حولت الطاء تاءً فثار عليها الجمهور

«موطني» تفتح النارعلى إليسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بمجرد أن نطقت الكلمة الأولى من النشيد، حتى انهالت عليها سياط الانتقادات من كل جانب، واشتعلت نيران مواقع التواصل الاجتماعي، فـ«موتني» عفواً «موطني»، كانت الكلمة التي فتحت على إليسا أبواب الجحيم، لتقع تحت تعذيب المغردين، الذين كبلوا أيدي معجبيها فلم يستطيعوا الدفاع عنها وسط حرب قاسية، واتهامات مباشرة بأنها حولت الأغنية الوطنية إلى مهزلة فنية.

قضاء

الضجة لم تتوقف عند زلة اللسان والاشكالية بين حرفي (الطاء) و(التاء) بل تعدتها لكي تصبح مسألة قانونية .

اذ لم تكن تعلم إليسا ان هذه الاغنية ستوصلها الى ابواب المحاكم. فقد صرح المطرب الفلسطيني مراد السويطي الذي غنى نفس النشيد قبل عامين، انه سيقاضيها بسبب غنائها للنشيد بذات التوزيع الذي اعتمده في اغنيته ووضعه له رامي عرفات، متهما إليسا بالسرقة، ومطالبا بحقوقه في هذا الجانب وهو ماسنرى نتائجه في الايام المقبلة.

 

«هو حب الوتن بيعمل كده؟» سؤال نُشر على صفحات «تويتر»، ومعه بدأت الحرب، فملكة الإحساس التي غنت للحب وبكت من البعد والهجران، لم تتقن نطق كلمة «موطني» بشكل صحيح، إذ أبدلت حرف الطاء بالتاء، ما جعل الجمهور يستنكر غناءها لهذا النشيد، لتتتابع التعليقات السلبية الساخرة واحداً تلو الآخر، متسائلة عن سبب اختيارها هذا.

بين مؤيد ومعارض

انقسمت الآراء حول إليسا إلى قسمين، ورجحت الكفة إلى الآراء المعارضة التي استهجنت طريقة نطقها، بينما أشاد البعض بذكائها الفطري، مشيرين إلى أنها فنانة تدرك جيداً معنى الانقلابات الإيجابية.

غرد أحدهم فقال « عندما تغني إليسا »موْتني« فاعلم أن الهموم في بلادنا فاقت قمم الجبال»، وقال آخر ساخراً « انتو بتلوموها ليه؟ تراب »الوتن« غالي بردو ومن حقها كفنانة »وتنية« إنها تغني له»، وزاد أحدهم العيار بعض الشيء متسائلاً «من بين الكل البشر، ما لقيتوا غير إليسا لتغني نشيد مهم كموطني؟».

إشادة

وفي المقابل، أشاد البعض باستحضار إليسا لهذا النشيد، إذ قال أحدهم« أخذتنا ملكة الإحساس إلى عالم آخر، أبكتنا وأشعرتنا بحبنا لوطننا الذي كنا قد نسيناه»، بينما قال آخر« كانت أمنية أن يعيد أحد النجوم تسجيل نشيد »موطني«، ولم أتوقع أن تحققها إليسا بالذات، هكذا يكون النجوم يفاجؤون جمهورهم بما لا يتوقعه».

بلبلة وضجيج

الحق يقال إن إليسا نجحت من خلال غنائها لـ«موطني» في أن تحدث بلبلة وضجيجاً لم تحدثه أغنيات أخرى، وقد يعتبر الكثيرون أن هذا نجاح بحد ذاته، كما أن غناءها لقصيدة بالفصحى، يعد جرأة كبيرة، ومغامرة يخشى خوضها الكثيرون غيرها، إلا أن ما يشفع لها فقط، هو إحساسها الذي انساب كنهر متدفق، فعانق الوطن، وأثار في أنفسنا انفعالات تجعلنا نغض الطرف عن ذاك الحرف.

إليسا التي حققت رقماً قياسياً عبر خدمة «أنغامي» بنشيد «موطني»، حيث احتلت المرتبة الأولى في أقل من 24 ساعة في أكبر نسبة استماع لأغنيتها بمجرد إطلاقها، أهــــدت النشيد إلى كل مواطن عربي، وصورت اﻷغنية على طريقة الفيديو كليب، لتأخذنا عبر لقطات مصورة إلى عدد من البلدان العربية، كلبنان التي عايشنا فيها المآسي والحـــروب، ولامسنــــــا أوراق أرزها الشامخ، وحطَّينا في فلسطين منتفضين ضد الظلم والاستبداد، ووصلنا إلى المخيمات وأهلها، وذقنا طعم القتل والدمار، لنبتسم في نهاية الرحلة رافعين شعار الأمل والحياة.

تساؤلات

السؤال الذي طرحه الكثيرون وكان الأكثر استخفافاً وسخرية« متى ستغني هيفاء وهبي »يا جماهير «الأرد» المحتلة«؟؟، وهنا يبرز السؤال الأهم: هل الوطنية مرتبطة بأشخاص يحق لهم ما لا يحق لغيرهم؟» والإجابة تكمن في مسيرة ما قدمه الفنان على جميع الأصعدة، فهل سيصفق الجمهور لهيفاء وهبي صاحبة «حلاوة روح» فيما لو فكرت بغناء أغنية وطنية؟.

النجاح الحقيقي لا يكون بأغنية بقدر ما يكون بموقف الفنان وقت الأزمات، وهو ما أثبته الفنان حسين الجسمي صاحب الذكاء الفطري، حين غنى «بشرة خير» وعرف متى يغنيها، فكانت بالفعل« بشرى خير» عليه.

نشيد فلسطين والعراق

نشيد «موطني» كان النشيد الوطني غير الرسمي الفلسطيني منذ عام 1934 حتى عام 1972، وحالياً هو النشيد الوطني العراقي، الذي تمّ اعتماده رسمياً بعد سقوط النظام عام 2003، وهو من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وألحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل، وطغى على النشيد بصوت إليسا اللمسة الرومانسية الدافئة، وهو ما شفع لها بعض الشيء.

Email