النقاد أشادوا بعمل رولينغ الإبداعي الجديد

مسرحية هاري بوتر الأولى تتفوق على أفلامه

لقطة من مسرحية هاري بوتر الجديدة ــ أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غص مسرح «ثيترلاند» في لندن بالجمهور الذي توافد زرافات ووحدانا لحضور مسرحية «هاري بوتر والطفل الملعون» من فصلين، وليتعرف إلى بوتر الجديد، في عمل يقول النقاد إنه أفضل من أي فيلم من أفلام «بوتر»، التي تدفع بها المؤثرات الخاصة، في التقاطه لإحساس الروائية جيه كي رولينغ، ويعرف عن رولينغ أنها لا تحسن الإيجاز، فبعض كتبها يتجاوز الـ700 صفحة، وهذا شأن سيناريو مسرحية كتابها الثامن والأخير من سلسلة روايات هاري بوتر، التي يمتد لأكثر من أربع ساعات ونصف الساعة.

تكرار

مواضيع المسرحية هي نفسها مواضيع رولينغ الكلاسيكية: الصداقة والحب والشر والانتقام، حيث يلقى الماضي بظلاله الكئيبة على المسرحية. فقد مضى 19 عاماً منذ أن رأينا هاري بوتر وزوجته جيني اللذين أنجبا ثلاثة أطفال، حيث نتعرف فقط إلى نجليهما الأصغر سناً، ألبوس سيفيروس بوتر، الذي أسمياه تيمنا بناظر المدرسة الراحل «البوس دمبلدور»، ومعلم الوصفات السحرية سيفيروس سنايب، ونعلم أن ألبوس ليس سعيداً في كونه نجل الساحر المشهور، ويخوض صراعاً مع والده، الذي يمضي كعادته في محاربة عالم السحر الأسود.

تعقيد

«القصة على درجة من التعقيد»، هكذا تصف الناقدة الأدبية في صحيفة «تايمز» آن ترينمان المسرحية، التي وجدت فيها نفسها أمام نص لتشارلز ديكنز، إنما في عالم من السحر، ويقول بن برانتلي من صحيفة «نيويورك تايمز» إنه كان على المسرحية أن تسير عكس ذكريات القراء الصغار الذين كبروا مع هاري بوتر، وتتلاعب على الزمن، وتعيد سرد الحبكة بخيارات متعددة، لتفتح أمام معجبي بوتر الكثير من الأشياء المحتملة والدروب المفتوحة للشخصيات التي يعرفونها جيدا، والجديدة في الرواية.

ويستمر أبطال الرواية السابقون الذين نجوا في رواية بوتر الأخيرة «هاري بوتر والأقداس المهلكة» في أدوارهم، بحيث يبدو المشهد الأول في المسرحية أنه يتدفق من صفحات هذا الكتاب الأخيرة.

فقد أصبح هاري على حافة منتصف العمر، وهو يقف مع زوجته جيني في محطة قطار «كينغز كروس» في لندن يشاهدان اثنين من أبنائهما، جيمس والبوس، ينطلقان إلى أكاديمية هاغوارتز. ستكون السنة الأولى لالبوس مثيرة للقلق، ومثل أبيه فهو متفاخر وشائك وحساس.

الرفاق القدامى

وينضم إلى هاري رفاقه القدامى وحلفاؤه في الحرب ضد الظلام، رون ويزلي والتلميذة المجتهدة هيرموني غرانجر التي تقوم بدورها ممثلة سوداء، وقد تزوجت ولديها فتاة تتجه إلى هاغورتز ايضاً، اسمها روز. أما منافس هاري السابق درايكو مالفوي فلديه ابن اسمه سكوربيوس، قادم جديد إلى هاغورتز. ويبدو نجلا الخصمين السابقين في طريقهما ليصبحا أفضل صديقين، إلى جانب الفتاة الشابة بشعرها ذات الأطراف الزرق دلفي ديغوري. وهذا الثلاثي سيبرهن على كونه خطر على العالم بأسره. وتشكل العلاقات مشحونة بالتوتر بين الآباء وذريتهم صلب المسرحية ومضمونها.

فمن هو هذا الطفل الملعون يا ترى؟ كثير من الشخصيات قد تلائم هذا الوصف، وكما في الروايات التي سبقتها، فإن «الطفل الملعون» مليء بحبكات تتحدى دروس الحياة وتغوص في قلق الأنا المعذبة لمرحلة المراهقة.

تعاون

وسبق لكاتب السيناريو جاك ثورن والمخرج جون تيفاني ومصممة المسرح كريستي جونز أن تعاونوا سابقاً على مسرحية مصاصي دماء مخيفة للمراهقين، وباتوا بالتالي خبراء في رسم التقاطع بين الأشياء الغريبة والأشياء العادية. والى جانب فريق كامل من الممثلين ومصممي الأزياء والإضاءة، تقول بنتلي إن التقمص العاطفي كان السحر الذي مورس بشكل مؤثر ومسل في مسرحية «هاري بوتر والطفل الملعون».

يستمر عرض المسرحية حتى مايو المقبل، ويشمل طاقم العمل 42 ممثلا، ويقوم بدور هاري الممثل جيمي باركر، ودور جيني الممثلة بوبي ميلر، وبدور البوس الممثل سام كليمت.

استعادة

يقول النقاد إن طاقم المسرحية استحضر عالم كتب رولينغ بخفة ودقة وأحياناً برعب صارخ، إذ ينقلب المسرح رأساً على عقب، ويعاد رسمه أحياناً من أجل تنفيذ خدعة بصرية واحدة. فتظهر عباءة التخفي لهاري وتختفي، وتحوم كائنات «الديمنتورز» المخيفة التي تمتص السعادة من البشر.

Email