يضم مقتنياته الخاصة ويعرف بأبرز أعماله ومحطات مسيرته الفنية

متحف عبد الوهاب.. شاهد على عبقرية موسيقار الأجيال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن قيمة الإنسان هي في ما يضيفه للحياة بين ميلاده وموته»، كلمات برّاقة للعالم المصري الدكتور مصطفى محمود، أكد خلالها أن الناس قد يرحلون بأجسادهم عن عالمنا المادي، لكن تبقى ذكراهم خالدة بيننا، رغم رحيلهم، وهو ما ينطبق تماماً على (موسيقار الأجيال) محمد عبد الوهاب، الذي نجح في أن يجعل لنفسه قيمة فنية وتاريخية لم يضاهِهِ فيها أحدٌ، وذلك بفضل إسهاماته في عالم الموسيقى العربية، منذ أن وطأت قدماه عالم الفن في العشرينيات، وحتى وفاته في تسعينيات القرن الماضي.

مقتنيات المتحف

مصر خلدت عبد الوهاب بإقامة متحف، يفتح أبوابه لاستقبال الزوار ممن عاصروه وشاهدوه، وممن عشقوا صوته وألحانه من دون أن تقع أعينهم يوماً عليه، وللأجيال المتعاقبة، ويقع المتحف في الدور الثاني من المعهد العالي للموسيقى العربية، ورغم أن الزائر لا يذهب إلى بيت الموسيقار الراحل، إلا أنه يشعر بأنه داخل منزل عبد الوهاب، حيث يضم نموذجاً مصغراً لحجرة عبد الوهاب، تشير فيه الساعة والتقويم إلى اليوم والوقت، الذي رحل فيهما، وكذلك العديد من الممتلكات والمتعلقات، التي من بينها الكرسي المتحرك، الذي كان يجلس عليه، وهو أيضاً الكرسي الذي توفي عليه عبد الوهاب.

صور تذكارية

ويضم المتحف كذلك العود الخاص بموسيقار الأجيال، والبيانو، وصوره التذكارية مع زعماء ورؤساء العديد من الدول العربية، والأوسمة والنياشين، التي حصل عليها تقديراً لعطائه الفني، إضافة إلى إحدى «البذل» التي ارتداها في تصوير فيلمه الأول «الوردة البيضاء»، وكذلك بذلته العسكرية، حيث منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات رتبة عسكرية فخرية هي رتبة لواء.

وتم افتتاح متحف محمد عبد الوهاب في 4 يونيو من العام 2002، وإلى جانب المقتنيات الشخصية، التي يعرضها المتحف، يستطيع الزائر أن يتعرف إلى قصة حياة عبد الوهاب، حيث يوجد بالمتحف شاشات عرض إلكتروني تعرض قصته، منذ مولده، الذي اختلف على تحديده النقاد، ولكن أشار كثيرون إلى أن مولده كان في 13 مارس من العام 1902، وحتى وفاته في مايو 1991، فضلاً عن «أفيشات أفلامه».

ويرى الزائر لمتحف عبد الوهاب، الميكروفون الذهبي الخاص به، الذي كان يستخدمه لتسجيل أغانيه في الإذاعة، ونوتات موسيقية بخط يده، وغرفة مكتبه، وجواز سفره الدبلوماسي، إضافة إلى غرفة يستطيع زائرو المتحف أن يشاهدوا داخلها كل الأفلام، التي قدمها الراحل محمد عبد الوهاب على مدار مشواره الفني.

إحياء ذكراه

وتحرص دار الأوبرا في ذكرى عبد الوهاب كل عام، على فتح المتحف مجاناً أمام الزائرين، وهو ما يشهد إقبالاً كبيراً، وتحرص الأوبرا على دعوة المدارس والجامعات حتى يتمكن الأطفال والشباب من التعرف إلى تاريخ هذا الفنان العظيم، الذي لا يعرف كثيرون منهم أنه صاحب التوزيع الموسيقي لنشيد جمهورية مصر العربية «بلادي بلادي»، الذي وضع لحنه فنان الشعب الموسيقار الراحل سيد درويش.

وينقسم المتحف إلى قاعات عدة، وتسمى إحدى هذه القاعات بقاعة الذكريات، وتنقسم إلى جناحين، الأول يُلقي الضوء على طفولة الفنان محمد عبد الوهاب، ونشأته، وخطواته الأولى في عالم الموسيقى العربية، والسينما المصرية، وعلاقته بمثقفي وفناني عصره.

أما الجناح الثاني فيحتوي على عددٍ من غرف الفنان الخاصة، مثل غرفة نومه، ومكتبه الخاص، ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه، وبعض المتعلقات الشخصية، التي أهدتها أرملته؛ نهلة القدسي إلى دار الأوبرا.

مقتنيات

وهناك أيضاً قاعة الاستماع والمشاهدة، التي تضم أرشيفاً كاملاً لأعماله من موسيقى، وأغان، وألبومات الصور الشخصية، ومع الشخصيات العامة والفنانين، ويمكن للزائر تصفحها من خلال برنامج إلكتروني، تم تنفيذه على شاشات تعمل بنظام اللمس، ويضم المتحف قسماً خاصاً بالآلات الموسيقية تضم آلات نادرة، مثل آلة المندولين المعدنية، التي عزف عليها محمد عبد الوهاب في أغنية «عاشق الروح» بفيلم «غزل البنات».

تاريخ مُشرف

وكانت رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، قد صرحت فور اتخاذها القرار بفتح متحف محمد عبد الوهاب مجاناً مؤخراً، احتفالاً بذكرى مولده، أن الهدف من ذلك تسليط الضوء على التاريخ المُشرف لعبد الوهاب، موضحةً أن دور الأوبرا هو الحفاظ على ذكرى الفنانين، وعلى التاريخ والتراث الفني، خاصةً أن كثيرين من الأجيال الحالية تفتقد التعرف إلى هذا التاريخ الراقي.

 

عيد الفن

احتفلت مصر مؤخراً بعودة عيد الفن بعد غياب ما لا يقل عن ثلاثة عقود، واختار رئيس اتحاد النقابات الفنية الموسيقار هاني مهنا، أن يكون ذكرى مولد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب هو الموعد السنوي الدائم لاحتفال الفنانين بيومهم، وذلك عرفانًا بقيمة الموسيقار المُجدد وبما قدمه للموسيقى العربية.

Email