بيكي أندرسون: تجربتي في الإمارات تجاوزت تطلعاتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يدهشك ذاك الشغف الذي يأخذ صاحبه حيث يشاء، يضعه أمام مواجهة حقيقية مع الطموح، ليواجه بمجاديفه أعتى الأمواج، ذاك الشغف تملَّك المذيعة بيكي أندرسون مدير تحرير «سي إن إن» أبوظبي، ومقدمة برنامج «كونكت ذا ورلد»، التي انتقلت لتقديم برنامجها من دولة الإمارات، بعد مسيرة حافلة في مجال الإعلام في لندن، دفعها شعورها بالمسؤولية المجتمعية في الإمارات للقيام بدور فاعل في دعم الإعلامي المحلي، لتضع اللبنة الأولى في تعزيز حضوره على خارطة الإعلام التلفزيوني العالمي.

«البيان» تواصلت مع بيكي أندرسون، التي اعتبرت تجربتها في الإمارات تجربة خاصة، رغم مشوارها الحافل بالإنجازات، لا سيما موقع هذه الدولة جغرافياً وثقافياً واقتصادياً، يجعلها تتمركز في قلب قصص كثيرة وملهمة.

تعزيز معرفي

بداية، انتقلتِ لتقديم برنامجك من دولة الإمارات، كيف تصفين هذه النقلة على الصعيد المهني، وهل كان العمل فيها على قدر طموحك؟

سافرت كثيراً إلى منطقة الشرق الأوسط في مرحلة صباي، وأمضيت الكثير من العطلات فيها، وخلال رحلاتي المهنية قمت بالعديد من التغطيات بها، لذا أشعر بالألفة مع الإمارات قبل انتقالي للعمل من هنا، ولكن العيش فيها عزز معرفتي بالمنطقة على مستويات جديدة، وفي الحقيقة تجربتي في الإمارات تجاوزت آمالي وتطلعاتي على الصعيدين الشخصي والمهني، والتنوع الثقافي الذي تحتضنه له فوائد جمة من ناحية طبيعة سير العمل، وهناك طاقة إيجابية تشعر بها بمجرد الوصول إلى الإمارات.

مقابلات كبرى

حاورتِ أهم الشخصيات العامة والسياسية، من الشخصية التي أثرت فيك على جميع المستويات، ولماذا؟

المقابلات الكبرى دوماً تتسم بأهميتها وينعكس أثرها علينا، وفي عملي قابلت أشخاصاً استثنائيين، يتمتعون بكاريزما طاغية وحضور قوي، وأحياناً يحاولون فرض سطوتهم، لكني أقولها بصراحة، الأشخاص الذين تركوا الأثر الأكبر في نفسي ليس المشاهير فقط، بل لاجئ يخاطر بكل شيء في سبيل حياة أفضل، أو طبيب يحارب لإنقاذ الأرواح وسط النزاعات، وعادة ما تترك حواراتي مع النساء في الشرق الأوسط أثراً بالغاً في نفسي، كحواري مع مريم المنصوري أول طيار حربي امرأة في الإمارات.

لو كانت السياسة مباراة كرة قدم، والمُحاوِر الذكي لاعب هجوم، من هو السياسي الذي سجلتِ هدفاً في مرماه، ولماذا؟

سألتزم بكرة القدم وأتناول السؤال من جانب مغاير، لأقول بأن حواري مع دييغو مارادونا كان أمراً ممتعاً وآسراً، لا سيما أني عاشقة كبيرة لكرة القدم.

تسعين لتعزيز حضور الإعلامي الإماراتي في مجال الإعلام المرئي، لنرى المذيع خالد العامري في أحد البرامج في شهر رمضان، ما هدفك من دعم العنصر المحلي؟

ندرك أهمية مسؤوليتنا المجتمعية في الإمارات، والتعاون الذي جمعنا بخالد العامري كان ناتجاً عن مبادرة طويلة الأمد، إذ أسهمنا في تدريبه وصقل مهاراته، بينما عمل من جانبه على تعزيز فهمه لطبيعة الإعلام التلفزيوني العالمي من خلال قربه من مكاتبنا في أبوظبي واستخدامه لمرافقنا، وكنا في غاية السعادة ونحن نتابعه يسخر كل ما اكتسبه من قبلنا ضمن موهبته الفذة لإنتاج برنامج خاص عن شهر رمضان.

نموذج ومثال

ما خطوتك المقبلة فيما يتعلق بدعم الإعلامي الاماراتي؟

خالد العامري نموذج ومثال لمجموعة من الأفراد الذين نعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم وتقديم منصة لموهبتهم المتفردة، ونتعاون جدياً مع شركائنا المحليين مثل «تو فور 54» ومدينة دبي للإعلام ومجموعة من الكليات والمعاهد عبر الإمارات للتعرف على المواهب الناشئة للمشاركة في برامج التدريب وأيام «سي إن إن» الإعلامية.

ربيع عربي

كنتِ على صلة مباشرة واطلاع على أحداث الربيع العربي، هل قام الإعلام العربي والغربي بتقديم تغطية إعلامية عادلة له، أم أن الرياح كانت تجر المراكب حيث يريد أصحاب الفضائيات؟

بالحديث عن «سي إن إن» ضمن هذا السياق، أرى أننا قمنا بمهمة ممتازة خلال تغطيتنا للربيع العربي ضمن ظروف شاقة للغاية، كانت الوقائع متداخلة، وقمنا بتغطيتها بشكل كثيف ومتكامل دون خوف أو تحيّز، ويغفل الكثيرون مدى التحدي الذي يمثله تغطية الأحداث ضمن ظروف كهذه، ووصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها التغطية الإعلامية غاية في الخطورة، والمآسي الناجمة عن نزاعات - كتلك الدائرة في سوريا - وضعت ثقلها على الإعلام بشكل غير مسبوق.

والحقيقة أن ما يثير خيبة أملي أن القصص الإخبارية المهمة للغاية لا يمكن تغطيتها بالعمق المطلوب، نظراً للمخاطر الجمة التي يتعرض لها المراسلون، والأناس الذين يتعرضون للمعاناة الكبيرة هم من المجتمعات التي ترزح تحت نيران النزاعات، وهؤلاء قصصهم لم تروَ بعد، وهذه بحد ذاتها مأساة كبرى.

محطة

عن المحطة الأبرز في عملها الإعلامي تقول بيكي أندرسون: آمل أنها لا تزال مقبلة ولم أعشها بعد، هنالك الكثير من الإضاءات في مسيرتي المهنية، السنوات الماضية وتجربتي هنا في أبوظبي كانت خاصة للغاية، ولعلها المرحلة الأكثر تميزاً حتى الآن.

Email