«الأشياء تتداعى» معايير فنية جديدة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك الزائر للمعرض التشكيلي «جميع الأشياء تتداعى» للفنان العراقي أثير الموسوي والذي افتتح أول من أمس في غاليري «أيام» بمركز دبي المالي العالمي، اختلافاً في أسلوبه عن المرحلة السابقة التي تميز خلالها، بالألوان الحيوية والديناميكية والدقة المتناهية الهندسية في رسم عناصر لوحاته.

والموسوي من الفنانين الشباب الذين حققوا شهرة ومكانة لهم في المنطقة، وعرف بمواضيعه التي تعكس البعد الخفي للحياة الذي يدرك بالحدس وحده، وبأسلوب قريب من الأجواء السريالية بتغريبات عناصر لوحاته، والواقعية السحرية في التخيل لعناصر وتقنيات وتلاعب في الإضاءة والأبعاد.

والتغير الأول الذي يلمسه الزائر يتجلى في شحوب مجموعته اللونية كأنما انطفأ أو سُحِب بريقها، لتصبح أكثر قرباً من الألوان الترابية التي تميز فنون الشرق عن الغرب، وإن وَجَدَ في اللحظات الأولى صعوبة في قبول التغير.

إلا أنه شعر بعد جولته الأولى باختلاف علاقته مع أعمال الفنان. فإن كانت لوحاته السابقة تشعره بحالة من الانبهار أشبه بالألعاب النارية أو كرنفال ديناميكي من الألوان، إلا أنه في هذا المعرض شعر بقرب أكثر من مضمون اللوحة وحاجة للتأمل في تفاصيل عناصرها.

ويتعرف في جولته الثانية على التغير الآخر في أسلوبه حيث اعتمد الموسوي في رسم تكويناته وعناصره على ضربات فرشاته بدلاً من الخطوط الهندسية الدقيقة. ويقول عن هذا التحول في لقائه مع «البيان»: «اعتمد في رسم لوحاتي على مجموعة من المعايير والقواعد الصارمة، وحينما أضفت المزيد منها في إطار التجدد بات عليّ حذف البعض منها لصالح إبراز الفكرة المرجوة، وهكذا».

وينتقل إلى الحديث عن تغير درجات ألوانه قائلاً: «هذا التغير وليد لحظة خاطفة مررت بها، حيث لعبت الصدفة دورها في هذا الشأن، ففي أحد الأيام لاحظت شحوب ألوان عدد من الكتب في مكتبتي بسبب أشعة الشمس المباشرة عليها. هذه الألوان الباهتة سحرتني».

ولدى سؤاله عن مضمون أعمال معرضه يقول: «تمحورت مواضيع العديد منها حول عدد من منحوتات الفنان العبقري الفرنسي رودان»1840-1917«، كتمثاله الشهير»المفكر«أو منحوتة له عن»أيدي العشاق«والتي دخلت في نسيج أعمالي لتكون محوراً غير مباشر فيه».

سيرة

عاش أثير الموسوي «1982» طفولته ومراحل دراسته في بريطانيا، لينتقل بعدها إلى الاستقرار في فرنسا. ومنذ تخرجه من كلية الفنون سنترال سانت ماري في لندن عام 2007 عمل في التدريس، كما أشرف عام 2011 على مجموعة من ورشات العمل في عدة مراكز اجتماعية في لندن، وفي عام 2012 شارك في العديد من ورش العمل في مخيمات اللاجئين.

Email