاً للجميع».

وحضر اللقاء منصور إبراهيم المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وعلي الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وعبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي، مدير عام اتصالات المناطق الشمالية، ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وعدد من رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الإماراتية.

المعرفة الصحيحة

وتناول سموه خلال حديثه، التركيز الذي أولاه في مشروعه الثقافي لتأسيس الأجيال على المعرفة الصحيحة والعلم النافع، موضحاً سموه أن أفضل ما يواجه به الموجات الظلامية والمتطرفة، هو التأسيس والتربية الصحيحة منذ الصغر من خلال الاحتواء، والطرق التربوية السليمة.

وأشار سموه إلى أن إمارة الشارقة بمؤسساتها، تعمل مع الفرد منذ صغره من خلال الحضانات التي تضم المعلمات المؤهلات علمياً ومهنياً للعناية بالطفل، والنظام المتبع المجهز وفق أفضل الطرق الصحية والتربوية، حتى في منع الرضاعة غير الطبيعية، ما يسهم في تقديم الرعاية الصحيحة لهذا الطفل.

وتعمل مراكز الأطفال وناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة على رعاية النشء وتطوير مهاراته العلمية والمعرفية والإبداعية والشخصية، مستدلاً سموه بالعديد من المواقف التي أثبتت الانعكاس الإيجابي على المنتسبين لهذه المؤسسات.

وحول جهود سموه الثقافية في مختلف أقطار الوطن العربي، أوضح أن هذا العمل يمثل لسموه جهاداً واجتهاداً، فالنظر إلى الهجمة الكبيرة، يجعله يشتد ضراوة للعمل، حاملاً جناحي العروبة والإسلام بعمل واضح وصريح لا يوجد به ما هو مخبأ، مشيراً سموه إلى أن الرجوع إلى الإيمان الصحيح هو الحل.

وبيّن سموه أهمية المشاركات الثقافية في مختلف المعارض الدولية، التي تشكل أداة للتواصل مع الثقافات الأجنبية والتحاور معها ونقل المخزون الثقافي والأدبي والعلمي الرائد للأمة العربية والإسلامية إلى مختلف الحضارات.

وحول التأثير الإعلامي، أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أن هناك مشكلة في الوسائل الإعلامية، سواء الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة، وذلك بدخول المال عليها، فهنالك من يستخدم الوسيلة الإعلامية كغاية للمال، فيعرض ما هو غير صالح من أجل كسب المشاهدة، والحصول على إعلانات تجارية من دون الالتفات للأثر السلبي لذلك.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، ضرورة دعم وتطوير الأدباء والكتاب والرسامين، وغيرهم من المختصين في المجالات الثقافية، للوصول بالإنتاج الثقافي إلى مستوى عالٍ، كماً وكيفاً، والوصول إلى اللب المركزي للعمل الثقافي، والمشاركة في صنع القرار، مشيراً سموه إلى أن المبادرات الثقافية التي تقوم بها إمارة الشارقة في أقطار الوطن العربي، تعمل على إعادة الثقة، ودعم المثقفين الذين انزووا لقلة الرعاية والاهتمام.

ظواهر الثقافة

وأوضح سموه خلال حديثه، أن أهم ظواهر الثقافة التي توجد في بعض الدول الأوروبية مكوناتها الثقافية من يصرف عليها ليست الحكومات، وإنما الجهات ذات الربح التي تخصص من دخلها جزءاً للمؤسسات الثقافية.

كما تطرق صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال حديثه إلى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، حيث بيّن أنها الأولى من نوعها في العالم العربي، المتخصصة في الجانب الأدائي. ونوه سموه بأن العمل المسرحي المقرر عرضه لسموه خلال افتتاح الأكاديمية، يتناول القرآن المبجل، والنور الذي يلتف عليه الناس، ليمثل المرجعية الصحيحة.

أجنحة وتوقيع

من جهة أخرى، زار سموه، أول من أمس، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، جناح إمارة الشارقة المشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، والممثل بهيئة الشارقة للكتاب.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله أرض المعارض في مدينة فرانكفورت، علي عبد الله الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وعبد العزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات المناطق الشمالية، وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب.

ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وسعادة راشد محمد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، وعدد من مديري معارض الكتب العربية والأجنبية، وجمع من المهتمين بصناعة ونشر الكتب من مختلف دول العالم.

كما زار سموه جناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ليستمع إلى شرح حول مشاركة المؤسسة في المعرض لهذا العام، وأبرز الإصدارات الجديدة المعروضة، كما عرج على جناح مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف، واستمع لما يقدمه الجناح من مصاحف وبرامج خلال المشاركة في المعرض.

كما زار صاحب السمو حاكم الشارقة، مجموعة من الأجنحة العربية، وخلال جولته في القسم الخاص بدور النشر الأجنبية والألمانية، زار صاحب السمو حاكم الشارقة، جناح دار أولمز للنشر العريقة، التي قامت بترجمة كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة، صراع القوى والتجارة في الخليج للغة الألمانية.

ووسط إقبال كبير من قبل المثقفين والقراء الألمان، قام صاحب السمو حاكم الشارقة، بالتوقيع لمجموعة كبيرة من زوار المعرض والجناح الذين تهافتوا على اقتناء النسخ الأولى من الكتاب، يحمل توقيع سموه، بحضور الدكتور جورج أولمز مؤسس دار أولمز للنشر.

4

حول مؤلفات سموه القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أوضح سموه أنه سيتضمن 4 إصدارات، أولها مساجلات شعرية للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، أما الثاني، فهو كتاب «سيرة مدينة»، بعد إضافة عدد من الفصول ليصبح 17 فصلاً.

أما الثالث، فيحمل اسم «رحلة بالغة الأهمية»، ويتضمن مخطوطات هامة تمس المنطقة، محققة باللغة البرتغالية والإنجليزية والعربية، أما الكتاب الرابع فهو «إني أدين»، ويضم 9 رسائل للملك، تثبت ما تعرض له المسلمون في الأندلس من معاملة سيئة.

Email