جمعت أهل الفن والثقافة في أمسية غنائية مميزة

جاهدة وهبة صوت ذهبي يصدح على مسرح «العويس»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جنباً إلى جنب، جلس الفنان والأديب والشاعر والروائي والتشكيلي، في أمسية غنائية فريدة من نوعها، أحيتها الفنانة جاهدة وهبة، أول من أمس، على مسرح العويس في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي.

وشدت فيها بمجموعة من أجمل الأغنيات التي صدح فيها صوتها متجاوزاً زوايا وجدران المسرح، مخاطباً ثنايا الأرواح التي تلاقت في مكانٍ واحد، مجمعةً على حنجرةٍ ذهبيةٍ لم تؤثر فيها تقلبات الفن ما بين الصعود والهبوط، ولم تُصِبها أوبئة السمعيات الرديئة لا من قريبٍ ولا من بعيد.

جاهدة التي امتلكت المسرح بقوة صوتها وكبريائه، غنت على مدى ساعتين متواصلتين، لجمهورٍ لم يترك مقعداً فارغاً إلا وملأه بما يحمله من حب وإعجاب لهذه الفنانة، وتفاعل معها بأناقة ورقي من خلال ترديد الأغنيات وتسخير كل الحواس لالتقاط نبراتها المرنة والمتقنة.

لغة خاصة

حضر الأمسية الأديب عبدالغفار حسين، عضو مجلس أمناء «العويس الثقافية»، والدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور محمد عبدالله المطوع، الأمين العام للمؤسسة، والدكتورة فاطمة الصايغ وعبدالحميد أحمد عضوا مجلس الأمناء.

وعلي بن حميد العويس، وعدد من الفنانين منهم جمال سليمان ويارا صبري وماهر صليبي، إضافة إلى عدد من الأدباء والروائيين والفنانين التشكيليين والإعلاميين، ونخبة مميزة من الجمهور صاحب الأذن الواعية، والذائقة الفنية العالية.

حوار رقيق خلقته وهبة مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي معلوف، ولغة خاصة حاكتها بصوتها مع العود والكمان والبيانو والآلات الموسيقية الأخرى، فقدمت أغنيات منتقاة بعناية، منها «اهو ده اللي صار» لسيد درويش، و«يا حبيبي تعال الحقني» لأسمهان، و«جفنه علم الغزل» لمحمد عبدالوهاب التي تفاعل معها الجمهور بالغناء، مشيداً باختياراتها الراقية.

إضافة إلى مجموعة من أغنياتها كـ«يا ريت»، و«يطير الحمام» و«سوناتا حب»، و«يا ولدي انجبني»، و«يا نسيم الروح»، و«لا تلتفت إلى الوراء»، وأنهتها بأغنية «انت عمري» لأم كلثوم، والتي كانت بحق مسك الختام.

فنانة مثقفة

نجحت وهبة في أن تحلق كطير على المسرح بأناقتها المعهودة وثقتها العالية بنفسها وقدراتها الصوتية، فمن يسمعها يعلم أن وراء هذا الصوت فنانة مثقفة ملمة بالمقامات الموسيقية، وتعرف كيف ترتقي بفنها من خلال التدريبات المتواصلة، إضافة إلى الاجتهاد في تقديم ألحان من إبداعاتها الخاصة، كما كانت اختياراتها متنوعة.

قطرات ندى

أحاديث جانبية سبقت الأمسية الغنائية، أجمع فيها الحضور على قوة وتميز صوت جاهدة وهبة، مشيدين بقدرتها على تقديم أصعب الأغنيات بما تمتلكه من حرفية عالية وتمكن ومرونة وقدرة على الانتقال من موضع إلى آخر.

ومن طبقة إلى أخرى بلا جهد منها، ومؤكدين على أن أداءها الخاص يزيد الأغنيات جمالاً، ففي الطبقات العالية تثور وتثير القلوب، وفي الطبقات المنخفضة تهمس بعذوبة تشبه قطرات الندى.

Email