الشاعرة الحصباة: لم أعتزل.. كنت مبتعدة عن الساحة والأضواء

ت + ت - الحجم الطبيعي

اسم الحصباة هو أول ما يلفت القارئ ليتساءل عن معنى الاسم، ولكن التساؤل لن يطول وتتسع مدياته فور الحديث مع شاعرة مجيدة اختارته اسماً مستعاراً لها: الشاعرة الحصباة، التي تبين في حوارها و«حبر وعطر» «البيان»، أنه اسم لنوع من أجود أنواع اللآلئ، وأطلقه عليها والدها، رحمه الله، نظراً للمكانة التي تحظى بها عنده، لا سيما وهي البكر. ورغم أنه لا موانع اجتماعية تقف أمام إعلانها لاسمها، إلا أنها احتفظت بهذا الاسم وبدأت، ولا تزال، تكتب به.

لمَ اخترتِ هذا الاسم تحديداً «الحصباة»؟

الحصباة من أجود أنواع اللآلئ، واخترته لأن والدي -رحمه الله- كان دائماً يلقبني به ويقول: «هذي غالية وثمينة كالحصباة».

ماذا عن أسباب كتابتك باستخدام هذا الاسم المستعار؟

منذ البداية لم تكن عندي إشكالية بالكتابة باسمي الصريح، حيث لم تكن هناك قيود أو موانع تستدعي الاختباء أو التواري خلف اسم مستعار، كالخوف من الأسرة مثلاً.. أو أية اعتبارات أخرى، لأن من كان يشجعني أهلي وجميع المقربين، لكني أحببت الاسم وكتبت به وسبب استمراري، هو أنني عُرفت به واستفتيت الأهل والمقربين لتغييره فلم يشجعني أحد.

مشاعر عذبة

ديوانك (ليل العنا) ماذا يحمل بين دفتيه، وأين هو الديوان الثاني؟

الله يا ليل العنا كم مقساك

                        تحل دايم بالهموم الثقيله

ديواني الأول يحوي بين دفتيه مشاعر جميلة عذبة، وأخرى جامحة تطير على أجنحة المراهقة، يشدني الحنين إليها بين الفينة والأخرى وأعاود القراءة فيها لتصيبني الدهشة والعجب، فأي هموم ومعاناة كنت أكتب عنها في تلك السن الصغيرة، رغم أني كنت البكر المدللة.

وفيما يتعلق بديواني الثاني، فأنا بصدد إعداده وسيكون مختلفاً جملةً وتفصيلاً باختلاف المعطيات، كالسن والتجارب والمؤثرات، إضافة إلى ما تعج به الساحة الشعرية من الغث والسمين من الشعر والشعراء. لذا لا بد من التروي في الإصدار لانتقاء الأفضل من القصائد.

أدوار

بصفتك إحدى عضوات منتدى شاعرات الإمارات: ماذا قدم المنتدى لشاعراته، وماذا قدمن هن له ؟

بداية، يكفينا فخراً أن من يرعى المنتدى هو صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولا شك أن المنتدى ساهم بإبراز العديد من الشاعرات في الساحة، بعد أن كانت قصائدهن حبيسة الأدراج والأوراق. ووفر لهن الاحتكاك بالشاعرات المخضرمات. وبالنسبة لي شخصياً، أعادني المنتدى للساحة بعد أن هجرتها. أما ما قدمناه للمنتدى فهو متواضع ونأمل العطاء أكثر لصالح رفده.

ما الفارق الذي أحدثه وجود المنتدى للمرأة الشاعرة في الدولة؟

ساهم المنتدى في معرفتنا بالكثير من الشاعرات المبدعات.

اعتزلت فترة من الزمن، ما الذي دفعك لذلك، وما السبب الذي عدت لأجله؟

لم أعتزل، لأن المشاعر لا يوجد لها عمر افتراضي لتنتهي، فهي تتغير وتجدد وتتطور حسب المراحل والتجارب، الشاعر ليس لاعباً أو رجل سياسة أو صاحب منصب ليعتزل أو حتى ليتقاعد، ربما يبتعد عن الساحة والأضواء، لكن يبقى القلم وتبقى الورقة لا يستغني عنهما أبداً، تواريت عن الساحة ولكنني بقيت في أزقتها أراقب من بعيد.

وعودتي كانت مع الإعلان عن المنتدى الذي أوقد فينا جذوة الحماسة.

ديدن الحياة

كيف تجدين طبيعة التغييرات التي طرأت على الساحة بعد عودتك مجدداً؟

أحد أبرز التغييرات الحضور القوي والمؤثر لوسائل التواصل الاجتماعي في المشهد الإبداعي، والتي قربت البعيد وساهمت بانتشار الشعراء والتعريف بهم، ذاك في زمن ووقت ظهر من المبدعين من ساهموا في إثراء ساحة الشعر، وغاب كثير من العمالقة من أمثال حمد بوشهاب رحمه الله.. إنه ديدن الحياة الحياة: يرحل جيل ويحل محله آخر ويليه جيل آخر.

ظهرت أسماء شابة جديدة نالت من الشهرة حظاً وفيراً مقارنة بالجيل السابق، هل من رسالة أو كلمة توجهينها لهم؟

تحفل الساحة الشعرية بنماذج لمواهب مبدعة جديدة، تستحق الإشادة والتشجيع. وأتمنى من جميع هؤلاء أن يحافظوا على المفردة الإماراتية الأصيلة التي نتميز بها نوعاً عن غيرها. كما أتمنى عليهم السعي لأن يحافظوا على اللون الذي يميزنا في الشعر والفنون. فهذا تراثنا وتاريخنا الذي ستتناقله الأجيال، جيلا بعد جيل.

ماذا تعني لك القصيدة الشعرية، وما هي طقوس الكتابة لديك؟

القصيدة الشعرية بمعناها اللغوي مجموعة من الأبيات الشِّعريّة متّحدة في الوزن والقافية والرَّويّ، وبالنسبة لي هي حالة أو موقف أو حدث يتفاعل معه الشاعر ويعبر عنه بإحساس. وطبعاً، ليس لدي طقوس لكتابة القصيدة، فهي غالبا تقتحــم فضــاءات الشاعــر دون استئذان، ولا تراعــي الزمــان ولا المكــان.

كيف تصفين علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟

وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت ثورة في عالم الانتشار الواسع فألغت الحدود والقيود، وتعاملي معها قليل وأتابع من خلالها الكثير من الشعراء وكذلك كسبت عبرها الكثير من المتابعين من متذوقي الشعر.

رائعة محمد بن راشد «رجم عالي» تغنيها «دبا الحربية»

لم يتوقف الاحتفاء بقصيدة (رجم عالي) منذ أن نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وفي السياق، تستعد فرقة «دبا الحربية» لتقديمها مغناة، بعد تسجيلها بصوت أعضاء الفرقة، إذ ستعرض وتبث عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وقال المنسق الإعلامي للفرقة محمد الشحي لـ«البيان»، إن (رجم عالي) تحمل كل معاني العزة والشموخ، وهي أبرز الصفات التي تتجلى في شخص صاحب السمو حاكم دبي.

وحرصت الفرقة على اختيار هذه القصيدة لتغنيها، لما تحمله من قيم ونبل وثراء معان. وتابع: تستعد الفرقة، التي يتجاوز عدد أعضائها الثلاثين، لعمل آخر «قصيدة مغناة»، مهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك بالتعاون بين الفرقة والشاعر محمد سعيد الظنحاني الذي كتب القصيدة، بعنوان (خذنا معك)، حيث تترجم القصيدة سمات القائد الفذ المتمثلة في سموه، فهو الذي قهر الصعاب لأجل شعبه الذي يسانده.

Email