وصفه النقاد بـ«السهل الممتنع»

«بين الجد والهزل» كوميديا الواقع الأسود

مشهد من مسرحية «بين الجد والهزل» - تصوير: عبد الحنّان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد طرقه لأبواب الواقع العربي في مسرحيته «نهارات علول» التي قدمها عام 2014، عاد المخرج حسن رجب ليتألق على الخشبة مجدداً في عرضه «بين الجدل والهزل» التي ترافق فيه مع جمال صقر مؤلفاً.

وجمال السميطي وحسن يوسف في التمثيل، ليقدموا معاً عرضاً وصفه النقاد بـ«السهل الممتنع» بعد أن جرد فيه الواقع العربي من أقنعته، ملامساً من خلاله قلوب جمهور أيام الشارقة المسرحية، الذي توافد، أول من أمس، على قصر الثقافة، ليشهد الرحلة التي قام بها رجب وصقر نحو بلاد الحرب.

وحطا معاً في تلك الأراضي التي نبتت فيها جذور الأفكار الضلالية، وتحولت إلى «غول» يأكل الأبرياء ويسمم أفكار الشباب. بقوالب الكوميديا السوداء والساخرة غلف رجب وصقر عرضهما «بين الجد والهزل» الذي قدمته فرقة مسرح الفجيرة القومي.

والتي لم تقل في عتمة سوادها عن الواقع المعاش، لا سيما بعد أن حلق في فضاء العرض ذلك السؤال الذي أطلقه «سلوم» المنضم حديثاً لإحدى الحركات الإرهابية «متى تنتهي هذه الحرب؟» ليأتيه الجواب من زميله «المالح» بأنها «قائمة حتى إشعار آخر، عندما يختفي الكفار عن وجه الأرض».

مجموعة الأسئلة والحوارات التي أطلقها نص جمال صقر في فضاء العرض، كانت كفيلة بأن تفتح عليه أبواب «المديح» من قبل نقاد العرض خلال ندوته التطبيقية التي أدارها عبد الله ملك.

حيث فاضت بكلمات الإشادة بالعرض ورؤيته الإخراجية، لدرجة ذهب فيها بعض النقاد إلى ضرورة أن يتم توظيف المسرحية وعرضها في أوقات صباحية أمام طلبة المدارس والنشء، ليتعلموا منها دروساً توعوية. «السهل الممتنع» عبارة كررتها الكويتية أنعام سعود، مرات خلال قراءتها للعرض.

حيث قالت: «لقد بدا العرض سهلاً ممتنعاً، وخفيف الظل». وأضافت: «استطاع حسن رجب في هذا العرض أن يكسر تقاليد الكوميديا كلها، وأن يقدم لنا توليفة جديدة»، واعتبرت انعام أن ما قدمه جمال صقر من نص إنما يشكل درساً جيداً لكافة المؤلفين في وقتنا الحاضر. وقالت: «قدم لنا نصاً واعياً مصبوغاً بالكوميديا السوداء والساخرة، يلامس الحدث اليومي الذي نشهده عبر التقارير الإخبارية».

جمالية الإخراج

توليفة واضحة كشف عنها عرض «بين الجد والهزل» بين المؤلف والمخرج، الأمر الذي ولد متعة عالية على الخشبة، هذا ما أكده العماني عمر الشنفري الذي قال: «العرض لا يتسم بالسهولة فقط، وإنما يتضمن جملة من الرسائل المهمة التي قدمت على الخشبة خلال ساعة واحدة.

واعتقد أنه يجب أن يتم الوقوف عندها طويلاً وعدم إهمالها من خلال تقديم العرض مرة أخرى أمام جمهور الشباب ليستفيد منها».

الشنفري أشاد بجمالية الإخراج وبالتوازن الذي أحدثه حسن رجب على الخشبة من حيث الإضاءة والموسيقى وحتى التمثيل، واصفاً جمال السميطي بأنه ممثل قوي يمتلك حظوة الحضور على الخشبة، مشيراً إلى ان السميطي قدم «ديتو» جميلاً مع حسن يوسف الذي فرض هو الآخر سطوته على المسرح. أما العراقي حيدر المعمار،.

فأشار إلى أن جرعة الهزل في العرض غلبت على مقدار جديته، مبيناً أن ذلك قد يكون اتفاقاً بين المؤلف والمخرج. وقال: «المتابع للعرض يشعر بأنه يقف أمام قضية تحمل كافة سمات الجدية، وبالتالي لا يجب التعامل معها وفق المنطق الهزلي.

Email