معرض أزياء يفتتح 2017 بعد انتظار 72 عاماً

الموضة تقتحم متحف الفن الحديث

■ إقبال على معروضات الأزياء في معهد الأزياء بمتحف متروبوليتان

ت + ت - الحجم الطبيعي

صار وجود الموضة في المتاحف، وهو موضوع يعد، من الناحية التقليدية، مسألة قابلة للأخذ والرد من حيث التساؤل: هل الأزياء فن؟ بمثابة نزعة في السنوات الأخيرة، أخذاً بعين الاعتبار النجاح المذهل الذي حققه معهد الأزياء في متحف متروبوليتان، والإقبال الشديد عليه، والاهتمام الذي حظي به حفل الافتتاح..

فضلاً عن ما تظهره الدعايات المتنوعة الأصغر، كعرض مجموعة «إيريس فان هيربن» بمتحف هاي في أتلانتا. لذلك ربما لا ينبغي أن يكون انضمام متحف الفن الحديث بنيويورك لذلك الركب بمثابة مفاجأة كبيرة، عدا أن الأمر استغرق 72 عاماً ليحدث.

تعزيزات موسعة

شرع متحف الفن الحديث، أخيراً، في تعزيزات موسعة بالنسبة إلى موضوع «هل الموضة حديثة؟»، في محاولة لإظهار وعرض الملابس التي تمثلنا، ومن المقرر افتتاحه في شهر ديسمبر من عام 2017. ومن شأن المعرض أن يكون الأول والأكبر للمتحف من جهة تكريسه للأثواب..

وذلك منذ عام 1944، حينما أشرف المهندس المعماري والمصمم برنارد رادوفيسكي على معرض«هل الملابس حديثة؟»، وكان ذلك بمثابة نظرة فاحصة على الاتجاهات السائدة في ذلك الوقت ووصفه المتحف بأنه «ليس عرضاً للأزياء بأي معنى»، بل محاولة لـ«تشجيع التفكير الإبداعي حول مشكلات الملابس الحديثة».

وأوضحت باولا أنتونيلي كبيرة الأمناء في قسم الهندسة المعمارية والتصميم بمتحف الفن الحديث، وهي الشخصية التي تقف وراء المعرض المقبل، أن المتحف يدرس الأمور دائماً على مهل.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنه قد جرى نشر إعلان عن المعرض في مدونة المتحف، ودونت أنتونيلي: «إن متحف الفن الحديث له تاريخ ذو خاصية فردية من ناحية جمع التحف، إلا أن عرض الأزياء يأتي من قبيل المبالغة الأنيقة».

ومن الناحية التاريخية، اختار المتحف، بتروٍ، تجنب وجود الموضة في صالات عرضه، أو مستودعاته، خشية تلك المصطلحات المناهضة للحداثة، التي غالباً ما يتم الاستهزاء بها، كسريع الزوال، وموسمي، ويساير الموضة.

لحظات هامة

لقد نشأت فكرة المعرض بالتعاون مع مدير متحف الفن الحديث، غلين لوري، الذي لاحظ انتقاء أنتونيلي للملابس لأجل المجموعة الدائمة، مثل قميص أبيض، ليدرك استحالة سرد قصة التصميم الحديث كاملة دون الأخذ في الحسبان بعض «اللحظات الهامة للغاية والمرتبطة بالموضة».

وعلى نحو تقليدي، من جهة تأويلات المتحف، ركزت تلك اللحظات على نوع من العناصر التي يحبذ عالم الموضة مراعاتها في نسخته الفنية، كفساتين الأزياء الراقية الفريدة التي تستغرق مئات الساعات لخياطتها. لكن سيتمثل تركيز متحف الفن الحديث بما وصفته القيمة الفنية باولا أنتونيلي بـ «عناصر من الأزياء تكون بمثابة نافذة على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم خلال الأعوام المئة الماضية».

وبحسب باولا، فإن طاقم المتحف يعلم الكثير عن التصميم، ولكن ليست لديه المعرفة العلمية بالأزياء. وذلك في جانب منه هو السبب وراء قرار المتحف بالبدء في مناقشة المعرض قبل أكثر من سنة من افتتاحه. وقد تم حشد مجلس استشاري يتألف من 14 اختصاصياً في مجال الأزياء، من بينهم بيني مارتن من مجلة «جنتل وومن»، ومؤسس «هود باي إير» شاين أوليفر.

علماً بأنه قد جرى عقد ندوة مطولة، أخيراً، لبدء مناقشة العناصر المؤهلة لإدراجها في المجموعة.

350

ينظر المعرض، حالياً، في نحو 350 عنصراً من الأزياء، أملاً بعرض 99 منها في المعرض المرتقب. وعلى الرغم من أن النقاش يمكن أن يبدأ الآن، فإن كل ذلك يخدم الإجابة عن سؤال واحد حاسم، وهو: هل المتحف مكان لعرض الأزياء؟ لقد آن الأوان ليكبح الجميع غضبهم الشديد حول تلك المسألة، إذ يبدو أن مجموعة كبيرة من المؤسسات الكبرى تتفق على ذلك، وبالتالي فإن الجواب هو «نعم».

Email