التبادل التجاري بين بريطانيا وسوريا كان قائماً منذ عصور

إسفلت على سفينة يشير إلى أغرب الاكتشافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تم التغاضي عن كتلتين سوداوتين لفترة طويلة، وهما مخبأتان وسط مجموعة متألقة من الثياب الثمينة الانجلو- ساكسونية، كان قد تم الكشف عنها في سفينة ستون هوو، لكنهما ستبرهنان على أنهما من الاكتشافات الأكثر غرابة على الإطلاق.

وكان صاحب هاتين الكتلتين السوداويين مدفوناً في سفينته التي يصل طولها إلى 27 متراً، مع كنز من القرن السابع ميلادي: ملاعق فضية من بيزنطة، ومنسوجات من الأرض المقدسة، ووعاء برونزي من مصر. فما كانت حاجته إلى هاتين الكتلتين السوداوين، يا ترى؟

تحليل علمي

تشير صحيفة «ذا تايمز» البريطانية إلى تحليل علمي جديد أجراه المتحف البريطاني وجامعة أبردين، أظهر أن هاتين الكتلتين عبارة عن مادة من القار السوري، وهو شكل من الأسفلت الطبيعي، وقد انتقل من قلب ما يعرف الآن بسوريا إلى بريطانيا.

ويشير الاكتشاف إلى أنه قد يكون هناك سلسلة من تبادل البضائع عبر العالم بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وبدء ما يعرف بعصور الظلام الأوروبية. ويشير الأكاديميون إلى أن الرأس عند ساحل «سوفولك» قد يكون أكثر ارتباطاً بالشرق الأوسط مما هو بغرب بريطانيا.

ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على التبادلات الدولية في حقبة سوف يقوم خلالها الملك ألفرد بإرسال بعثة من رجال الدين الإنجليز إلى الهند، وسوف يحارب الفايكنغ من أجل أباطرة بيزنطة في الغرب شرقاً إلى بحر قزوين.

اكتشاف

وكانت سفينة ستون هوو التي تم اكتشافها في عام 1939 على بعد أربعة أميال من العاصمة الملكية للسكسون في رندليشام، قد شكلت أهم الاكتشافات في التاريخ البريطاني، وأشير إلى الضريح داخلها بـاسم «رايدوالد»، الذي حكم إيست انجليا في الربع الأول من القرن السابع ميلادي، على الرغم من أن الجثة يعتقد أنها تحللت في التربة الأسيدية منذ عدة قرون.

 وكانت قد وجدت كتلتان من المادة السوداء على رأس كفن الملك وقدمه، وتم التغاضي عنهما باعتبارهما «مانغنيز اوكسيد». ثم في سبعينيات القرن الماضي، أعيدت تسمية هاتين الكتلتين بـ «قار استكهولم» المصنوع من خشب الصنوبر، والذي كان يعتقد أنه وضع على الأرض لمساعدة القبطان على إبقاء السفينة مغلقة، وقد تجاهلها كلياً المتحف البريطاني على مدى أربعة عقود.

Email