« البيان » تتفرد بنشر جديده في يوم العلم

علي الخوار: فخور بإسهامي في القصيدة الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيرق القمّه

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

مئة قصيدة وأكثر هي حصيلة ما كتبه الشاعر الإماراتي علي الخوار للوطن، كتب للوطن في مناسباته المختلفة، وكتب له دون مناسبة، فالوطن لا يحتاج مناسبة لتكتب عنه وله، كما يؤكد في حواره مع «البيان». ويوضح أنه بين هذه القصائد تبقى قصيدة (في القلب حبك ترسخ يا بلادي) والتي كتبها منذ 27 عاماً، الأقرب إلى قلبه فهي التي عرفت الجمهور به.

ولا توجد مناسبة وطنية أجمل من يوم العلم ليحل الخوار ضيفاً في زاوية (حبر وعطر)، لا سيما وأنه خصّ قراء صحيفة البيان، بقصيدته الجديدة بمناسبة يوم العلم.

حصدت الكثير من الجوائز والألقاب كشاعر غنائي، ما الفرق بين الشاعر الغنائي والشاعر العادي؟

في اعتقادي أن كل الشعراء (غنائيون)، فأغلب الأغاني هي قصائد عمودية تقليدية، وأغلب الشعراء الكبار في العصور الماضية وعصرنا الحالي قد غنّيت قصائدهم بأصوات الكثير من الفنانين، فهناك عشرات الفنانين الذين تغنوا بقصائد المتنبي على سبيل المثال، فهل نسميه شاعراً غنائياً؟! في اعتقادي أن السبب الأول في إطلاق وصف «شاعر غنائي» كان المقصود به أن المذكور ليس شاعراً أصلاً، وذلك عندما كتب بعض المستشعرين العاجزين عن كتابة القصيدة العمودية، تفعيلات وزنية صغيرة استسهلها الملحنون والمغنون فتلقفوها، وقد عُمم لاحقاً - للأسف الشديد –هذا المسمى على كل الشعراء الذين نجحت قصائدهم وحققت جماهيرية في مجال الأغنية.

أما السبب الثاني فأتى نتيجة نظرة مغايرة وإيجابية.. وهي أن أسلوب كتابة الأغنية فن السهل الممتنع الذي يتطلب من الشاعر دراية بالأوزان المختلفة والتفعيلات الوزنية المتغيّرة في مقاطع القصيدة، نظراً لتنوع ألحان الأغنية. لكن ألم يسأل البعض نفسه عن سبب وجود كلمة «شاعر» قبل اسم الشاعر الغنائي أو العادي؟!

«لا أعلم»

بينما يتـــجنب الكثير من الشعراء كتابة القــــصائد الــــغنائية، اشتــهرت أنت بكـتابتها، وعرفت كشاعر غنائي، لماذا يتجـــنب الكثير من الشـــعراء هذا التوجه؟

لا أعلم، ربما لأنه ركّز على السبب الأول في الإجابة السابقة وغاب عنه السبب الثاني في الإجابة السابقة، أو بسبب وجود قناعات شخصية لديه، وربما لعدم قدرته على كتابة الأغنية، ولكن أغلب من يتجنبون هذا التوجه يستمعون للأغاني والشيلات ولم يتجنبوها، وتجد بعضهم يزاحم الناس للتصوير مع المطربين والتحدث إليهم، وهنا تختفي في داخله نعرة الشاعر الذي لا يحب أن تغنى قصائده، كما ان لبعض الشعراء وجهة نظر مختلفة ربما تكون لطبيعة شخصيته وبعده عن الموسيقى والأغاني، والبعض لقناعته أن ما يكتبه لا يصلح للغناء.

نجاح

الوطن حاضر في قصائد الخوار بكثرة، ولقبت بشاعر الوطن، كم عدد القصائد الوطنية التي كتبتها، وأيها الأقرب إليك؟

كتبت أكثر من مئة قصيدة وطنية متنوعة في أفكارها وطرحها، وهذا بالنسبة لي مصدر فخر لأنني حملت على عاتقي الأحاسيس الوطنية وجعلتها تنافس الأغراض الأخرى للشعر في المجتمع، ومن فضل الله عليّ أني استطعت أن أبث روح الحماس والفخر في قلوب أبناء الإمارات في مناسبات كثيرة.

وافتخر أنني أسهمت في إخراج القصيدة الوطنية من خانة اقتصارها على (المناسبة)، حيث جرت العادة أن تكتب القصيدة الوطنية وتنشر في المناسبات الوطنية ثم يخفت وهجها. واجب على الشاعر أن يحتفي بالمناسبات الوطنية.. ولكن، أيضاً، الكتابة للوطن لا تحتاج مناسبة في رأيي.. أما القصيدة الوطنية الأقرب إلى قلبي فهي «في القلب حبك ترسخ يا بلادي»، كونها قدمتني للجمهور في بداياتي، أي قبل 27 عاماً تقريباً.

«سارية وطنا»

نحتفل في الوقت الراهن، بيوم العلم"3 نوفمبر". ماذا كتبت للعلم بهذه المناسبة؟

كتبت قصيدة «سارية وطنا» التي لحنها الملحن خالد ناصر ووزعها باسل محمد.. وغناها كورال أطفال الإمارات، وهي من إنتاج وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وأشرفت عليها وعلى تسجيل ثلاث أغان أخرى.

كيف تقيم وجودك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؟

وجودي في وسائل التواصل الاجتماعي «تقدرين تقولين عنه زوين»، وذلك لانشغالي الدائم بالكتابة والتسجيل والإشراف على الأغاني، وأطمح أن أكون أكثر فاعلية في هذا الميدان مستقبلاً.

حدثنا عن مشاركتك في لجنة تحكيم برنامج (اليولة)، وماذا أضافت لك كشاعر؟

مشاركتي في لجنة تحكـــيم برنامج «اليولة» أبعدتني عن الشعر قلـــيلاً، ولكنها أضافت إليّ الكثير من متابعة الناس ومحـــبتهم، كما أتاحت لي التعرف على آفاق أخرى من التراث الإماراتي الأصيل وتعريف الأجيال الجديدة عـــليه وغرس محبته في قلوبهم، ولا شك أن مثل هذه البرامج تسهم في تشكيل علاقة الشباب بمـــــوروثهم وتعميق هويتهم.. وهذا الأمر يشكر عليه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ويحسب للقائمين على مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

من يلفتك من الأصوات الشعرية النسائية، وكيف تقيّم تجربة المرأة الشاعرة في الإمارات؟

بالتأكيد، فتاة العرب الشاعرة عوشة السويدي التي تتلمذتُ في مدرسة قصائدها منذ نعومة أظفاري، وتلفتني تجارب شاعرات متميزات، مثل: غياهيب وجموح وريم تواق وأنغام الخلود وريف دبي ولمياء دبي ومطلع الشمس وأصايل وهمس المشاعر وتنهات نجد وشيخة الجابري وشيخة الكتبي وقمرة. أما تجربة المرأة الشاعرة في الإمارات فهي ناضجة وثرية بالإبداع والتميز تواكب نهضة دولتنا في شتى المجالات.

«هلوسات» قريباً

أصدرت ديوانين مسموعين، لماذا اخترت أن تقدم ديواناً مسموعاً، وماذا عن المطبوع؟

إصدار الديوان المسموع في المرتين: الأولى والثانية لم يكن من اختياري، إذ كان «رومانسيات الخوار» اقتراحاً واختياراً من الشركة المنتجة للديوان بإدارة الأخ العزيز عبدالعزيز الجاسم، أما الديوان المسموع الثاني «كلام الصمت» فكان من اختيار «مبادرة» والتي تبناها مكتب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أما الديوان المطبوع فبعنوان «هلوسات» وهو في الطريق إلى الجمهور والفضل يعود إلى أخي الشاعر علي السبعان الذي شجعني وساندني في جمع وتنقيح قصائد الديوان.

"صوت الوطن"الجمهور الواعي والمحب للشعر لا يتأثر كثيراً بأداء الشاعر لقصائده، فأمير الشعراء الشاعر أحمد شوقي لم يكن يلقي قصائده على جمهوره، وشاعرنا القدير محمد بن مسعود كذلك، ولكننا أعجبنا بقصائدهما وما زالت تتردد في أذهان المحبين. أظن أنه إذا استطاع الشاعر أداء قصائده بالتميز نفسه الذي تحمله القصائد سيكون ذلك إضافة حسية مهمة.

أخيراً.. ما هدية الوطن من «شاعر الوطن» قبل أن نودعه في ختام هذا الحوار؟

تتصاغر الهدايا وترخص الأرواح بين يدي الوطن، ويسعدني أن نرفع معاً «بيرق القمة» هنا على بياض صحيفة «البيان»، التي نعدها منبراً من المنابر التي تمثل صوت الوطن بأجمل إشراقاته.

Email