محمد المر يفتتح المعرض الفردي الثاني للشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم

«الوافي».. ذاكرة التراث والطبيعة والروابط الإنسانية

■ راشد بن مانع بن راشد آل مكتوم ومحمد المر وسعيد النابودة والحضور أمام لوحة «الوافي» في المعرض | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، صباح أمس، المعرض الفردي الثاني للفنانة الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، بعنوان «الوافي»، في مقر مركز وافي بدبي، بحضور نجلها الشيخ راشد بن مانع بن راشد آل مكتوم، والأديب عبد الغفار حسين، وسعيد محمد النابودة المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث في هيئة دبي للثقافة والفنون، وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات والمثقفين والمعنيين بالشأن الفني.

وتصدرت المعرض الذي يستمر حتى 24 الجاري ويضم 50 عملاً منها 13 تعرض للمرة الأولى، لوحة «الوافي» التي أهدتها الفنانة إلى رفيق عمرها ودربها، أخيها الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، لتجسد في هذه اللوحة رحيق موهبتها ومهاراتها الفنية في تكامل الإبداع، بين التكوين والتفاصيل وجماليات فن العمارة، والنعومة في ضربات الفرشاة والدقة في معالجة التفاصيل، آخذين في الاعتبار رمزية كلمة الوافي التي تعني التام والكامل.

روابط وجدانية

تعكس لوحات المعرض الجديدة، تنوع منابع إلهام الشيخة حصة ومواضيعها، لتنتقل من ذاكرة التراث والطبيعة إلى الروابط الإنسانية والوجدانية والرمزية، والتي تتجلى في مناحي الحياة كالحلم والأمل والتفاؤل والأمومة والبراءة وغيرها.

جماليات «غموض»

وتستوقف الزائر خلال جولته لوحة «غموض» بما تحمله من عمق ورؤية فلسفية، وتتجلى الجماليات البصرية فيها على المستوى التقني، في أسلوب معالجتها للوحة التي تبحر به إلى عوالم التأمل في عمق ليلة يضيئها القمر بأشعته الفضية، ولتحمله كثافة الغيوم الفضية إلى أبعاد خارج حدود اللوحة.

وساهم تكوين عناصر اللوحة وحالة السكون فيها أو المسافة الزمنية التي يلمسها المشاهد، عبر انضمامه إلى الطفلين أمامه اللذين يطالعان البحر في انتقاله إلى أجواء الواقعية السحرية. أما ما يكسر حالة السكون ليخرج المتلقي من عالم اللوحة، فهو وميض البرق بين البدر وسطح البحر.

رمزية الفردوس

وأسوة بكل فنان تخفي لوحاته العديد من الحكايات الإنسانية التي إما عاشها أو تأثر بها، يتوقف الزائر أمام لوحة «الفردوس» التي ترمز إلى حالة الفقدان واستمرارية الحياة، فمن بين حشد الشموع المتباينة في الطول والأحجام، والألوان المشتركة والمتوهجة بشعلة حياة الأرواح المتآلفة فيها، نجد بينها واحدة خبا للتو ومضيها.

وما يستوقف في هذه اللوحة تمكن الشيخة حصة من نقل الزخم الوجداني عبر شجن الألوان التي مزجت فيها بين الأخضر والأحمر بوميض الأصفر من جهة، ومن جهة أخرى اعتمادها النسبة الذهبية في اختيار مكان تلك الشمعة أفقياً وعامودياً، مما يمنح العمل جماليته الفنية.

يُذكر أن الشيخة حصة أقامت معرضها الفردي الأول عام 2010، وكان تتويجاً لتجربتها الفنية، التي بدأت منذ مرحلة الطفولة لتعود إليها بعد تربية الأبناء. وبعين الفنان وموهبته استطاعت تدارك ما فاتها لتتفوق على نفسها في معرضها الحالي.

كتيب المعرض

أُصدر على هامش معرض الفنانة الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، كتيب يضم جميع لوحاتها الفنية بطبعة فاخرة ومتوفر في ردهة المعرض بمدخل مركز «وافي»، ويعود ريع مبيعاته لصالح جمعية «بيت الخير» في دبي.

Email