لوحات فنسنت حافظ مرآة لواقع عمارة المدينة بحلوها ومرها

إيقاع ونغم في حروفية «خلطات خرسانية»

كثافة ازدحام العمارة برؤية تجمع بين النقد وجمالية الفن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس جداريات الحروفية في معرض «خلطات خرسانية» لفنان الشوارع الفرنسي الشاب فنسنت عبادي حافظ المقام في غاليري «ذا ماين» بمنطقة القوز الصناعية في دبي، عودته غير المباشرة إلى أصول سلالته الغجرية الإسبانية، والذي يتجلى فيها اعتماده الحرف العربي في تشكيل لوحاته التي تداخل في البعض منها الحرف اللاتيني وغيره.

وتكمن خصوصية وجمالية لوحات معرضه، الذي يستمر حتى 9 فبراير المقبل، في تعدد أبعادها التي أبرزها فتح آفاق مخيلة الزائر ليرى فيها ما يختلف عن رؤية الآخرين، وهو العنصر الشيّق الذي يميّز نخبة من الفنانين عن غيرهم سواء من اعتمدوا الأسلوب التجريبي، كما في هذا المعرض أو الأساليب الفنية بين الانطباعي والتعبيري وصولاً إلى المفاهيمي والتركيبي.

منظور إنساني

وما يميز أسلوب حافظ عن غيره من فناني الحروفيات، هو ربطه لتكوينات مجرى الحروف برؤية معمارية معاصرة للمدنية من خلال منظور إنساني، والذي يتجلى في عدد من لوحاته برؤية نقدية، إيجابية تارة كما في لوحته «المدينة» المستلهمة من جمالية عمارة الأبراج في دبي، وتارة سلبية تعكس هيمنة قسوة الكونكريت على المدن.

كما يستوقف الزائر لوحتان جمعتا بين الإيقاع والنغم، ليبني إيقاع كل منهما من خامة الخشب المستهلك، يرافقه النغم بانسيابية نوتات الحروف وميلانها والتفافها حول نفسها. ويشكل فيما بينهما مشهداً بانورامياً، إما لمدينة مزدحمة بالبنيان أو نغم حروفيات تزين أعمدة كالأقلام تتنافس طلباً للرفعة والعُلا.

أن أكون

ويقدم في لوحته الثانية القريبة من الأعمال الثلاثية الأبعاد مفهوماً مختلفاً للتعامل مع العنصر نفسه، حيث تتجمع بتراص أسطح الخشب المنحنية المنقوشة بالحروفيات، لتبدو كما لو أنها مجلدات لكتب ضخمة من الزمن القديم أو ربما كما رآها حافظ «حريتي أن أكون كما لا يريدونني أن أكون».

وما يزيد من القيمة الجمالية للوحاته تعامله مع عناصر ومواد تعزز من جمالية أو بعد مشهده الفني، كاستخدام الإسمنت في عدد من اللوحات التي تبين ازدحام المدن بالكونكريت، أو خام الخشب الذي يأخذ حروفيات اللوحة لبعد ومفهوم آخر يرتبط بالمعرفة والفكر.

2 ديسمبر

كما شارك حافظ في مشروع جداريات «2 ديسمبر»، الذي نظمه «براند دبي» الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالتعاون مع بلدية دبي، وذلك بجدارية على إحدى واجهات فندق «تشيلسي» البالغ ارتفاعها تسعة أدوار، وبأسلوب لوحات معرضه إنما بعمق أكبر للأبعاد وحيوية أكثر في الألوان.

هوية

يقول فنسنت حافظ خلال لقائه مع «البيان» عن كيفية وصوله إلى الخط العربي ليكون جزءاً من هوية جدارياته: «تواصلت خلال مشاركتي وفي الوقت نفسه تنظيمي للعديد من ورش العمل الفنية، بالعديد من زملائي الفنانين المغاربة والذين من خلالهم تعرفت على الخط العربي الذي استوقفني بجمالياته من ليونة انسيابيته أحياناًـ وصرامة حدته في أحيان أخرى.

وبدأت المشاركة في الورش المرتبطة بالخط العربي حتى أتقنت رسم حروفه».

Email