تولستوي تعلّم العربية وصلّى في الشيشان

■ لوحة تصور تولستوي منهمكاً في القراءة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت وسائل إعلام روسية أخيراً، رواية تقول إن الكاتب الروسي ليف نيكالايفيتش تولستوي اعتنق الإسلام في آخر حياته، وأنه تعلم العربية وصلى في الشيشان، والجدل بهذا الخصوص لا يزال مستمراً.

فأين تكمن الأفكار الإنسانية لليف نيكالايفيتش تولستوي؟ وإلى أي مدى تعتبر هذه الأفكار حيوية وفعّالة في أيامنا هذه، وكيف يمكنها أن تكون مسموعة بالنسبة لإنسان القرن الواحد والعشرين، فمعتقدات تولستوي الاجتماعية والفلسفية والأخلاقية والدينية، ونزعته الروحية لا تزال تحظى باهتمام كبير، وتدور حولها نقاشات عاصفة، وضارية أحياناً.

تجربة فريدة

نشأته يتيم الأبوين جعلته يولي الأطفال اهتماماً كبيراً ويعتني بتعليمهم فيما بعد. حيث فرغ الكثير من وقته وجهده لهم، وتعد تجربته في مجال التربية تجربة فريدة تستحق التأمل.وقد كان في سن الثالثة والعشرين من عمره عندما جاء إلى الشيشان كتب أول كتاب له عام 1851م وكان حول ذكريات طفولته تحت عنوان «الطفولة» وانعكس تأثره بطراز وأسلوب حياة الشعب القفقاسي في روايتيه «الحاج مراد» و«الكازاك»، انغمس على الفور في صميم حياة الشيشانيين وكان لديه أصدقاء بينهم.

لقد كتب تولستوي في دفتر مذكراته بعد أسبوعين من وصوله إلى الشيشان هذه العبارات «لقد رعتني يد الله عز وجل، إنني على يقين جداً، بأنه لن يحدث لي هنا مكروه، وكل شيء لي سيكون بخير، لأن ذلك هو نصيبي وتلك هي إرادة الله».

ولما شارف على الخمسين من عمره حدث تغيّر كبير في حياته، وحدث له انقلاب روحي هائل لم يستطع النقاد تفسيره، فاهتم بتراث الشرق، كما بلغ إعجاب تولستوي بالنبي الكريم محمد وبسيرته، ما جعله يفكر في إعداد طبعات شعبية لكتاب يتناول حياة الرسول، كذلك فكر في إعداد كتيب مختصر عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله للأطفال الروس. يقول: «ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة». وبعض الباحثين الروس يقولون إن هناك احتمال قوي بأنه اعتنق الإسلام، وذلك حسب رأي مترجمة القرآن إلى الروسية فاليريا بروخافا.

Email