معرض مشترك جمع إبداعات نجاة مكي وتاج السر حسن

«وشائج».. حوار فني يرسمه اللون ويحكيه الحرف

■ محمد المر وحبيب الصايغ والفنانون في المعرض | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أجمل ذلك الحوار، الذي عزفت فيه الألوان والحروف على وقع الشعر، وتناغم فيه الخط مع الرسم في لوحات فنية ساحرة، تحكي كل منها حكاية، وتأخذ المتلقي في رحلة مملوءة بالمشاعر والانفعالات، لتحط به في بيوت الشهداء تارة، وعلى عتبات الوطن تارة أخرى، وتصحبه معها «فوق أفق البحر»، أو تغمره «في سكون الأحلام»، لتكون كـ«الهوى أيامه كنقطة عطر».

هذا ما يحمله «وشائج» بين ثناياه، المعرض الفني الذي افتتحه الأديب محمد المر مساء أول من أمس في مؤسسة العويس الثقافية، بحضور الدكتور محمد المطوع الأمين العام للمؤسسة، وحبيب الصايغ رئيس اتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات، وجمع من أهل الثقافة والفن والأدب.

روائع الثقافة

إبداعات فنية حملت لمسات الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، ومبدع الخط العربي تاج السر حسن، في معرض مشترك تماهى فيه الشعر المنتقى لعدد من الشعراء الإماراتيين بكل أناقة، مع الألوان والرسومات والخطوط، لتكتمل اللوحة وتصبح مشهداً ثقافياً بحد ذاتها، فروائع الثقافة تعانق بعضها بعضاً، والمشاعر تزداد وهجاً مع بريق اللون وتمايل الخط.

وتحتضن اللوحات مجموعة من أجمل الأبيات الشعرية لكل من سلطان بن علي العويس، وراشد شرار، وصالحة غابش، وإبراهيم الهاشمي، وخالد البدور، وعلي الخوار، وإبراهيم محمد إبراهيم، ومبارك العقيلي، وعوشة بنت خليفة السويدي.

علاقة وثيقة

«البيان» التقت الفنانة نجاة مكي لتؤكد أن العلاقة الوثيقة التي تجمعها بالفنان تاج السر حسن، وفهم كل منهما للأسلوب الفني للآخر، استحضرا فكرة المعرض وثيمته، وقالت: انتقينا مجموعة من الأشعار بعناية، بما يتوافق مع عنوان المعرض «وشائج»، إذ كنا نبحث عن معانٍ تعزز مفهوم الترابط والتآلف، لا سيما في وقتنا الحالي، كما ركزنا على الأشعار الخاصة بالوطن وبالشهيد.

ولفتت مكي إلى أن العمل على المعرض استغرق عاماً تقريباً، وقالت: استفدت كثيراً من تجربتي مع هذا الفنان القدير، وحين تمتزج الكلمة مع الصورة فالفن يكون في أرقى وأجمل حالاته. وعبَّر تاج السر حسن عن سعادته بـ«وشائج» وقال: تربطني علاقة قديمة ووثيقة بالفنانة نجاة مكي صاحبة الفكرة، وبدأنا بكلمات الشاعرة صالحة غابش، حتى رأينا توسيع الفكرة، لنضيف أسماء أخرى...

وقررنا وقتها الاحتفاء بأشعار المبدع سلطان بن علي العويس، الذي استحضرت لوحاتنا بعض أشعاره، إضافة إلى مجموعة من أهم الشعراء. ولفت تاج السر إلى أن اختيار «وشائج» كعنوان، نابع من العلاقة بين الثلاثي الذي تجسده الكلمة في علاقتها مع اللون والخط، إضافة إلى المعنى الأكبر المتجسد في تلاقي الأرواح.

عناق الشهداء

وبمجرد دخولك المعرض، تستقبلك لوحات تقف احتراماً وتبجيلاً للشهداء، تحمل كلمات صافحت دماءهم النقية، وعانقت أرواحهم، فتجلت فيها أسمى معاني الحب والتقدير لهم ولأسرهم، وعبارات تدلَّت كعناقيد العنب بكل أناقة منها «النجوم المنيرة في سما هالوطن.. عنهم القول وقف وجف المداد.. ذكرهم دوم باقي في كتاب الزمن»، وغيرها.

السرد مرئياً

لا تقتلني مرتين

تواصلت فعاليات ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي مساء أول من أمس في مقر مؤسسة العويس الثقافية، بجلسة حملت عنوان «السرد مرئياً.. أخذ أم تفاعل»، أدارها الكاتب والمسرحي عبدالإله عبدالقادر..

وقدمت فيها الدكتور أنيسة السعدون من البحرين بحثاً بعنوان «السرد مرئيًّا: بنية الشكل وجدل التفاعل.. رواية»أغنية أ.ص الأولى«نموذجًا»، رصدت فيه وجوه العلاقة الجدليّة بين السرد الروائيّ والسرد السينمائيّ، على اعتبار أنّ الرواية مادّة مُلهمة للسينما تغذّيها وتترجم ما تطمح إلى تصويره من موجودات وتصوّرات واتّجاهات فكريّة وجماليّات فنّيّة لها عميق الأثر في التجربة البشريّة، وتناولت فيه تقنيّة اللّغة، وفنّيّات الكتابة وما تتضمّنه من مقوّمات.

خلال جلسة السرد قدم الدكتور رسول محمد رسول من العراق بحثاً بعنوان «البنى المرئية في السرد المتخيل.. قراءة في رواية (لا تقتلني مرتين) لأسماء الزرعوني».. حيث تناول في قراءته البنى المرآوية التي سردتها الزرعوني وهي الحلم، والأثير الضوئي، وأثير وسائل التواصل الجديدة، والكتابة، لافتاً إلى أن تجربتها وظفت المرئي بسجية تلقائية، دون تبطِّر أو إذعان أو قسر..

وتلك فضيلة هذه الرواية التي لم تسقط في فخ اختلال التوازن بين المبنيين، إضافة إلى أن تسريد المرئي في هذه التجربة جاء منسجماً، وعلى نحو متكامل ما حافظ على الانسجام الداخلي بين المبنيين. كما عرض فيلم (حمامة) للمخرجة نجوم الغانم، لتمتزج السينما مع النقد والتشكيل في يوم ثقافي بامتياز.

Email