منصة المهرجان لدعم المشاريع الإماراتية الواعدة

«السوق الموسمي».. تراث يغازل المعاصرة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كل 10 خطوات نخطوها نحو الحداثة في ظل التطور الذي نعيشه على كافة المستويات في حياتنا اليومية، نخطو مثلهن نحو الماضي وعراقة التراث الذي لا يزال يشغل حيزاً خاصاً في قلب كل منا لنخلد له كلما أصبنا بصخب التكنولوجيا.

وفي السوق الموسمي الذي أسدل ستاره أول من أمس على مشروعات إماراتية صاعدة وطموحة، أثبت التراث حضوره القوي في مهرجان دبي للتسوق حيث عانقت المنتجات المعروضة الأصالة بتصميمات وقصات عصرية أنيقة وجذابة تضم في الآن ذاته نفخات من الزي التراثي الشعبي.

دعم 

الشيخة ميثة وأختها الشيخة وفاء حشر بن مكتوم أرادتا أن تعيدا التراث إلى عالم الموضة بلمسات عصرية تحاكي أذواق شابات هذا الجيل عبر متجر "بي يو"، فاستوحت منه أزياء هجينة استوقفت عدداً من الزوار لجناحها في السوق الموسمي. ومن ضمن معروضاتها التي لاقت رواجاً كبيراً "البشت" المطرز بالخرز على أطرافه والذي أصبح أخيراً قطعة محببة وموجودة في خزانات بعض من الشابات وصيحة من صيحات الموضة للأجنبيات اللواتي يستهوين كل ما هو غريب ومختلف، لينتقل هذا التراث خارج الحدود.

وحول مشاركتهما في المهرجان، قالت الشيخة ميثة إن السوق الموسمي يشكل نقطة التقاء للمواهب الإماراتية الشابة والصاعدة ومنصة لدعم المشاريع الواعدة حيث يوفر لهم فرصة خاصة ومميزة لعرض أفكارهم ومنتجاتهم لأكبر عدد ممكن من الزوار في مكان استثنائي يحيط بأطول برج في العالم برج خليفة وفي قت مثالي تستقبل فيه دبي سنويا مئات الآلاف من الزوار.

ومنذ انطلاقته من ثلاث سنوات، فإن السوق الموسمي الذي أخذ من الهواء الطلق مساحة له ومن الخصار أرضاه حرص على دعم رواد الأعمال من الشباب والمشروعات الناشئة وفق ما ذكرت ميثة ليتيح لها المجال للتطور والمنافسة فالماركات العالمية الكبيرة ذات الشهر الواسعة ليست حاضرة في السوق الموسمي.

وللمرة الثالثة على التوالي، يشارك متجر "بي يو" في السوق الموسمي حيث يستقطب الأول نخبة من المصممات والمصممين الإماراتيين لتقديم الدعم والمساعدة لهم وتمكينهم من إبراز مواهبهم ومنتجاتهم بشكل لا يتعارض مع أعمالهم وانشغالاتهم اليومية. ويعد هذا السوق أيضاً فرصة للقاء كوكبة من المصممين والمبدعين حيث أشارت ميثة إلى أن تواجدها في السوق ساهم في انضمام مواهب جديدة لمتجرها، مؤكدة أن كل مشاركة تلهمها وأختها للخروج بأفكار جديدة والبحث عن ما هو مميز وملفت.

الاعتناء بالتفاصيل والأصالة هو ما يميز منتوجات "بي يو" فكل قطعة صممت لكي تكون مختلفة عن غيرها لتنسجم في الآن ذاته مع شخصية الزبون، والذي يعزز فكرة هذا السوق الذي فضّل أن يعرف عن نفسه بأنه مختلف عن المعتاد، محتضناً بين جنباته كل ما هو فريد وأصيل بحسب ما أوضحت ميثة.
أجواء عائلية مليئة بالطاقة الإيجابية والدفىء والمتعة سادت السوق الموسمي فعلى مدار سبعة أيام، شعر المصممون والفنانون الذين لا سقف لطموحاتهم أنهم أفراد أسرة واحدة فيما أضفت الفعاليات والعروض اليومية والموسيقى والمأكولات المتجولة و "سينما عقيل" أجواء من المرح  في رحاب المكان الذي تجتمع فيه أكثر من 80 علامة تجارية جديدة محلية وإقليمية لا تتوفر في أسواق التجزئة التقليدية.

رائحة من الماضي 

 

لا يكتمل الزي التراثي للمرأة الإماراتية إلا بوجود "البرقع" الذي يميز نساء الخليج فهو يرجع لقرون طويلة من الزمن وكان يشكل جزءاً من هوية المرأة قديماً في دولة الإمارات. "بعض الجدّات اليوم يرتدين البرقع لكن بعد زمن، لن يكون موجوداً وسيندثر من ذاكرة أحفادنا موروث أصيل".. بهذه الكلمات لخصت الإماراتية هيام أنيف حسن السبب وراء تأسيس متجرها "ساتمي" والذي تقوم فكرته على الاحتفاظ بالبرقع اليدوي الصنع في إطارات خاصة يمكن تعليقها في المنزل وغيرها من الأماكن ليبقى حاضراً في أذهان الأجيال القادمة.

ولإعادة إحيائه ودمجه في حياة الفتيات والسيدات اليومية بنكه أجنبية معاصرة، أدخلت هيام البرقع إلى القمصان بألوان وتصاميم مختلفة بعضها مطرز وبرّاق وبعضها الآخر بسيط لتناسب جميع الاذواق.

"البرقع" لا يحمل رائحة من الماضي فقط لأبناء الإمارات بل أيضاً للمقيمين على أرضها لأعوام طويلة من الأجانب حيث كانوا من أوائل المقتنين له للاحتفاظ بذكرى ثمينة من الدولة لدى عوتهم إلى بلادهم وفق ما ذكرت هيام.

وبحسب هيام، فإن هذا الحدث الذي ينتظره العالم في هذا الوقت من كل عام فرصة هامة لتشجيع المشروعات الإماراتية الناشئة ودفعها للارتقاء على الخطوات الأولى لسلم النجاح.

الاحتكاك بالزوار بشكل مباشر والتعرف على آرائهم وتعليقاتهم أسعد هيام طيلة أيام السوق الموسمي بمهرجان دبي للتسوق والتي بينّت أنها تأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار في منتجاتها المستقبلية.

جرافيتي

لأن دبي تريد أن تصل للناس بدل أن يصلوا إليها مكونة جسر ثقافي يربط مختلف الثقافات والجنسيات بعضهم البعض، فإن الفن بشموليته هو أقدر وسيلة  لتحقيق ذلك خصوصاً في مهرجان دبي للتسوق حيث تستقطب دبي عداً كبيراً من الزوار سواء من دول الخليج أو العالم العربي أو الغربي. ومن وحي عروض الأزياء المتجولة التي تعتبر حدثاً بارزاً من فعاليات  المهرجان، زينت أنامل ثلاثة شابات جدران وافي مول بلوحات فنية تجسد الخليط الثقافي الذي تعيشه دبي.

ونظراً لتعلقها بتراث دولة الإمارات الذي يزخر بالكنوز، اختارت الفنانة إبراهيم المرأة الإماراتية بثوبها التراثي مع "البرقع" موضوعاً للوحتها الجدارية للاحتفاء بأصالة هذا التراث، مشيرة إلى ان "البرقع" يثير تساؤلات كثيرين من الأجانب الذين يشاهدونه للمرة الأولى غذ ينتابهم الفضول لمعرفة دلالة ارتدائه لدى المرأة الإماراتية.

وقالت: "الجداريات المعروضة تضيف الجمال إلى متعة التسوق والمهرجان يودع دورته الـ21. وتدعوتهم لأخذ استراحة فنية من التسوق تخاطب الجمال وحس الإبداع لديهم."

خط عربي

في نفخة من نفخات الأصالة التي تملأ أركان المهرجان، تجلّت جماليات الخط العربي في عيون زواره من العرب والأجانب حيث استمتعوا بالحصول على أسمائهم مكتوبة باللغة العربية، مما السياح أقرب إلى الفن العربي الأصيل الذي يشهد على حضارة عمرها مئات السنين.

فن البرج

أينما توجه نظرك في حديقة البرج، تلتقي عيونك ببرج خليفة فهو بروعة تصميمه ودقة هندسته وعلو ارتفاعه شاهد على استحواذ دبي لأنظار العالم. وأمام البرج الذي يصل ارتفاعه إلى  2716,5  قدماً وعلى بعد أمتار قليلة من النافورة الراقصة، تجّلى نوع آخر من الفنون كان فيه البرج عنصراً ثابتاً في حين تغيرت العناصر المحيطة به، لتشكل بصمات لا تنسى لكل من مر من هذا المكان، حيث قام العارضون في السوق بوضع نماذج من منتجاتهم أمام أو بجانب برج خليفة في مشهد فني مختلف يغازل برج خليفة ويروج لمنتجات العارضين في الوقت نفسه فتارة يظهر البرج وبجانبه قرط ذهبي يستمد ألوانه من الأول وتارة أخرى يظهر البرج وعلى يساره دمى يدوية الصنع وتارة أخرى يظهر البرج وكأنه يرتدي نظارات شمسية، مما يعكس حفاوة الأجواء ورح الأبداع المنتشرة في المكان.

Email