«كيف أصبحوا عظماء؟» قصص المتعة والعبر والدروس

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدر كتاب «كيف أصبحوا عظماء؟» للكاتب الدكتور سعد سعود الكريباني، وهو عبارة عن مجموعة قصص متتابعة الأحداث فيها المتعة والعبر والدروس، وبجانب كل قصة من قصص العظماء هناك تعليق من الكاتب يبين جانب العظمة الذي لفت انتباهه.

قصة الياباني

ويتناول الكتاب قصة الياباني تاكيو أوساهيرا الذي يقول: ابتعثتني حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ بألمانيا لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، وبدلاً من أن يأخذني الأساتذة إلى المعمل أو مركز تدريب عملي أعطوني كتباً لأقرأها، وقرأت ولكنني ظللت أمام المحرك أياً كانت قوته وكأنني أقف أمام لغز لا يحل، وقضيت في الدراسة والتدريبات حوالي ثماني سنوات كنت أعمل خلالها بين 10 أو 15 ساعة في اليوم، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.

وعلم إمبراطور اليابان باجتهادي فأرسل لي من ماله الخاص 5 آلاف جنيه إنجليزي ذهباً، فاشتريت عدة أدوات وآلات لمصنع محركات متكامل، وعندما أردت شحنها إلى اليابان كانت النقود قد نفدت فوضعت راتبي وكل ما ادخرته خلال تلك السنوات لاستكمال إجراءات الشحن.

9 سنوات

ويتابع حديثه: عندما وصلت إلى اليابان قيل لي إن الإمبراطور يريد أن يراني فقلت لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات متكاملاً، واستغرق ذلك 9 سنوات من العمل الشاق والجهد المتواصل، وبعدها حملت 10محركات صنعت في اليابان قطعة قطعة وحملناها إلى القصر في داخل قاعة خاصة بنوها لنا، ثم أدرنا المحركات وانتظرنا دخول الإمبراطور، فدخل وابتسم وقال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية خالصة، وبعد ذلك الحدث ذهبت إلى البيت لأنام 10 ساعات متكاملة وهي أول مرة أنام فيها 10 ساعات منذ 15 عاماً.

وفي تعليق الكاتب على القصة يقول: لقد كان لتاكيو رؤية واضحة وأهداف عما يريد، وذلك من اللحظة الأولى التي اغترب فيها عن بلده، أكثر من 18 سنة وهذه الرؤية واضحة لديه لا لبس فيها ولا غموض، كثر سهره وزهده في أكله وشرابه، تضحيات وقراءة وعمل مستمر لأكثر من 18 سنة، إلا أنه مطمئن لقرارته مستمتع بما يفعل.

أسوار القسطنطينية

وفي قصة أخرى كان الشيخ أقشمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح، يأخذ السلطان بيده ويمر به على الساحل ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في الأفق من بعيد ويقول: أترى هذه المدينة لقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد، فقال صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه: "لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".

ثم نمت همة الأمير وعقد العزم أن يكون ذلك الفاتح، ولما جاء اليوم الموعود فاوض السلطان الإمبراطور ليسلمه القسطنطينية فرفض، فحاصر السلطان محمد المدينة 51 يوماً تعددت خلالها المعارك العنيفة وبعدها سقطت المدينة الحصينة على يدي بطل شاب له من العمر 23 سنة.

ويقول الكاتب في تعليقه على هذه القصة: اشتغل بأهدافك أولاً ثم انشغل مع أهداف الآخرين، لتكن لك أهداف ورؤى خاصة بك، أهداف لك وحدك ترشدك، وعندما تختار رؤيتك وأهدافك الخاصة، استفت قلبك أولاً واسأله عما اخترت، إنه مرشدك ولن يضيعك .. افحص أهدافك تحت ضوء النهار، افحصها جيداً وناقشها مع نفسك.

Email