عدوى الصحافة الصفراء تنتقل إلى التلفزيون

النجوم على الشاشات أفعال خارج المألوف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أمور تحدث خارج المألوف ومفردات خادشة للحياء بدأت تقتحم برامج التلفزيون العائلية بحجة «العفوية».

فتظهر الفنانة سيرين عبد النور توهي تجري اختبار الحمل على الهواء في برنامجها «بلا حدود» وتكتشف أنها ليست حاملاً، وتنتابها لمسة من الحزن. تتحدث مع زوجها عبر الهاتف، وتضعه على مكبر الصوت وتخبره بنتيجة الاختبار السلبي، والفنانة نيللي كريم تتخلى عن براءتها في برنامج «هيدا حكي» لتتحدث مع الإعلامي عادل كرم بشكل لم يعتد الجمهور عليه.

حيث تبادلا الأحاديث حول عدة مفردات مختلفة بين مصر ولبنان ولكنها تحمل معاني خادشة للحياء، إضافة إلى النجمات اللاتي يستضيفهن البرنامج ونستمع خلال حوارهن إلى العديد من الألفاظ والمفردات غير المتوقعة، كل ذلك يحدث تحت شعار العفوية الذي يتذرعن به.

الحرية غير المسؤولة

أبدى الملحن إبراهيم جمعة تعجبه من هذه التصرفات التي يقوم بها بعض النجوم، والتي تنم عن عدم الوعي الاجتماعي والثقافي، مشيراً إلى أن الفنان من المفترض أن يكون صورة منيرة لمجتمعه الذي يحافظ على العادات والتقاليد.

يقول جمعة: أنا مع الحرية الإيجابية والتطور ومواكبة العصر ولكني في الوقت نفسه ضد الحرية السلبية المسيئة، فما يقوم به هؤلاء النجوم محاولة للفت الأنظار نابعة من استهتار غير أخلاقي، فلا أستطيع فهم فكرة أن تُقبّل الفنانة زوجها وتنشر صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى بعض البرامج التي تعبر عن ثقافات مغايرة لثقافتنا العربية.

ويضيف: أنا فنان من الإمارات أحرص حينما أكون خارج بلادي أن أكون صورة مشرفة، فالحرية ليست مجرد تعبير نتفاخر به، وإنما هي كلمة تحمل معاني عميقة ومسؤولية يجب أن نكون على قدرها.

التلفزيون الأصفر

ويقول الناقد الفني بشار إبراهيم: من المؤسف أن نوعاً من «التلفزيون الأصفر» يأخذ في الانتشار في عالم الاستسهال التواصلي إلى درجة الاستخفاف، ويصبح نوعاً من «صحافة صفراء» مرئية مسموعة، تبحث عن المثير والمغري واللعب على الغرائز، ومباغتة توقعات المشاهد بمواقف تحدث ضجات تتحول جاذبة للجمهور بأثر رجعي، وتستكمل عملها بمشاهدات مقصودة بذاتها، تحت ذريعة العفوية.

ويضيف: تدلّ بعض الوقائع التي نراها على شاشات التلفزيون إلى مدى الخلط ما بين التعامل من منطق «تلفزيون الواقع» الذي يعاين الواقع من دون أيّ رتوش، ومنطق «كسر الإيهام» من حيث اختراق الجدار الرابع والخروج من الحالة التمثيلية، وتناقض هذه المذاهب الفنية مع ادعاءات العفوية التي يقوم البعض بها في خليط هجين، غالباً ما يفضي إلى الفوضى، والخروج عن حال السيطرة.

نهم

على رغم أن النهم والفضول اللذين يغذيهما التلفزيون، كما الكثير من وسائل الاتصال الحديثة، يدفعان بعناد نحو اقتراحات تبحث عن غير المألوف، وغير المطروق، ومنها تمثيل العفوية، أملاً في جذب المزيد من الجمهور، إلا أن هذه الاقتراحات ذاتها تقود كثيراً إلى مواقف ينبغي التنبه لها، والحذر منها، فليست العفوية من مهمات التلفزيون، ولا من مهمات الفن.

Email