ساهمت في بناء الشخصية الإماراتية وتعميق انتمائها

الألعاب الشعبية فسحة ترويح من عبق التراث

■ الألعاب الشعبية تساعد على انتقال العادات والتقاليد بصورة طبيعية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد تاريخ الإمارات وأهلها وجغرافية الدولة وطبيعتها الصحراوية والبحرية والجبلية وغيرها واشتغال الناس بالغوص والرعي والزراعة عوامل يمكن أن نجدها بسهولة في الألعاب الشعبية السائدة أو تلك التي كانت.

ولكل شعب ألعابه الخاصة التي يبتكرها للتسلية وترويح النفس وغالبا ما تعبر عن روحه ووجدانه وعاداته وتقاليده ونمط حياته. وتتلون الألعاب الشعبية في الأغلب الأعم مع تلون البيئة الجغرافية والاجتماعية، لذا تفرز البيئة الألعاب وتشكيلها مع إعطائها نكهتها الخاصة المميزة. وتتضح القيمة التربوية للألعاب الشعبية كونها تأخذ بالحسبان مراحل العمر واحتياجاتها ومطالب تطورها فكانت الألعاب المخصصة للصغار، وتلك التي يمارسها الكبار من كلا الجنسين وبصورة عامة يمكن القول إن ألعابنا الشعبية منظومة يتجسد في أجواء منافساتها النشاط والمتعة والترويح مقرونة بأصالة التراث ومضامينه التربوية.

عناصر التراث

وتشكل «الألعاب الشعبية» في دولة الإمارات أحد أهم عناصر التراث الخاص له ولها مكانتها في ذاكرة المواطن الإماراتي وتعد جزءا مهما من الموروث الثقافي والتراثي الإماراتي وانعكاسا للبيئة الطبيعية والمناسبات الاجتماعية خاصة ما يرتبط بالمواسم كشهر رمضان المبارك وموسم الصيف وغيرهما.

وتساهم الألعاب الشعبية الإماراتية إسهاما فعالا في بناء الشخصية الاجتماعية وتربيتها من النواحي الوطنية والنفسية والجسدية لما لها من دور هام في تأصيل الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والأناشيد والأغاني الشعبية. وتساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل إلى آخر مكونة بذلك ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية التي تؤكد أهمية الانتماء إلى الجماعة والارتباط الجذري بالأرض والوطن.

وتعتمد الألعاب الشعبية في الإمارات في مجملها على المهارة البدنية وخفة الحركة والمناورة كونها مبتكرة بما يتماشى مع الإمكانات التي كانت متاحة آنذاك بغرض قضاء الوقت وإن كان لها قواعد وأصول متعارف عليها بين الأطفال تنمي قدارتهم البدنية وتساعدهم على التفكير السريع والابتكار مع تنشيط الذاكرة كما تغرس المعاني الحميدة لدى النشء وتعودهم على الصبر والمثابرة.

لهو وتعلم

والألعاب الشعبية تلك قد ينظر إليها على أنها مجرد وسيلة للهو والتسلية وقضاء وقت الفراغ يلجأ إليها الأطفال في الماضي للتخفيف من قسوة الحياة وصعوباتها إلا أن الحقيقة أنها تحمل معاني وقيماً عميقة وأهدافاً سامية، كما يصفها الباحثون في مجال التراث، إضافة إلى أنها تسهم في تنمية شخصية الطفل في مختلف الجوانب الاجتماعية والانفعالية والتربوية والتعليمية والجسمية واللغوية، ومن هنا يمكن أن تعرف الألعاب الشعبية على أنها ألعاب بسيطة يتناقلها الأطفال جيلاً بعد جيل بشكل تلقائي ومن دون تعليم منظم.

أسماء

تتنوع الألعاب الشعبية الإماراتية، ومنها على سبيل المثال التيله وحبيل الزين والكرابي والمريحانة والصوير والحلة وكرة السوط واللقفة، وكانت تجمع أبناء الزمن الماضي، وتربط أواصرهم، حيث صنفت حسب نوعيتها، ومنها الحركية المعتمدة على النشاط البدني أو الحركي كالقفز بالحبل والألعاب الذهنية وهي التي تعتمد على الارتباط بالذهن والعقل والتفكير وأعمال الخاطر وسرعة البديهة واستخدام الحيلة مثل/‏ الصبة والدامة والألغاز.

Email