الصبوحة ترحل وتترك وصيتها لـ«الفرح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسكونةً بكينونة فنيّة خاصة، أداءً صوتياً وتمثيلاً سينمائياً ومسرحياً، جاء موعد رحيل «شحرورة لبنان»، جانيت فغالي المغنيّة الشعبية الثانية في لبنان بعد السيدة فيروز، فجر يوم أمس العاصف.. ومع توقّف قلبها عن الخفقان، طوت صاحبة الحنجرة الاستثنائية، والتي مكّنت صوتها من أن يكون مختبراً فذّاً لكيمياء الغناء، سنوات عمرها الـ 87، الملأى بأغنيات سطّرت تاريخ لبنان الفني، فـ «انجرح الموّال، وانطفأ قنديل الآه».

وفي انتظار مراسم المأتم الرسمي والشعبي الذي يقام في وداع صاحبة القلب الذي بقي ينبض فرحاً حتى اللحظات الأخيرة، يوم الأحد المقبل في وسط بيروت، تجدر الإشارة إلى أن «الصبّوحة»، كما كانت تحلو لها التسمية، تركت لمحبّيها الكثر أمنياتها وكلماتها الأخيرة، نقلتها ابنة شقيقتها كلودا عقل من خلال الصفحة الرسمية للأسطورة الراحلة، فكتبت:

«يا أحباب الصبوحة.. الصبوحة اليوم راجعة على ضيعتا، عالأرض اللي حبّتا وحبّتا. الصبوحة اليوم راحت عالسما عند الرب الكبير، راحت عند أهلا وأخوتا اللي اشتاقتلن كتير. صباح الحياة، صباح الفرح، صباح الابتسامة المشرقة دايماً، صباح الضحكة المرسومة بأصعب الأوقات، بتودّعكن وبتقلّكن ما تبكو وما تزعلوا عليي، وهيدي وصيتي إلكن..

 قالتلي قوليلن يحطّو دبكة ويرقصوا، بدّي ياه يوم فرح مش يوم حزن.. بدّي ياهن دايماً فرحانين بوجودي وبرحيلي، متل ما كنت دايماً فرّحن. وقالتلي قلّكن انه بتحبكن كتير وانو ضلّوا تذكروها وحبوها دايماً.

عليقات المحبّين

وأضافت كلودا: «الصبّوحة ما عادت موجودة معنا بجسدا في هاللحظة. الساعة 3 فجر اليوم (أمس) طلعت روحا إلى الخالق وهي نايمة. حتى في رحيلها كانت هنية ومتل النسمة، وما زعجت حدا ولا تعّبت حدا. الصبوحة رحلت بالجسد، بس رح تضل موجودة بقلوبنا إلى الأبد. رح نشتقلك كتير، يا ريت كان بإيدنا نعطيكي كل لحظة من عمرنا ونخلّيكي معنا أكتر وأكتر، بس هاي إرادة ربنا.. منحبّك صبوحة، منحبّك للأبد، وما رح ننساكي أبداً».

ووفق ما تمّ تناقله، كان يوم أول من أمس يوماً عادياً للصبّوحة. كانت لا تزال تقرأ تعليقات المحبّين على آخر شائعة وفاة طالتها. وقامت ابنة شقيقتها كلودا التي كانت ترافقها باستمرار، بنشر صورة لها وهي تمسك الهاتف وتقرأ تعليقات المطمئنين عليها.

وبعد أن طمأنت كلودا المحبّين إلى أن «الصبوحة بخير»، فإن الأخيرة شعرت في المساء بضيق حاد في التنفس، فطلبت كلودا طبيبها الخاص بصورة عاجلة. حضر الطبيب إلى الفندق، حيث تقيم الصبوحة. وبعد أن عاينها، طمأن كلودا إلى أنها بخير وأن قلبها سليم. وكانت الصبوحة تشعر بغثيان حاد، فبقيت كلودا إلى جانبها إلى أن تحسنت حالتها ونامت فتركتها مع ممرضتها هنادي التي دخلت لتطمئن عليها عند الثالثة فجراً، فاكتشفت أن الصبوحة رحلت.

وعن الأسطورة التي صنعت إمبراطوريتها، فقد ولدت جانيت فغالي في حي الفغالية في وادي شحرور (جبل لبنان) في 10 نوفمبر من عام 1927. رسمت مسيرتها بصوتها وحضورها على المسارح وعبر الشاشة الصغيرة وفي أدوارها السينمائية، من لبنان إلى مصر والعالم العربي، وصولاً إلى العالم. لها 83 فيلماً، بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني.

قالوا عنها:

راغب علامة: «بعد نصري وعاصي ومنصور وذكي ووديع، حان الآن موعدك مع الرحيل. كبارنا يرحلون أرزاتنا يتناقصون وداعاً يا شحرورتنا. وداعاً يا حبيبتنا».

عاصي الحلاني: «صباح يا حبيبة الكل، رح يبقى صوتك معنا مرافقنا رغم البعد يا شحرورة، رح تبقي بقلوبنا بيقولوا النجوم ما بتموت بتغيب وبترجع تتسهر العشاق تحت الشتي». وليد توفيق: «شحرورة الوادي تغادرنا... شكراً لما تركت لنا من إرث فني عظيم». نانسي عجرم: «اليوم خسر لبنان أسطورة، رحلت صباح ولكنها باقية في قلوبنا...

ستخلد صباح بفنها وستبقى ذكراها في عقول وقلوب الملايين». زين العمر: «رحلت حلوة لبنان وبكت السماء عاصفة على خسارة أسطورة ستبقى مشرقة في كل صباحاتنا. صبوحتنا بنحبك يا أرزة من أرزات لبنان». أحلام: «وداعاً جميلة لبنان.. العوض بسلامتكم يا أهل لبنان.. ورحلت صباح»..

9 زيجات

اشتهرت الشحرورة بكثرة عدد زيجاتها، والتي بلغت تسع، كانت أولها من نجيب الشماس، الذي كان في عمر والدها حينذاك، في حين هي لم تتجاوز الثامنة عشرة، وعلى الرغم أنها أنجبت منه ابنها الوحيد صباح، إلا أنها لم تستطع الاستمرار في العيش معه. وكانت زيجتها الثانية من عازف الكمان أنور منسي، والذي أنجبت منه ابنتها هويدا.

أما الزيجة الثالثة، فكانت من المذيع المصري أحمد فراج. ولم تمر سنوات قليلة حتى أفاق الجميع على خبر زواجها من الفنان الراحل رشدي أباظة.أما الزيجة الخامسة، فكانت من "جو" يوسف حمود،ثم تزوجت من الفنان يوسف شعبان، أما زواجها من وسيم طبارة، فجاء مفاجئاً بعد ملاحقته المستمرة لها .وكان زواجها الأخير من الفنان فادي قنطار، والذي يصغرها بأكثر من 20 عاماً. القاهرة - دار الإعلام العربية

Email