وصفات شرقية تصاحب «ماء الورد الدمشقي»

يعد بينالي الشارقة من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، ومنذ انطلاقته عام 1993، استطاع أن يشكل جسراً ثقافياً بين الفنانين والمؤسسات الفنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويتضمن البينالي الذي انطلقت فعالياته اول من امس تمتد دورته الثانية عشرة طيلة ثلاثة أشهر، العديد من البرامج التي تشمل معارض الفنون البصرية..

وعروض الأفلام والموسيقى، إلى جانب الندوات التخصصية والبرامج التعليمية، وفي الدورة السابقة عام 2013 والتي تزامنت مع مرور عقد من الزمن على انطلاقته، بلغ عدد الزوار حوالي 90.000 زائرا من مختلف الشرائح الاجتماعية ومن كافة الثقافات والجنسيات من فنانين وجمهور ومقتنين وممارسي فن.

حديقة للورد

وفي عمله «ماء الورد الدمشقي» يقدم ريركريت تير افانيجا، في بيوت الخطاطين حديقة للورد الدمشقية، تحمل ذات العبق، وفيها فسحة على جدرانها أبيات مخطوطة عن البنفسج الدمشقي. وفي ساحة الحديقة تقدم وصفات شرقية تصنع من ماء الورد الدمشقي، كما قام الفنان بصنع آلة لتقطير ماء الورد مستلهماً ذلك من نموذج يعود الى القرن الرابع عشر لآلة تقطير ماء الورد التي صنعها العالم «المزي».

وفي عمل فني آخر يقدم عبدالله السعدي والذي يعيش في خورفكان سلسلة من الاعمال التي أنتجها تحت عنوان «رحلة الزنوبة» المشروع الذي أنتج خصيصاً لبينالي الشارقة 12، وهو امتداد للرحلات التي قام بها الفنان على مر السنين، مسجلاً المناظر الطبيعية التي يصادفها في رحلاته، وموثقاً تجربته مع الطبيعة.

وفي هذه الرحلة ينتعل السعدي الزنوبة التي صنعها بنفسه من المطاط وجلد الماعز، ويسلك طرقاً محددة عبر المناطق الجبلية في المنطقة الشرقية للامارات، حاملاً معه على متن عربة جر كل ما يمكن أن يحتاج اليه خلال الرحلة، الا أن كلاً من النعال وعربة الجر خذلاه، فالأول جرح قدميه والثانية لم تستطع مواصلة السير على الدروب الوعرة، لكن السعدي واصل السير..

وكل مسافة إضافية يقطعها شكلت بالنسبة له فرصة للتأمل والتفكر، وقد وثق السعدي تفاصيل رحلته بوسائط عدة، بما في ذلك عبر كاميرا من نوع «غو برو» التي ثبتها على عربة الجر، و31 لوحة صغيرة للمناظر الطبيعية..

وظف فيها مقاربات منظورية مختلفة، ودفتر يوميات سجل فيه أنشطته اليومية، ورسومات خرائطية على الحجارة التي كان يلتقطها عن الطريق في مسار رحلته، إن هذه العناصر مجتمعة تختزل العلاقة المتبدلة بين الانسان والطبيعة.

رحلة

وقال السعدي لـ«البيان»: «الرحلة استغرقت أسبوعين وقد كان فيها سلبيات وإيجابيات وقد أفكر في الرحلة القادمة بأن لا أستخدم العربة لأنها شكلت عبئاً فيما بعد، وأن أجد طريقة للتقليل لحمل الكثير من الامتعة لتأثيرها على سرعة الحركة، لاسيما بأنني خلال الرحلة كنت أمر على قرى وأتبضع من المحلات للأشياء التي كنت أحتاجها».

مواقع

يقام بينالي الشارقة 12 لهذا العام في مواقع مختلفة من إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية، وتتضمن المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون، متحف الشارقة للفنون، ساحة الخط، منطقة الفنون، منطقة التراث، ميناء خالد، مبنى الطبق الطائر، كلباء.

تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز