ناقش الإنجازات والتحولات التي شهدها القطاع

منتدى أبوظبي للنشر يستعرض التجربة الإماراتية في صناعة الكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت عنوان «التحولات والإنجازات في صناعة الكتاب - تجربة الإمارات» انطلقت صباح أمس فعاليات منتدى أبوظبي للنشر، الذي تنظمه دائرة أبوظبي للثقافة والسياحية في منارة السعديات، وناقش المتحدثون عبر جلسات تختتم اليوم الأربعاء واقع التجربة الإماراتية في مجال النشر والتأليف ووضعوا العديد من المقترحات لتطويرها.

تحديات

في كلمته الافتتاحية قال سيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: إن هذا المنتدى بجلساته وحواراته منصة لبحث التحديات التي تواجه قطاع النشر في المنطقة ودولة الإمارات بشكل خاص.

وأوضح: نحن في الدائرة نؤمن بأن الإنجازات التي حققتها دولتنا عالمياً في مجال النشر وصناعة الكتاب وحقوق الملكية الفكرية ساهمت في التأسيس لنقلة نوعية في هذا القطاع، وأضاف: هو ما يبشر بأن تحتل دولتنا مكانة مرموقة في صناعة الكتاب، وتكون عاصمة إقليمية لهذه الصناعة، مع توفر البنية التحتية.

وذكر غباش: «استطعنا خلال أعوام قليلة تحقيق أرقام قياسية بعدد الناشرين، الذي ارتفع من 59 ناشراً في عام 2007 إلى 115 ناشراً دولياً مسجلاً و164 ناشراً محلياً في العام 2017، ودعا لدعم انتشار الكتاب الإماراتي ومساعدة الكُتاب في طباعة أعمالهم».

مشروع نهضوي

واستعرضت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، خارطة طريق لمستقبل النشر في الإمارات، وقالت: نقف على أعتاب تحقيق إنجاز مهم، بالعمل مع شركائنا في وزارة الاقتصاد، وجهات أخرى محلية ودولية، من أجل تأسيس أول مركز لإدارة حقوق النسخ في المنطقة.

وأوضحت: عندما يتم الإعلان عن تأسيس هذا المركز، ستكون دولة الإمارات أول دولة عربية تؤسس مركزاً لإدارة حقوق النسخ، وتكون من بين الدول القليلة السباقة على مستوى العالم لتأسيس مثل هذا المركز الذي سيساهم في تطوير صناعة النشر والصناعات الإبداعية.

كما استعرضت الشيخة بدور أهم الإنجازات التي حققتها جمعية الناشرين الإماراتيين خلال الأعوام الماضية، ومن بينها كما قالت: تحسين جودة الكتب من حيث التصميم والطباعة والإخراج الفني، وتنوع المحتوى لشتى المجالات، وزيادة عدد دور النشر وتضاعف عدد الإصدارات، وازدياد الإقبال على معارض الكتاب.

وأضافت: كان انضمام جمعية الناشرين الإماراتيين لاتحاد الناشرين الدوليين من بين أهم النتائج الاستراتيجية التي نجحنا في الوصول إليها، وتابعت: كان لجمعية الناشرين الإماراتيين دور مهم بانضمام ستة بلدان عربية للاتحاد الدولي للناشرين، ونساند حالياً دولاً عربية أخرى للانضمام لهذا الاتحاد.

وقالت: يعد هذا اعترافاً دولياً بتطور صناعة النشر في دولتنا. وأضافت: ما نحتاجه هو التشاور والتنسيق المستمر مع كافة الأطراف، لننتقل بصناعة النشر إلى مرحلة نتمكن فيها من المساهمة في صناعة مشروع نهضوي حضاري حقيقي في منطقتنا.

مؤشر القراءة

وبين الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين في منظمة الأمم المتحدة، بالأرقام أن الإحصاءات الدولية التي تقول إن العرب يقرأون 6 دقائق سنوياً، غير صحيحة، وقال: بقي مشروع المعرفة العربي حوالي عام يتحقق من هذه الأرقام التي لم يجد لها أي مصدر، ولا أساس لها من الصحة. وأضاف: تم اتخاذ قرار بإجراء مؤشر القراءة العربي، شارك فيه 148 ألف مواطن عربي، واحتلت الإمارات التي شارك فيها 5400 فرد المرتبة الرابعة بعد لبنان، مصر، والمغرب.

تطور النشر

على هامش المنتدى أقيمت يوم أمس ورشة عمل «بعنوان تطور النشر وانعكاسه على المجتمع» أشرف عليها الروائي علي أبوالريش والكاتب خالد بن ققة، وناقشت الورشة سؤال الكتابة والواقع الإماراتي، ودور الكتاب في تفعيل الحراك المجتمعي.

متحدثو الجلسة الأولى يناقشون آفاق النشر ومصاعب التوزيع

أقيمت الجلسة الأولى للمنتدى تحت عنوان «التأليف والنشر: التجربة الإماراتية» بمشاركة الكاتبة الصحافية عائشة سلطان مؤسس دار ورق للنشر، والكاتب خالد العيسى مؤسس دار هماليل للنشر، والزميلة الروائية ريم الكمالي، والكاتب والروائي عبدالله النعيمي، وأدارت الجلسة الإعلامية نور الشيخ، واستهلتها عائشة سلطان بالإشارة إلى أن الإمارات من أواخر الدول التي دخلت في مجال النشر.

وأوضحت على الرغم من ذلك هناك دعم كبير من الحكومة لمشاريع كبيرة، لكن التحديات كما رأت سلطان هو مع مشروع الناشر، وبينت الصعوبات التي تواجهه مثل التوزيع، ووصول الدعم إلى الجميع بصورة متساوية، وأكدت أن الإمارات لديها كل المقومات لصناعة النشر كالاستقرار السياسي والاقتصادي ومعارض كتب على مستوى العالم.

واتفق خالد العيسى مع ما طرحته سلطان، وأضاف أن الربح الذي يجب أن تحققه دور النشر هو ما يضمن لها الاستمرار، وأشار إلى أن معرض أبوظبي للكتاب يدعم الناشر المحلي.

وتحدثت ريم الكمالي عن تجربتها في إصدار روايتها الأولى «سلطنة هرمز» وأشارت إلى أن الرواية تجسد الأماكن الغائبة التي تعنيها، وطرحت الكمالي على دور النشر المحلية فكرة إيجاد راع تجاري للرواية، ووجود محرر أدبي.

بينما طرح عبدالله النعيمي مجموعة إشكاليات متعلقة بالكاتب ودور النشر، وقال: لن يبقى من الأسماء المنتشرة الآن إلا ما هو جيد، وشدد على أن الساحة لم توجد لغاية الآن الكتاب النجوم.  وأضاف: هذه المسألة تحتاج إلى مسؤولية مشتركة من الكاتب ومن دور النشر.

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان «دعم وتطوير صناعة النشر» بمشاركة الدكتور راشد النعيمي المدير التنفيذي للخدمات المساندة والشؤون الإعلامية في المجلس الوطني للإعلام، والكاتب والشاعر إبراهيم مبارك، وعلي سيف النعيمي المدير العام للطباعة والنشر بشركة أبوظبي للإعلام، ومحمد بن دخين المطروشي عضو مجلس إدارة جميعة الناشرين.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان مشاريع نشر رائدة، شارك فيها عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة، وهدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ونورا بن هدية مدير عام «ثقافة بلا حدود».

Email