بالصور.. قصة سعودية نذرت نفسها لتبنّي الفقراء النوابغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعودية بدأت العمل التطوعي وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وحتى بعد أن أصبحت أماً لأربعة أطفال، ما زالت فاعلة في منظمات المجتمع المدني،وتعد من السعوديات القلائل اللاتي ارتبطت أسماؤهن بالعديد من المبادرات في مجال  التعليم واكتشاف الموهوبين، انها سلافة بترجي.

تقول سلافة إن اهتمامها بالتعليم كأداة للتغيير، بدأ معها منذ الصغر، حيث غرس فيها والداها قيماً مفادها بأن التعليم هو أداة تمكين الإنسان، التي تخرجه من دائرة الاحتياج والفقر إلى القيادة والإبداع. وقد كان لنشأة سلافة في بيت يهتم بخدمة المجتمع والإنسانية، دور كبير في حبها وشغفها لما تقوم به الآن، بحسب العربية نت.

وتوضح سلافة أنها بدأت بمجال العمل التطوعي في مجال التعليم عندما كان عمرها 13 عاماً، حيث كانت معلمة أنشطة في برامج صيفية، وحينها اكتشفت نفسها بأنها تحب تجربة العطاء عن طريق تعليم الغير، عملت بترجي لسنوات في "فصل دراسي لا محدود يسمى العالم"، حيث لم تكن يوماً معلمة أكاديمية، بقدر ما كانت "معلمة لمهارات تمكن الإنسان نحو القيادة وإحداث التغير الإيجابي في المجتمعات"، ولذلك تدربت في اتجاهات التعلم المختلفة، حيث حصلت على الماجستير في تصميم المناهج والتقييم من جامعة "فينكس" في  الولايات المتحدة.

 تقول إن هناك احتياجات إنسانية متعددة لكن الاحتياج للتعليم يبقى الأهم و الأشمل، لأنه يقضي على  الفقر والمرض والجهل، موضحة أنه انطلاقاً من هذه الأهمية أوقف جدها المرحوم الشيخ عبدالجليل بترجي وجدتها السيدة ثريا ناظر، صندوقاً خيرياً لدعم الطلاب الموهوبين ذوي التحديات الاقتصادية ومنه انطلقت مبادرة منح دروب التعليمية.

وتوضح سلافة أن دروب هي مبادرة متخصصة في تقديم المنح الدراسية لطلاب التعليم العام وهو عكس السائد في مجال المنح، مبينة أن الاستثمار في الأعمار الصغيرة، يكون أعمق أثراً من غيره، حيث تقوم المبادرة سنوياً بقبول عشرات الطلاب، وتوفر لهم تغطية كافة التكاليف الدراسية، فضلاً عن رعاية أكاديمية ومهاراتية وطبية واجتماعية لمدة 9 سنوات.

وتبين سلافة أن المنح متاحة ليتم التقديم عليها الآن لجميع الطلبة من فئة أعمار من 8 إلى 10 سنوات، للتقديم عبر موقع "دروب" الرسمي.

تشير سلافة إلى أن منح دروب تعمل على "تمليك الطالب مهارات القرن الحادي والعشرين، عبر برامج تدريبية في شتى التخصصات الإنسانية، والتي من شأنها أن تهيئ الطالب لأن يكون إنساناً قيادياً ناجحاً، فضلاً عن تنمية  الذكاء العاطفي والوجداني في الأطفال، والذي يعتبر جزءا من تكويننا كبشر، حيث يبرز في قدرتنا على التأثير والمبادرة، لا سيما أن الدراسات العلمية أثبتت أن التفوق العلمي، ليس المقياس الوحيد في نجاح الإنسان، فالمتفوق قد يكون عاجزاً عن إدارة حياته الخاصة على نحو سليم".

وحول همومها في مجال تطوير التعليم، تشدد سلافة على أهمية "تسليح الطلاب بمهارات القرن الـ21 منذ الصغر، ولكي نضمن لأبنائنا استعدادهم لوظائف المستقبل، هناك حاجة ماسة لأن نسلحهم بمهارات الإبداع والاختراع، حل المشكلات، التفكير، النقد، التواصل، إدارة الذات، إدارة الوقت، كيفية تحويل المعلومات إلى تطبيق، وربط ما بين العلم النظري داخل المدرسة والعمل التطبيقي في المجتمع، عبر الربط بين حاجات المجتمع وبين ما يتم تدريسه في المدارس".

وتدعو سلافة إلى "النظر للتعليم باعتباره أداة وليس هدفاً بحد ذاته، فهو أداة للتمكين، وهذه المسؤولية لا تقع على وزارة التعليم فقط، بل أيضاً على المؤسسات الأخرى، حيث إنه من الضروري إيجاد فرص للطلاب للتفاعل المجتمعي وتعلم المهارات في الأعمال التطوعية والوظائف الصغيرة، لكي يجدوا بيئة تساعدهم في تطوير مهاراتهم، ليكون لدنيا طلاب لديهم القدرة على  الإبداع والتواصل الفعال لحل المشكلات، كما يجب أن ندرب الطالب أن يعطي لمجتمعه بدلاً من أن يدور مفهوم حياته حول نفسه وإشباع حاجاته الشخصية فقط".

 

Email