في اليوم الثامن لمهرجان المسرح العربي

«الخريف» عنيف .. و«خلطة السعادة» تأملية

■ مشهد درامي من مسرحية الخريف البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمل العرض المسرحي الأول «الخريف» للمخرج صميم حسب الله من العراق، في اليوم الثامن لفعاليات مهرجان المسرح العربي بوهران، جرعة عالية من العنف ووحشية التعذيب، بينما حمل العرض المصري الثاني «الخلطة السحرية للسعادة» جانباً استعراضياً جمع بين الغناء والرقص والكوميديا.

خوف الداخل

وتعرّف الجمهور لدى توجهه لحضور «الخريف» على كاتدرائية وهران الأثرية التي تحولت إلى مكتبة وقاعة تم تقديم العرض في ساحتها الداخلية بين الأقواس والقباب الرومانية الطراز. وتناول العرض الذي يبدأ بالعنف وأصوات التعذيب، منظومة الحروب الطائفية، ومنها يدخل إلى عقول من عاشوا تلك العذابات بعدما أصبح الحاضر ماضياً.

ليدرك المتفرج أن تقدمهم بالعمر لم يساعد على نزع خوفهم الداخلي ممن حولهم، ومن فكرة احتمال وجود القاتل وجلادهم بينهم. وينتهي العرض بمساءلة الجمهور الذي بقي صامتاً. ودفعت الجرعة العالية من قسوة العرض نسبة كبيرة من الجمهور إلى الانسحاب منذ البداية.

وصفة السعادة

وتابع المتفرج في قاعة «عبدالقادر علولة» مسرحية الخلطة السحرية للسعادة للمخرج المصري شادي الدالي، الذي تناول في بحث أبطاله عن وصفة السعادة شرائح مختلفة من المجتمع، ممن نجحوا في تحقيق مكانة خاصة بهم، سواء على مستوى المال أو المنصب أو محاباة الآخرين، وحتى من يعيش في عالمه الافتراضي عبر تقنيات التواصل الاجتماعي، وحملت سينوغرافيا العرض وفي مقدمتها الديكور المتعدد المستويات والأبعاد، مساحة للانتقال بين العوالم الداخلية للشخصيات.

أما المشهد الذي شكل ومضة من الإبداع في الربط بين السرد والصورة البصرية، فكان عندما يتحدث الخبير في مقدمة المسرح مع الشاب الذي استغرق في عالمه الافتراضي، ليبني علاقات عاطفية دون خوف من الرفض، وتناولت ندوة الأمس بمشاركة عدد من الباحثين والنقاد والكتّاب مسيرة شهيد المسرح الجزائري عبدالقادر علولة الذي اغتاله الإرهاب عام 1994.

Email