ضيوفها يبوحون لها بما لا يبوحون به لغيرها

وفاء الكيلاني: لا أحد يفرض شروطه عليَّ

Ⅶ وفاء الكيلاني مع هشام الجخ في حلقة أمس من «المتاهة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مقدمة برامج من العيار الثقيل، لا تلبث أن تطل على الشاشة حتى تُفجِّر قنبلة، أو تثير جدلاً وبلبلة. حين تشاهدها تشعر أنك أمام حقل ألغام، فهدوؤها هو ذاك الذي يسبق العاصفة، وابتسامتها ما هي إلا الشرارة الأولى التي تضع ضيوفها على خط النار.

وراء كل سؤال تطرحه مغزى، وللإجابات تقف بالمرصاد، فتأخذ منك ما تقتنع به، وتعيد تدوير الباقي، لتجدها تجول في دواخلك دون أن تشعر، فتنتصر عليك بذكاءٍ لا يعترف بالصوت العالي، وتستفزك، فتصيبك في مصرعٍ دون أن تدري. إنها الإعلامية وفاء الكيلاني، التي تُبحر «ضد التيار»، وتُجدّف «بدون رقابة»، فتأخذ المُشاهد في «متاهة» عميقة، لا يخرج منها إلا وقد أصدر «الحُكم» لصالحها في النهاية. «البيان» تواصلت مع وفاء الكيلاني، لتؤكد أن سقف الحرية المتاح لها في القنوات التي عملت بها عال، لافتة إلى أنها ألغت استضافة أسماء مهمة في برامجها، فلا أحد يفرض شروطه عليها.

يتعامل بعض المذيعين مع البرامج الحوارية على أنها حلبة للمصارعة واستعراض العضلات، فما تعليقك ؟

لكل مقدم برامج أسلوبه وجمهوره، وبالنسبة لي، فأنا مُحاورة، والهدف من الحوار سبر أغوار الضيف وليس الاستعراض أو الانتصار عليه، وهدفي دائماً تقديم حوار موضوعي ومتوازن يمتع الجمهور ويكشف جوانب جديدة في شخصية الضيف، ولا أسمح لأحد فرض أي شيء علي، وقد حدث عدة مرات أن ألغيت استضافة أسماء كبيرة لها وزنها، لأنها حاولت الاشتراط عليَّ عدم التطرق لموضوعات معينة، وهي مسألة غير واردة بالنسبة لي، فلي حق السؤال وللضيف حرية الإجابة.

تخبط

حالة من التخبط الإعلامي تطفو على المشهد، فالممثل مذيع، والمطرب مقدم برامج، فما رأيك بذلك؟

أنا أؤمن بالتخصص، ولكن لا مانع من التجربة، والمهم أن تنجح هذه التجربة، والحق يقال، فهناك فنانون نجحوا في عالم التقديم.

برامج كثيرة تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الفنانين، ليرد كل منهم على الآخر من خلالها، وتحصد هذه النوعية من البرامج جماهيرية كبيرة، هل هذا هو النجاح الحقيقي للإعلامي؟

المُحاوِر لا يُجبر الضيف على تناول سيرة زملائه أو مهاجمتهم، وإن حصل هذا، فعليه أن يتيح حق الرد للطرف الآخر إن رغب في ذلك، ولكني أرى الهدف من أي استضافة هو إيجاد حوار موضوعي ومتوازن وممتع، لأن صناعة التلفزيون قائمة على الترفيه، ويبقى لكل شيء حدود وخطوط حمراء لا يُفترض تجاوزها.

كرسي الاعتراف

تختلف أسماء برامجك، إلا أنها تمنحنا نفس الانطباع في كل مرة، لنشعر بأن ضيوفك يجلسون دائماً على كرسي الاعتراف، لماذا؟

لا أعتقد أن برامجي متشابهة، لكن ربما ينتابك هذا الشعور لأن ضيوفي يشعرون بالراحة معي، ولذا يبوحون لي بما لا يبوحون به لغيري ( بكل تواضع )، فالسؤال الجيد تنتج عنه إجابة مختلفة.

ما البرنامج الذي تطمحين إلى تقديمه، والفكرة التي تجدين أنها ستقدمك بشكل مختلف؟

كل برنامج أقدمه هو برنامج أطمح لتقديمه، وفي كل مرة أقدم شيئاً مختلفاً، وها أنا اليوم أطل في «المتاهة» الذي تعرضه «إم بي سي 1» و«إم بي سي مصر»، وسيلاحظ المُشاهد الاختلاف بينه وبين غيره.

نقاط ضعف

لدى كل إعلامي نقاط ضعف لا يفصح عنها، ما نقاط ضعفك التي تمتلكين الجرأة للاعتراف بها؟

أعترف بأنني عصبية ومزاجية.

من يعجبك من الإعلاميين، وتحرصين على متابعته؟

لا أجد الوقت الكافي لمتابعة التلفزيون وسط انشغالاتي العائلية والعملية، ولكن في وقتنا هذا فإن موضوع الحدث هو ما يفرض عليّ المتابعة.

لكل قناة أجندة ورؤية معينة، برأيك هل على المذيع أن يسير وفق رؤية القناة التي يعمل بها، أم يبقى محايداً متمسكاً بشعار «ابعد عن الشر وغني له»؟

هناك سقف حرية مرتفع متاح لي في كل القنوات التي عملت بها، وأمتلك هذه الحرية اليوم في «إم بي سي»، ومن النادر أن أصطدم بالقناة أو سياستها، والحقيقة أنه لا توجد حرية مطلقة في الإعلام في كل العالم وليس في العالم العربي فقط، والذكاء هو أن يقوم الإعلامي بما يريد في ظل رقابة ذاتية لا تتجاوز الخطوط الحمراء.

Email