يطلب العملاء في قائمتهم أصنافاً تجمع بين ثقافة المجتمعات وفنون أطباقها

جندي القريدس بزي الفلفل الأخضر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتبطت الفنون البصرية والتشكيلية في العقد الأخير سواء على صعيد المنطقة بمختلف أوجه الحياة، ليخرج من أسر المعارض والغاليريهات إلى تزيين الشوارع والفعاليات والمناسبات الرسمية المرتبطة بالعمل والاجتماعية المرتبطة بالأصدقاء ليشمل الولائم والموائد التي بات فن تشكيل المائدة وأسلوب تقديم أصناف الأطعمة وتزيينها جزءاً حيوياً من متطلبات العملاء لدى لقائهم بالشركات المعنية بخدمات توريد الأطعمة.

وبهدف التعرف إلى الصلة الوثيقة التي تربط بين الابتكار الفني للشكل الخارجي للأطباق المقدمة والشركة المعنية بخدمات الأطعمة ومتطلبات العملاء، التقت «البيان» طارق حمدان المدير التنفيذ لشركة «فيه ميزون Fait Maison» بدبي، والذي ترك عمله في إدارة المصارف بخبرة 20 عاماً، ليتبع شغفه المعني بثقافة الطعام وفنونه المرتبط بالمكان والزمان وخصوصية الحدث.

مناسبات ومفاهيم

يعطي حمدان في البداية مثالاً لارتباط الطعام بالفن وثقافة المجتمع قائلاً: «يبحث الناس حين يقيمون مناسبة عن خصوصية إما تعكس مفاهيمهم ورؤيتهم، مثل العريسين اللذين طلبا مني خلال مناقشتنا لتوقعاتهم فيما يخص أطعمة الحفل، أن تجمع الأطعمة ما بين ثقافة المطبخ اللبناني والمطبخ البريطاني، أو عما يجسد معاني المناسبة مثل حفل خاص بإطلاق مجموعة جديدة من المجوهرات، أو حفل تصميم أزياء بأجواء تقارب النزهة في حديقة، وغيرها من أفكار العملاء ومقترحاتهم التي لا تعد ولا تحص».

اختبارات الأطعمة

ويحكي عن مدى قابلية المقاربة من أفكارهم والواقع والصعوبات المترتبة عليها: «كل يوم في حياتنا بالشركة بمثابة تحد لنا للإبداع والابتكار، وهذا يشمل الطهاة والمختصين والمعنيين بالإدارة والتسويق. ويسبق ما نقدمه للعميل الكثير من التجارب والاختبارات، وكم من أطباق استثنائية حققناها بأفكار بسيطة شكلت فارقاً. فالفن لا ينحصر بالأسلوب والشكل الذي نقدم به الطعام بل بالنكهات والمذاق. مثل تقديم البرغر بنكهة شرقية، حيث اعتمدنا لحمة الكفتا ومنكهاتها، وتقديم «صندويش الشاورما» على شكل لفافات تماثل مأكولات شرق آسيا، لتحقق إقبالاً واسعاً خصوصاً وأنها صحية، كذلك الأمر بالنسبة لأسلوب تقديم السناك الذي نجمع فيه بين الثقفافات المتعددة التي تعيش تحت مظلة واحدة».

جندي القريدس

ينتقل حمدان بعدها إلى الحديث عن الجانب الفني لتصميم الشكل الخارجي للأطعمة المقدمة قائلاً: «الحفل على الشاطئ أو الحديقة يختلف، فتتحول بعض أصناف المقبلات إلى مشاعل مرتكزة على عيدان طويلة، وليصبح القريدس جندياً في زي الفلفل الحاد الطويل، وبتقديم الحلوى بأسلوب أنيق وفاخر يليق بالمجوهرات مستخدمين اللون الذهبي والفضي والسطح الأملس اللامع للشوكولا وغيرها، أو خبز أصناف الطعام بأشكال تقارب من تكوينات الفن التكعيبي الهندسي، أو استلهام ما يرتبط بفن الموسيقى، وكما قلت لا حدود للاحتمالات والمخيلة».

حرية وابتكار

ويقول لدى سؤاله عما إذا كان هناك أي اخـــتلاف بين الطهاة في المطاعم ومثيلهم العاملين في خدمات الأطعمة: «هناك فارق بالطــبع، ويتمثل في أن الطهاة العاملين في المطاعم والفنادق مكلفون بطهي قائمة محددة من الأطعمة، بعكس مجال الخدمات الذي يعتمد بصورة دائمة على الابتكار والإبداع مع حرية أوسع بكثير. ونحن في الشركة نقيم مسابقات دورية بين فريقنا من الطهاة بهدف تحفــــيزهم وتشجيعها على المبادرة.

صناعة الأطعمة

ازدهرت صناعة خدمات توريد الأطعمة خلال الخمسين عاماً الأخيرة بصورة فاقت التوقعات، خصوصاً مع ثقافة الوعي بمعايير الأطعمة الصحية. وما لا يعرفه الكثيرون أن هذه الصناعة وجدت قبل زمن طويل من المطاعم التي افتتحت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وجدت الشركات التي كانت تمد الجيوش بالأطعمة بلا مورد، في حين افتتح أول مطعم بفرنسا بعد الثورة الفرنسية وغياب مظاهر الفخامة الملكية، مما دعا الطهاة إلى ابتكار طرق لاستثمار مواهبهم.

Email