عاد في ندوة الثقافة بالصوت والكلمة والموسيقى

جابر جاسم .. ذكرى رائد أعطى ولم يبخل

البدور والشيباني والهاشمي وحيدر خلال الندوة تصوير - سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن احتفال ندوة الثقافة والعلوم بالكتاب الجديد للباحث والشاعر مؤيد الشيباني الذي حمل عنوان «جابر جاسم - رحلة الكلمة والنغم» احتفالاً بمؤسس ورائد من رواد الأغنية الإماراتية جابر جاسم، فحسب، بل كان احتفالاً بشخصية أعطت الكثير لعالم الغناء وتركت بصمة لن تنسى في هذا الميدان. فقد حضرت ذكرى جابر جاسم عبر صوت خالد الهاشمي وعود حسن حيدر، ما أضاف على الأمسية الفنية الثقافية مزيداً من البريق، فتناغمت بين شجن الغناء ودقة المعلومة ورنين الوتر.

نخبة الحضور

الندوة الفنية التي أقيمت أول من أمس، حضرها نخبة من وجوه الثقافة في مقدمتهم معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والمستشار إبراهيم بو ملحة، والأديب عبد الغفار حسين، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، والدكتور صلاح القاسم، والكاتب علي عبيد، والدكتورة حصة لوتاه والأديب محمد صالح القرق، والفنان إبراهيم جمعة وعدد من أعضاء الندوة والمهتمين بالفن والثقافة، وقد أدار الندوة الباحث والأديب بلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة.

منتصف الثمانينات

استهل مؤيد الشيباني حديثه عن جابر جاسم بعبارة شعرية «ذات يوم من منتصف السبعينات وفي تلك البلدة العراقية كان جهاز الراديو الصغير نافذتي على الأغنية.. صوت جميل يغني: في هواك اتعبت نوقاتي كم لافن من فراقيني، وكم خبن في المتاماتي في العلاوة والملاييني، وانتهيت ابنيل حسراتي فات شربي في صحن صيني»، وفي منتصف الثمانينات حدث والتقى الشيباني بصاحب هذه الأغنية في إذاعة دبي وقال له: سأكتب عنك كتاباً، ولكنه لم يكن يدري كيف سيكون ذلك ولكنه حدث بالفعل.

البدايات

يري الشيباني أن جابر جاسم مؤسس الأغنية الحديثة في الإمارات، الذي ولد في صبخة في ليوا بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي 1952، فنان يتمتع بخصوصية في الصوت ويمتلك حنجرة دافئة ويتميز بانتقائية وذائقة شعرية خصوصاً به، وكان وفياً لشعراء بلاده وابن بيئته الجغرافية، الروح الإماراتية هي عنوان تجربته الفنية، والتي حملت في طياتها عبق المكان، مستفيداً من نبرة أهل البحر من جهة، والبدو من جهة أخرى، فكانت بدايته التي تزامنت مع المرحلة التأسيسية للدولة حين التقى بالشاعر عتيج بن روضة، وتميزت تلك المرحلة بالجملة الموسيقية البسيطة غير مركبة، ما جعل غناءه مميزاً ولافتاً.

فن الصوت

وبعد وفاة عتيج بن روضة، سافر جابر إلى مصر للدراسة الموسيقي من عام 1970 إلى 1972 وعاد ملحناً يعرف المقامات والنوتة وهنا بدأ التميز، كما التقي أحمد الكندي فقد لحن وغنى له 37 قصيدة من شعر الكندي، وبرزت موهبته في السبعينات وقرر أن يخرج قليلاً من محيطه الخليجي فاختار فن الصوت على خطى أمثال محمد عبده وطلال المداح وغريد الشاطئ، وقد أكد الشيباني أن كتابه محاولة لفهم قيمة التجربة لجابر جاسم، الذي كان شديد الاحترام لفنه ولونه، فهي نتاج تجربة تزيد على 30 عاماً في الغناء الإماراتي، وقد جمع مادة أرشيفية يمكن دراستها والبحث فيها.

موسوعة

أكد مؤيد الشيباني أنه أثناء إعداده للكتاب وطباعته عثر على مجموعة أخرى من الإرث الغنائي الخاص بجابر جاسم، وأشار إلى أنه سيعيد إصدار الكتاب ويضيف إليه هذا الإرث الجديد، كما أكد الشيباني أنه يصرح لأول مرة بأنه بصدد كتابة موسوعة خاصة عن الأغنية الإماراتية خلال الحقبة من 50 إلى 60 عاماً ومؤلفة من 4 أجزاء.

Email