قصة مصرية عملت بدار أيتام في السعودية 18 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 18 عاماً قضتها هدى محمد عطا الله، كأم بديلة  بدار الأيتام في الرياض، وخلال هذه السنوات حضنت 8 أطفال، ومن ثم 6 بنات، وبعد أن كبر الأولاد حضنت بعدهم فتيات في سن المتوسط والثانوي. اليوم عادت هدى إلى السعودية لتلتقي بهم مجدداً بعد أن غادرتهم منذ عامين ونصف العام.

خريجة المعهد التجاري، قسم الحاسب، أوضحت " أن عملها كحاضنة كان أول عمل تقوم به في حياتها، وجاءت للمملكة وهي تعرف أنها ستعمل في الدار كحاضنة، ولكنها عندما عرفت نوع العمل "تحمست له كثيراً، ووجدت ألفة بيني وبين الأولاد بالدار، لم يكن لون البشرة عائقاً بيني وبينهم". 

وعن شعورها بعد أن قابلت أبناءها بالدار بعد غياب، قالت: "لا أستطيع وصف شعوري، حتى إنني لا أعلم كيف وصلت ومن أي الطرق، كان كل همي أن أراهم فقط، ومشتاقة لهم كثيراً، وكانت عيني عليهم جميعاً، وكنت أبكي وأريد أن أحضنهم جميعاً".

 وأضافت: "قابلتهم جميعاً، وقابلت لحد اليوم 10 منهم، وما زال البقية يتواصلون معي لكي نلتقي، خاصة أن زيارتي جاءت مفاجأة وبدون تنسيق".

وقالت هدى إنها لم تجد صعوبات تذكر أثناء تربية الأبناء، خاصة مع عددهم الكبير، وذكرت أنه مع إخلاص النية والعمل بما يرضي الله فلن تجد الأم صعوبة أبداً، أما التلون والتمثيل فحتماً ستجد الأم صعوبات تواجهها. وأضافت أنها قامت بتربيتهم كما أولادها، ولم تكن تفرق بينهم في أي من متطلباتهم.

وأضافت هدى: "كنت مقيمة بالدار، وأسافر لبلدي كل 3 سنوات، دوري كان يقوم على تربية الأطفال، وتعريفهم على الأخلاق والقيم، والصح من الخطأ، وتعليمهم النظافة والصلاة والأدب والاحترام ومراجعة الدروس، وتقوم بكل ما تقوم به الأم". وأوضحت أنها كانت تتناقش مع الجميع، وعودتهم على الصراحة وإبداء الرأي.

وحول أعمار الأطفال بالحضانة، قالت: الأولاد تبدأ حضانتهم من سن عامين إلى سن ست سنوات ودخولهم للمدرسة، وبعدها يتم فصلهم وينضمون للأولاد، بينما البنات يبقين معها، وجميعهم اليوم بالجامعات، والتواصل معهم لم ينقطع.

وحول عائلتها بمصر، ذكرت أن لديها 3 أبناء وهم كبار الآن، اثنان منهم تزوجا، ولد وبنت، وثمة بنت تكمل دراستها الجامعية: "لدي حفيدان للآن". وعن تربيتهم أثناء عملها بالمملكة قالت: "كنت متواصلة معهم بالتلفون، وربي سخر لي عمتهم التي اعتنت بهم في فترة غيابي عنهم، ورعتهم بنفس طريقة تعاملي معهم ومع أبنائي بالدار".

وعن تواصل أبنائها في مصر مع أبنائها هنا قالت: "كلهم عندي سواسية، وبينهم تواصل دائم، وكلما اتصل بي أحدهم أقول لهم أخوكم أو أختكم اتصل، وأعاملهم جميعا بنفس التعامل". وهي تعتبر الصور توثيقاً وذكريات، وكانت تحرص على توثيق اللحظات مع الأولاد والبنات منذ بداية حضانتهم.

 

Email