كوريا الجنوبية تُغلق أكبر أسواقها للحوم الكلاب .. لماذا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت كوريا الجنوبية إغلاق أكبر أسواقها لبيع لحوم الكلاب ضمن سعيها للتخلص من النقد الدولي الواسع الذي تتعرض له بسبب قتلها للكلاب واستهلاك البشر للحومها قبل استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018.
وتبيع سوق موران في مدينة سونغنام، والتي بدأت السلطات الكورية الجنوبية في إغلاقها فعليا، أكثر من 80 ألف كلب، حياً وميتاً، كل عام، وهو ما يساوي ثلث استهلاك كوريا الجنوبية تقريباً من لحوم الكلاب وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وذبدأ المسؤولون والتجار في إزالة معدات الجزارة والأقفاص بالسوق، والتي كانت توضع فيها الحيوانات قبل قتلها. وجاء قرار الغلق بعد قيام نشطاء حقوق الحيوان بتسليط الضوء على الظروف غير الإنسانية التي تُحفَظ بها الحيوانات، والطرق التي تستخدم في ذبحها كالصعق بالكهرباء، والشنق، والضرب حتى الموت.
وكذلك دفعت الرائحة المزعجة والضوضاء بالسوق السكان بالأحياء القريبة إلى تقديم الشكاوى.
بالمقابل يواجه الإغلاق بعض المعارضة، فقد أعلنت وسائل الإعلام الكورية أنَّ حوالي 22 شخصاً من بائعي لحوم الكلاب بالسوق، والذين كانوا قد وافقوا في البداية على قرار الإغلاق في ديسمبر الماضي، يعارضون القرار الآن، ويطالبون بتعويضهم عن خسارتهم.
وقال شين سونغ تشول، أحد بائعي لحوم الكلاب في سوق موران، لصحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية: " حوالي 80% من عملائنا يزورون السوق لشراء لحم الكلاب الطازج، ماذا سيفعل هؤلاء العملاء عندما نعجز عن توفير اللحم لهم؟ هل ستعوضنا الحكومة عن هذه الخسارة؟".
وقال المسؤولون في مدينة سونغنام، وهي مدينةٌ قريبة من مدينة سول، إنَّه سيتم تعويض التجار مالياً لتجديد متاجرهم والبدء في مشاريع تجارية جديدة، وأنَّ قرار الغلق هو جزءٌ من الجهود المبذولة لإعادة بناء سوق موران المفتوحة في مكانٍ آخر، وإنهاء ارتباطها بتجارة لحوم الكلاب.
استغل بائعو لحوم الكلاب لعقود عدم وجود لوائح قانونية محددة وواضحة بخصوص ذبح الكلاب، فاللوائح الصحية لذبح الماشية لا تنطبق على قتل وبيع الكلاب، مما يصعب على السلطات تنظيم تجارة لحوم الكلاب.
ورغم ذلك، يشير النشطاء إلى أنَّه بينما لا يحظر قانون حماية الحيوان صراحةً ذبح الكلاب، لكنَّه يمنع الممارسات "الوحشية" بحق الحيوانات وقتلها في الأماكن المفتوحة.
وفقاً لمعلومات جهاز الإحصاء الكوري، فإنَّ حوالي 892820 كلباً كان يتم الاحتفاظ بها في أكثر من 100 مزرعة عام 2010، وذلك حسبما جاء بتقرير صحيفة "كوريا أوبزرفر" عن الأمر. ويزعم مؤيدو بيع لحوم الكلاب في كوريا الجنوبية أنَّ أكل لحوم الكلاب يحسن من القدرات الجنسية لدى الرجال، ويساعد في مكافحة الإرهاق والمرض، وخاصةً خلال شهور الصيف الحارة.
وفي سوق موران، يختار الزبائن الكلاب وهي حية، ثم يتم ذبحها أمام المتسوقين.
ووفقاً لمنظمة "International Aid for Korean Animals"، ورغم أنَّ نسبةً ضئيلة من سكان كوريا الجنوبية يتناولون لحوم الكلاب بانتظام، فإنَّ آلاف المطاعم ومتاجر الأطعمة الصحية تبيع لحوم الكلاب ضمن أطباق الحساء، واليخنة، أو المشروبات المنشطة المخلوطة بالأعشاب.
وزادت حدة النقد الدولي تجاه استهلاك لحوم الكلاب في كوريا الجنوبية أثناء كأس العالم لكرة القدم عام 2002، والتي شاركت كوريا الجنوبية في استضافته مع اليابان. وقام بعض النشطاء مؤخراً بنشر عريضةٍ على الإنترنت تطالب بمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام العام القادم في بيونغ تشانغ، إلا إذا قامت كوريا الجنوبية بمنع أكل لحوم الكلاب.

 

Email