شاعرات الإمارات: زايد دعَمَ المرأة وشجّعها على الإبداع

الشيخ زايد (طيب الله ثراه) حثّ على نهل المعرفة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت المرأة الإماراتية بمكانة خاصة عند المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد أولاها اهتماماً خاصاً، ورعاية تامة، واهتم بتعليمها في شتى المدارس والجامعات، الإماراتية والأجنبية، وشجعها على العمل في كل الميادين، جنباً إلى جنب مع الرجل، فكانت المرأة المهندسة والطبيبة والمحامية والأديبة والشاعرة، التي فتح لها مجلسه واستمع لإبداعها الأدبي وأكرمها بسخائه، فكانت النتيجة أجيالاً من الشاعرات والأديبات والمثقفات.

شاعر وحكيم

تقول الشاعرة هنادي المنصوري: منح الشيخ زايد الرعاية المتكاملة لشعراء وشاعرات النبط بصورة متميزة، معنوياً ومادياً، فقد كان يعير اهتماماً بالغاً للشعر النبطي، كونه، رحمه الله، كان شاعراً فذاً ومشهوراً في عصره بقصائد الحكمة خاصة والأغراض الشعرية بشكل عام، ومن منا لا يتذكر مجالس الشعراء وبرامج التراث الشعرية وصفحات الشعر الدورية التي وجه بتأسيسها ودعمها وتطويرها؛ ما أتاح للشاعرات المشاركة والظهور في هذه الوسائل الإعلامية بأسمائهن المستعارة حينذاك؛ كما كان يخصص مكافآت مالية سنوية لقصائد نخبة من شعراء وشاعرات الوطن، ما دفع كلا الجنسين للتنافس والكتابة الإبداعية التي ترتقي لذائقته النادرة وجماهير الشعر المتابعة لهم.

وتضيف: لا أنسى دعمه المستمر لنا كوننا شاعرات؛ وحثه لمشرفي صفحات الشعر على إتاحة فرصة الظهور والنشر لنا في كل القنوات الإعلامية، ما جعل انطلاقة الشاعرة الإماراتية تتميز بالوثوق والتميز في الساحة الشعرية الخليجية والمحلية بصورة خاصة، وما زلت أتذكر يديه وهي تصفقان لي بعد أن ألقيت أمامه قصيدتي الوطنية بمناسبة ذكرى جلوسه، رحمة الله عليه، وذلك في العاصمة أبوظبي سنة 2002م. إن الشيخ زايد بأفعاله وحكمته ومنجزه وخلقه، سيبقى حاضراً بيننا وستبقى روحه العطرة تحوم في كل محفل ثقافي وتراثي وشعري.دور عظيم

وتحكي الشاعرة فتاة تهامة عن قيمة وجدوى الدعم الذي قدمه الشيخ زايد للشاعرات: من منطلق قناعاته الراسخة، رحمه الله تعالى، بأن المرأة نصف المجتمع، أولى الشيخ زايد المرأة أهمية كبيرة في شتى النواحي، وذلك إيماناً منه بأهمية ما تقوم به من دور عظيم في مجتمعها، حيث هي عماد الأسرة، إن صلحت صلحت الأسرة والتي هي لبنة من لبنات المجتمع المترامي، الذي يشكل الوطن الكبير.

وتستطرد: لقد أولى التعليم جل عنايته لكي تنطلق المرأة الإماراتية من أساس راسخ في تربية أطفالها، ولخدمة وطنها، متسلحة بالعلم والمعرفة، فبرزت بعد هذه العناية الكبيرة التي حصلت عليها من قائد البلاد، وأصبحت في مكانة مرموقة يشار إليها بالبنان في التعليم والصحة والإبداع، وشاركت أخاها الرجل جنباً إلى جنب في تطوير عجلة التنمية متمسكة بدينها وبقيمها العربية الأصيلة وهويتها الأصيلة ذات الطابع المميز. وقد أكد المغفور له الشيخ زايد هذا الحرص على تثقيف وتعليم المرأة ودعمها، وأبعاد هذا الجوهرية في مقولته الشهيرة:

«إنني على يقين بأن المرأة العربية في دولتنا الناهضة، تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فهي أساس تقدم الأسرة، والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله».

وتتابع فتاة تهامة: ولا بد أن نشير في هذا الخصوص إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقبل رحيل الشيخ زايد، ومن بعده، كانت ولا تزال تولي المرأة الإماراتية جل اهتمامها وعنايتها، مستشعرة ما لها من أهمية كبيرة في نهضة المجتمع، معضدة بذلك رؤى ونهج الشيخ زايد في الخصوص، وهكذا حتى أفحلت المرأة الإماراتية أن تحقق نجاحات نوعية، وإلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة مرموقة تحسد عليها.

 

عطاء وتحفيز

«الشيخ زايد، الشاعر والإنسان، كان يتصف برهافة الحس ودقة الوصف في غزله العفيف واعتزازه بالمرأة ووجودها المهم، في قصائده» هكذا تستهل الشاعرة حمدة العوضي مشاركتها، وتواصل: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو أول من قدم الدعم للمرأة. وتجلى اهتمامه ذاك في بعض الجوانب بحضور المرأة في أشعاره وفي مجلسه العام، وفي منحها الجوائز والعطايا التي كان يجزلها على الشاعرات والأديبات.

إن الشيخ زايد، الفذ والأسطورة، قدم النموذج البدوي الأصيل للشاعر والشاعرة الإماراتية من خلال ما تركه لنا من إرث شعري يدرّس للأجيال القادمة من الشاعرات، وقد حرص سموه على حضور الأمسيات الشعرية للمرأة والوقوف في المحافل العامة لها والاستماع لها والتصفيق بحب وتقديم النصح لها. كل هذه المواقف لا تزال عالقة في أذهان الشاعرات اللاتي عاصرنه واللواتي شهدن وخبرن خيرات هذه القامة العظيمة.

 

قامة وصروح

تستذكر الشاعرة زينب الرفاعي، وبالحديث عن أهمية عطاءات الشيخ زايد في الشأن الثقافي بشكل خاص، أنه، رحمه الله، أول من نادى بالمساواة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق والواجبات، ومن أبرزها في التعليم والعمل، وبذكر التعليم فأحد أهم أركانه هي الثقافة، وفي الصدد فقد شجع المغفور له الشيخ زايد المرأة على تلقي العلم، وتمثل ذلك في الجمعيات النسائية التي أسهم في إنشائها ودعمها، وكان أهم أهداف هذه الجمعيات نشر الثقافة والتعليم، من خلال الأنشطة والفعاليات، التي تعنى بالأدب والثقافة، فكانت مظلة لبدء الحركة النسائية الثقافية في الدولة، وكانت جامعة الإمارات التي فتحت للجنسين ومن ثم كليات التقنية العليا وجامعة زايد، صروح علمية وأكاديمية ومنبع آخر للمعرفة بمختلف أنواعها، وطبعاً ما قوى هذا التوجه والرؤى والحرص لدى الشيخ زايد على دعم الشاعرات، أنه كان، رحمه الله شاعراً محباً للشعر، ومدركاً لقيمة الإبداع لدى الرجال والنساء معاً، ومؤمناً بمدى دور دعمه في هذا الصدد، في تقوية الحراك الثقافي المحلي.

Email