لا يكتمل إحساس الأطفال به إلا بـ«العيدية» والحلوى

العيد.. مهرجان سنوي بألوان قوس قزح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين رائحة الكعك والحناء، وفرحة الثياب الجديدة والألعاب، ولهفة الحصول على «العيدية» تنطلق زغاريد العيد وبهجته، لترتسم كألوان قوس قزح، تسعد القلب وتبهجه بلمة العائلة والأقارب والأحبة، في فرحة سنوية يطول انتظارها، تطل بعد شهر رمضان المبارك، لتضخ نبض الحب والحياة في كل القلوب.

وبعناق حار يستقبل العالم الإسلامي عيد الفطر المبارك، وتتشابه عادات الاحتفاء به من حيث الزيارات وصلة الأرحام وأداء صلاة العيد، ولكن تبقى هناك خصوصية لكل دولة تميزها عن غيرها في طريقة الاحتفال به.

ففي دولة الإمارات، تتأنق البيوت والمنازل لتستقبل ضيوفها وزوارها، وتتزين الفتيات والسيدات بنقوش الحناء الرقيقة، ولا تكمل الفرحة إلا بهدايا العيد وثيابه من فساتين جميلة، وبعد أداء صلاة العيد، يجتمع أفراد كل منطقة في مجلس عام أو منزل إحدى الشخصيات الاجتماعية، لتبادل التهاني وتناول الوجبات الشعبية كالهريس، واللقيمات والبلاليط والقهوة العربية. وتعد العيدية من مظاهر الاحتفال بالعيد، إذ لا تكتمل فرحة الأطفال إلا بها، وتكون غالباً مبالغ نقدية يعطيها الأب أو الأخ أو الأخت أو الأقارب في صباح اليوم الأول من العيد، ويستغلها الأطفال في شراء الألعاب والحلوى.

وتعد الإمارات من أكثر الدول التي يتضاعف فيها طعم الإحساس بالعيد، بسبب العروض الشيقة التي تقيمها كل إمارة كالإضاءة الملونة والليزر والألعاب النارية المبهجة، والفعاليات التراثية، بالإضافة إلى كثرة وجهات السياحة فيها، ما يجعل خيارات الاحتفال بالعيد كثيرة ومتنوعة.

فرحة رغم الحصار

أما في فلسطين، فللعيد فرحة خاصة لا تماثلها أخرى، فلصلاة العيد في المسجد الأقصى الشريف طعم خاص، رغم كل الصعوبات التي قد يواجهها الفلسطينيون في أداء هذه الصلاة من قِبل المحتلين. ورغم الألم والحصار، تنبعث من البيوت رائحة الكعك والمعمول المحشو بالتمر والفستق واللوز، وتنتشر الكنافة والبرازق والأكلات الشعبية لتكون شاهداً على إرادة قوية نابعة من حب الحياة، كما تردد الأمهات بعض الأغنيات والأهازيج وسط تجمع نسائي يتراقص فيه الأطفال بفرح.

وللعيد في مصر حكاية أخرى، فالفرحة تملاً البيوت والشوارع والأحياء الشعبية التي تتزين لاستقباله، وتزدحم الأسواق والمخابز لشراء الكعك والحلويات، وتؤدى صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة في القاهرة، تعقبها الزيارات العائلية، وخروج الأسر مع أطفالها إلى الحدائق والأماكن العامة والملاهي والنيل والقيام بأنشطة ترفيهية كثيرة.

حميمية السودان

وبنظرة على العيد في السودان، تظهر ملامح التكاتف الأسري، ويحظى العيد بأهمية خاصة لدى أهل السودان، الذين يحرصون على توفير كل مستلزمات العيد من حلويات كالغريبة والبيتي فور، ولا تتوقف الزيارات خلال أيام العيد في السودان، إذ يبدأ الجيران والأقارب بزيارة بعضهم البعض، كما يتفقد الناس المرضى وكبار السن في المستشفيات، وتمتاز العلاقات الاجتماعية بالحميمية الكبيرة في السودان، كما تستمتع الأسر بالرحلات والذهاب للأماكن العامة. وللعيدية نصيب من احتفاء أهل السودان بالعيد، ويكون الأطفال أصحاب الحظ الأوفر منها، ويشترون بها ما يرغبون به من ألعاب.

العيد في الغربة

أما في الولايات المتحدة الأميركية، تظهر ملامح العيد بين الجاليات المسلمة التي تقطن فيها، إذ يؤدي المسلمون شعائر صلاة العيد، ويجتمعون في المسجد لتبادل التهاني، ثم ينطلقون إلى الأماكن العامة لتناول الحلوى والأطعمة المختلفة، ويتبادلون بعدها الزيارات وتبادل أطباق الحلوى التي تعدها السيدات على اختلاف جنسياتهم، ويسعى المسلمون للحفاظ على مظاهر الاحتفال بالعيد ليكتسب أبناؤهم هذه العادات في ظل الغربة والبعد عن الوطن.

أعياد الخليج

تتشابه الاحتفالات بالعيد بين دول الخليج، ولكنها تختلف بنوع الحلوى، فلكل دولة حلواها التي تمتاز بها، وأشهرها الحلوى العمانية التي تعد الطبق الرئيسي في كل الاحتفالات والمناسبات،

وقد نجحت هذه الحلوى في أن تجتاز حدود محليتها، لتصبح طبقاً معروفاً على الموائد المختلفة، وتستعد السيدات للاحتفال بالعيد احتفالاً خاصاً إذ يعتبرنه مهرجاناً يتنافسن فيه بإبراز كل ما لديهن من مهارات في صنع الحلوى وطريقة التقديم المتميزة، وشراء أفخر أدوات التقديم وأرقاها، كما يهتممن بأناقتهن بشكل كبير، ليظهرن في العيد بأجمل صورة، وتعبق أغلب البيوت الخليجية برائحة البخور منذ الصباح الباكر، في دلالة على الترحيب بجميع الضيوف، بهذه المناسبة الجميلة.

Email