جلسة نقاش أجمعت على أن إلياس خوري ارتقى بمعايير الرواية العربية

"أولاد الغيتو.. اسمي آدم" على مائدة "اقرأ" في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تناول المنتدى العربي للكتاب «اقرأ» في دبي، الذي يعتبر واحداً من المنتديات المهمة المعنية بقراءة الكتب، في جلسته الشهرية، الثلاثاء الفائت، في أحد مقاهي مدينة دبي، وبمشاركة 15 قارئاً من جنسيات عربية مختلفة، رواية «أولاد الغيتو – اسمي آدم» للروائي اللبناني إلياس خوري الصادرة عن دار الآداب – لبنان، والواقعة في 423 صفحة، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، في دورتها الأخيرة العام الجاري.

وبطل الرواية هو آدم دنون، الفلسطيني الذي هاجر إلى نيويورك، والذي ينسى هناك نفسه خلال محاولاته كتابة رواية، ليستغرق في كتابة قصة حياته واستعادة كينونته منذ كان طفلاً بمدينة اللد التي اغتصبها الإسرائيليون عام 1948.. كاشفا العديد من الزوايا المجهولة لدى الكثيرين، مثل حكاية «الغيتو» الفلسطيني الذي أقامه جيش الاحتلال وسيجه بالأسلاك الشائكة.


لازمة موسيقية
وأبدى قراء النادي آراءهم وانطباعاتهم حول الرواية..بإسهاب فتناولت الآراء المضمون.. والجانب الأدبي والفني.وشددوا على أن الخوري ارتقى عبرها بمعايير الكتابة الروائية العربية.

وأما حماسهم في مناقشة الرواية خلال الجلسة، فمرده الاكتشافات والنتائج التي وصل إليها البعض خلال قراءتها. ومثال ذلك، ما قالته ريما سالم: «أتعبني في قراءتي الأولى التكرار المبالغ والدائم لبعض المشاهد، مثل مشهد مغادرة البطل بيت أمه منال وهو في السابعة من العمر حينما أدار ظهره ومشى ليترك أمه لمصيرها، كذلك كثافة ذكره لأسماء المراجع التي كانت تكسر متعة القراءة.

لكني بقراءتي الثانية، بدأت ألتقط رسالة الكاتب أو اللازمة الموسيقية لإيقاع سرده المحكي لاستعادة المنسي من تفاصيل، إذ اعتمد في بنيتها اللغوية ما يشبه السيمفونية».


أما لطيفة دندشي، فتناولت في بداية مداخلتها مضمون العمل قائلة: «أسلوب كتابة الرواية في البداية كان غريباً علي، وسرعان ما استغرقت في أحداثها المؤلمة جداً، والتي كتب عنها بأسلوب يوحي وكأنه عاشها.

وأعتقد أنه رفع إلياس خوري بروايته هذه، المستوى النوعي لمعايير الرواية العربية». وذهبت القارئة دانية، المتعمقة في القراءة، في مداخلتها، إلى أبعد من ذلك.. قائلة: «تولد لدي انطباع خلال قراءاتي للرواية، بأنها تكملة لرواية الكاتب السابقة (باب الشمس).

أما المراجع الواردة في متن النص، فولدت عندي حافزاً للبحث عنها وقراءة المزيد حول تاريخ القضية الفلسطينية وما شهدته الأجيال السابقة من مآسٍ..العمل يحمل بعداً إنسانياً وقراءة أشمل لواقع وقضايا عالمنا العربي».


حافز درامي
وتقول قارئة أخرى، وهي ميسون:«بدأت بالرواية ولم أستطع تركها لأقرأها في يوم واحد. في البداية لم أفهم الصلة بين سرد خوري لقصة حب الشاعر القديم (وضاح اليمن) ومضمون العمل البعيد عنها كلياً. ولا أعرف إن كان الحب في عمله بمثابة حافز درامي، حيث بدأ السرد به بإيقاع هادئ لينهي العمل بإيقاع متسارع تراجيدي لمجزرة دير ياسين».

وتنوعت بقية المداخلات، ولكنها في العموم أجمعت في المحصلة على أهمية مكانة الرواية كتوثيق وتاريخ. وأيد الحضور التحليل النقدي المطروح لشخصية «آدم»، ذلك كون صمته وإنكاره لهويته وتجاهل أو إنكار واقعه، مسائل دفعته إلى ما يشبه الانفجار.

سياحة ثقافية
الجديد والمفاجئ على مستوى علاقة القارئ العربي بالكتاب، ومن خلال ما يعكس نموذجا له نادي «اقرأ»، حرص عدد من عشاق الكتاب، من مختلف المهن والتخصصات، وذاك كحال دكتور الأسنان حامد دندشي وزوجته لطيفة اللذين يقيمان في السعودية، على متابعة نوادي الكتاب في دبي، والحرص على قراءة الكتاب الذي سيناقشه «اقرأ».. والمشاركة في جلسته خلال إجازتهما التي يقضيانها في دبي.

Email