«أمير الشعراء» كان حلماً وجائزة «عكاظ» محطة في تجربتي الشعرية

محمد العزام: نولدُ شعراء وطفولتنا هي القصيدة

Ⅶ محمد العزام | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

للشعر والشعراء عند العرب منزلة عظيمة، حيث كان إذا نبغ شاعرٌ تحتفل به قبيلته وتفتخر بقصائده وتحفظها لتتباهى بفصاحة الكلمات وقوة التعبير بين القبائل، فالشاعرهو المدافع عنها وهو الذي يسجِّل لها تاريخ مفاخرها وأمجادها، ويباهي بمآثرها ويعظم من شأنها ويهِّول على أعدائها، وما زال الشعر يحظى بقيمة كبيرة لدى الكثير.

حيث تقام البرامج الشعرية ليتبارى الشعراء ويستمتع الجمهور بطيب الأحرف والكلمات.

«البيان» التقت الشاعر الأردني، المقيم في الإمارات محمد العزام، الذي فاز بجائزة عكاظ الشعرية، كما اختير وصيفاً ثانياً لـ«أمير الشعراء» في أبوظبي، حيث حدثنا عن تجربته الشعرية فقال: تجربتي مع الشعر بدأت مبكّراً، بدأت مع الطفولة كحبّ اللغة العربية والشعر، ومحاولات طفولية بالكتابة.

ولا شكّ في أن الأطفال هم أكثرنا شعرية في نظرتهم للعالم وإن لم يمتلكوا الأدوات التي يستطيعون أن يعبروا من خلالها عن شاعريّتهم، وبالتالي ينفق الشاعر عمره عندما يكبر في حماية دهشة الطفولة ومحاولة استرجاع كامل أحاسيسها، إذاً.. أستطيع أن أقول إننا جميعا نولد شعراء ومن يخسر طفولته يخسر قصيدته.

حلم الشعراء

وعن مشاركته في برنامج «أمير الشعراء» ووصوله لمرحلة النهائيات قال: برنامج «أمير الشعراء» هو حلم الشعراء وبوابة كبيرة لأي شاعر يطل من خلالها على جمهور الشعر في الوطن العربي الكبير، أتمنى للقائمين عليها كل التوفيق.

وكثير من الشعراء -وأنا واحد منهم- يدينون بالفضل لهذا البرنامج العظيم على الجهود التي يبذلها لخدمة الشعر والشعراء وإظهار هذا الوجه الجميل لثقافتنا في وقت صعب مكتظ بالحروب والدمار.

فكرة القصيدة

ويتابع: «اختار النصوص التي أود قراءتها في الأمسيات وأفكر في الجمهور بلا شك لأحظى باهتمام وإنصات للأبيات الشعرية وحتى أصل إلى أكبر عدد ممكن من الحضور، ولكن عند كتابتي للقصائد لا أفكر في الجمهور أو الناقد، بل تسيطر علي فكرة القصيدة، التي تطرق على شغاف القلب والروح محاولة الخروج إلى فضاء الورقة الأبيض».

وأشار العزام إلى منتقدي القصيدة العمودية التي لا يمكن أن ندرجهم تحت المسمى أو التصنيف ذاته، فهناك من ينتقد من أجل أن تصبح القصيدة أجمل، حيث يشير إلى بعض الإشكاليات ويحلّق مع جماليات النص بمعنى أن يكون منصفاً وهذا مطلوب في كل المجالات والأشكال الشعرية والأدبية. في حين أن هناك من ينتقد القصيدة العمودية لعجزه عن فهمها والإتيان بإبداع ضمن هذا الشكل القديم الحديث.

وهنا يكمن خلل كبير في فهم الإبداع وربطه بالشكل وتجاهل روافده وضروبه ويذهب لممارسة أشكال أخرى للقصيدة تكون فيها الضوابط أقل. أخيراً، هناك من ينتقد القصيدة العمودية ضمن مشروع كبير لهدم ثقافة الأمة الأصيلة وتغريبها وغالباً ما يتم ذلك ويمرر تحت لافتة الحداثة.

حيث نرى الآن أن هناك حملة ممنهجة لهدم صورة الرموز الثقافية قديمها وحديثها في أذهان العرب ومخيلتهم وهذا خطر كبير وقانا الله شره.

صعاليك

وعن فوزه بجائزة عكاظ الشعرية قال: جائزة عكاظ كانت محطة من أهم المحطات في تجربتي الشعرية، وحتى على المستوى الشخصي، وهي فعلاً ولادة جديدة، لأنه ليس من المعتاد أن يُكرّم شاعر في حياته في سن مبكرة نسبياً، وقد شرفني القائمون على هذه الجائزة العظيمة باختياري من خلال قصيدة «الصعاليك»، وهي بالمناسبة كانت صعلكة في دروب اللغة، وتوظيف للرموز التراثية الكبيرة.

وهذا مقطع من القصيدة الفائزة:

صعاليكُ من كلّ القبائلِ أحرفي

جعلتُ لها في كل تهلكةٍ وترا

ذرعتُ بها الصحراءَ

كانت ذئابها

طريدتُها المعنى وقطعانه الكبرى

إصدارات

صدر للشاعر مجموعتان، الأولى «رقصة للنخيل» عن دار أزمنة الأردنية 2002 بعد فوزه بجائزة الشعر بمناسبة عمّان عاصمة للثقافة العربية، والثانية «أرى في الماء غير الماء»، عن أكاديمية الشعر في أبوظبي 2015، والثالثة قيد الطباعة حيث ستصدر خلال العام الجاري.

Email