ناشئو الشارقة في ورشة لفن الإيماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقيمت في مركز ناشئة واسط، فعاليات ورشة فن الإيماء وصناعة المشهد «البانتومايم»، التي قدمها الفنان الفلسطيني سعيد سلامة، ضمن المرحلة الثانية من برنامج الفنون المسرحية الذي تنظمه ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، على مدار العام الجاري، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، وجمعية المسرحيين الإماراتيين، بهدف تأهيل الناشئة لإتقان مختلف ألوان الفنون الخاصة بهذا المجال، وتعزيز وعيهم الفني وإكسابهم خبرات المختصين من مختلف الأقطار العربية، فضلاً عن اطلاعهم على المناهج النظرية والتطبيقات العملية الخاصة بالمدارس الفنية المختلفة.

وشارك في فعاليات الورشة التي استمرت على مدار أسبوع 27 ناشئاً وشاباً من المنتسبين لمراكز ناشئة الشارقة المنتشرة في ربوع الإمارة الباسمة. وقال الفنان سعيد سلامة: يُعد فن الإيماء، العمود الفقري لفن التمثيل المسرحي، الذي يسهم في ضبط حركة الممثل على المسرح.

مشيراً إلى أن النص الدرامي لا يمكن أن يُقدم على المسرح بدقة متناهية من دون حركة جيدة للجسد، ولا تتم الحركة من دون إحساس، فالعملية الدرامية منظومة متكاملة تتم وفقاً للحركة والإحساس.

وأوضح الفنان سعيد سلامة أن هدفه من هذه الورشة يتجسد في زرع بذرة صغيرة لهذا الفن الذي ابتعدنا عنه لأنه ليس ضمن موروثنا الشعبي.

وقدم سلامة نبذة تاريخية عن فن الإيماء المأخوذ عن المدرسة الفنية اليونانية، ومروراً بالمدارس الرومانية، والإيطالية، والفرنسية وإسهامات إتيان دوكرو وجان لي وبرو، والنهج المسرحي الخاص بكل منهما، حتى أتى الفنان العالمي الفرنسي الأصل مارسيل مارسو، الذي درس تقنية إتيان دوكرو واتخذ لنفسه أسلوباً خاصاً يعتمد على نفس التقنية بحركة انسيابية مختلفة قريبة إلى القلب، إلى أن ظهرت حركة نشطة للمسرح الإيمائي في ستينيات القرن الماضي بالمعسكر الشرقي للاتحاد السوفييتي، وبولاندا.

وبروز المسرح البولندي على يد الفنان هنريك توماشوفسكي الذي أسس مدرسة تشبه المدرسة الفرنسية في التقنية وتختلف معها في الشكل، وأدخل الديكورات والملابس والأدوات، خلافاً للمدرسة الفرنسية التي اعتمدت في الأساس على حركة الجسد.

وتدرب الناشئة المشاركون في الورشة على بناء الفراغ وكيفية تخيله، وكيف نبحر في الخيال، إضافة إلى تعلم أنواع المشي، وكيف يتحرك الجسد؟ فضلاً عن كيفية تشكيل ملامح الوجه في التعبير عن النص وفقاً للإحساس، حتى يصل المعنى بكل سهولة للمشاهد.

Email