فيلم الخمسينيات على خشبة «دومينيون» اللندني حتى نهاية سبتمبر

«أميركي في باريس» تحوّل مسرحي سحري

ت + ت - الحجم الطبيعي

طغت سمة التحول السحري على فيلم هوليوود 1951 الغنائي، فانسكب «أميركي في باريس» في قالب عمل مسرحي، قدّم بعيداً عن عرض البالية الراقص المنغمس بالأجواء الحسية المثيرة، رؤية مسرحية مضحكة لباريس التي تعجّ برجال الدرك، وفرح الأطفال، ساهم كريستوفر ويلدون كمخرج ومصمم رقص، بالتعاون مع بوب كرولي صاحب الأزياء والديكورات التي تلامس حدّ العبقرية بإبداع عرض لا يرقى إلى اصطفاء نخبة أغاني غريشوين وحسب، بل إلى ابتكار شغب لوني وحركي في آنٍ معاً.

تحول

ويحرص العمل مع انطلاقة افتتاحيته وتحوّل اللافتات بأيدي الراقصين إلى لوحات ثلاثية الألوان، على تذكيرنا بأننا في باريس 1945، المحررة من النازية، والدينة المثقلة بالفقر والهجمات الانتقامية، والمتعاملين. مع الإشارة إلى أن القصة قد خضعت لكثير من التحسينات الجذرية، فإن انخطافة المشاهد منوطة بالعرض نفسه. ولا تبدو تصاميم كرولي جزءاً من الرقصات.

بل تقدم لوحة تصويرية غنية الألوان والأشكال. فالتماعة الضوء على سطح الماء تستحضر مونيه، وطالعنا قوس قزح رينوار في حفل التنكر وعلى الجادات المكتظة، في حين تستحضر الأشكال الهندسية والألوان الساطعة في عرض البالية الختامي لوحات بيكاسو وقصاصات ماتيس. ويخيّل للمشاهد أنه إذا جمّد المشهد الراقص عند لحظة ما، سيطالع لوحةً ساطعة مبهرة.

وتحرص تصاميم ويلدون الراقصة على ألا يشهد العرض لحظة هدوء، فتولد الرقصات من قلب أحداث الحياة اليومية، كما حصل مع أصحاب المظلات الزائرين لمتجر لافاييت. وتصل النشوة الموسيقية إلى ذروتها مع تحويل هنري، الذي بدا في المسرحية أقرب إلى هاوٍ متعثر، منه ممثل محترف، أغنية «سأبني سلماً يصل إلى السماء» إلى خيال فني زيّنه تمايل الراقصات بزيّ مع ريش النعام.

موسيقى وحركة

تزاوج مسرحية «أميركي في باريس» التي يستمر عرضها على مسرح دومينيون اللندني حتى 30 سبتمبر المقبل، بين الموسيقى والحركة والأغنية والقصة بحيوية مفعمة، تحفزك على تربيت قدميك تحت المقعد بتفاعل تلقائي، وتسارع دقات قلبك بلهفة المتشوق لأن يسحبه أحدهم إلى حلبة الرقص، فتتخرج من صالة العرض يرافقك الشعور بأن الفيلم فينسينتي مينيللي الفضي الملطخ، اكتسب ذهبية مسرحيةً مشرقة.

Email